سبق وقررت صنعاء التضامن مع الشعب الفلسطيني عبر منع كل السفن والناقلات التي تعبر باب المندب والبحر الأحمر باتجاه الكيان المؤقت. وقد نفذت ذلك واحتجزت سفناً وأسرت أخرى، كما رمت الكيان بصواريخ باليستية بعيدة المدى....!
وبالأمس، أعلنت طهران عن احتجاز سفينة (إسرائيلية) تعبر مضيق هرمز، تضامناً مع فلسطين كل فلسطين، ووجهت رسالة إلى كل العالم أن مضيق هرمز لن يكون بعد اليوم معبراً وممراً في خدمة الكيان، وأن حصار غزة له تداعياته على الكيان وعلى كل من خلفه..!
وتؤشر هذه الخطوة، إلى المزيد من العمليات بهدف فك الحصار وهزيمة العدو رغم المجازر والدمار الذي لحق بالأبرياء، فضلاً عن فضح العدو الإرهابي والجزار الذي لا علاقة له بالأعراف والقوانين الدولية التي تتغنى بها أنظمة الناتو وعلى رأسها واشنطن...!
خرج بايدن وناظر خارجيته واتهما إيران بمخالفة القانون الدولي، بينما يرتكب الكيان وواشنطن المجازر والإرهاب وفقاً للقوانين الدولية. شر البلية ما يضحك وقاحة ما بعدها وقاحة من واشنطن، وما حصل هو بدء مرحلة جديدة من الصراع يخوضها المحور بقيادة طهران، حيث وجهت رسائل لعواصم الجوار بضرورة عدم الانخراط والسير وفقاً لما تشتهي واشنطن، وقد صرحت كل منها بمنع أي عدوان على ايران من أراضيها.....!
وعليه نحن أمام تطور غير عادي وله أبعاد في تاريخ الصراع بالمنطقة بحيث لم يعد الشعب الفلسطيني وحيداً (يقلع شوكه بإيده) فالمحور ووحدة الساحات ليست مانشاتات بل حقيقة فاعلة بدأت تأتي أكلها....!
ولم تمضِ ساعات قليلة حتى كان الرد الإيراني، الذي جعل العالم بأمه وأبيه يتسمّر أمام شاشات التلفزة ووسائل الإعلام على اختلافها، يسوده القلق والخوف من الانزلاق والتدحرج إلى حرب إقليمية مدمرة وربما عالمية...!
المشهد يطرح تساؤلات منها:
١- هل تتجه المنطقة إلى حرب مفتوحة؟
٢- هل تفهم واشنطن رسالة طهران وتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني؟
٣- ما هو موقف أنظمة التطبيع من التطورات الأخيرة؟
٤- ما علاقة احتجاز السفينة بقصف القنصلية في دمشق؟
د. نزيه منصور
