كتاب واراء

في ذكرى السادس من تشرين حضور ومواقف لابد منها

تعددت الندوات والقراءات واخرها ما تكلم به رجالات الوطن عن السادس من تشرين عام ١٩٧٣ والتي كانت وقفة العز والكرامة الوطنية وامتحانها ونحاحها في ميدان الشهادة والتضحية والفداء، فكان الإنتصار، كانت وستبقى الاحتفالات وقود وطن نتعلم منه أن الوعي هو من يشكل الموقف واساسه ما ينطلق من قاعدة المعرفة والإدراك لينتج الوعي .. .

لقد كانت حرب تشرين حرب فخر واعتزاز بقرار عربي أساسه المصري والسوري، وقد شاركة فيه الدول العربية والأصدقاء ..، لقد كانت حرب لاستعادة كامل فلسطين وليس الجولان ولا سيناء ..، وسنبقى نذكر أبناؤنا اليوم بخطاب القائد المؤسس حافظ الأسد يوم السادس من تشرين الذي كان خطابه للأمة كلها وهو يتكلم بهدف استعادة الكرامة العربية والأراضي المحتلة كلها .. .

لقد صنعنا مرحلة انتصار وإعداد بدأت بإجماع عربي واحدا يقول : لا صلح لا مفاوضات لا سلام مع العدو ..، وكانت البداية مع معركة الكرامة في ٢١ اذار ١٩٦٨ اول، حيث كانت اول هزيمة للعدو على يد فصائل المقاومة الفلسطينية وشرفاء العرب القوميين معهم ..، وتلتها حرب الاستنزاف وسنواتها الثلاثة 

وما أنتجته على صعيد الصراع مع أعداء سورية .. .

حرب بدأت، ومشاركات عربية تعددت، فقد كانت مشروع حرب تحرير وصراع ومقارعة ندية وقتلى وأسرى من العدو في حرب تشرين ..!!، .. .

ففي سورية كان الانتصار للارادة والوعي، حيث الصراع مع العدو كان صراع قومي وليس نزاع ..، يومها كانت الفصائل الفلسطينية في هذا الصراع مع إخوتها العرب إلى جانب سورية ..، وكان لها ما كان من نتائج حرب تشرين الإيجابية لصالح القضية الفلسطينية، مجسدة الترابط القومي مع سورية في نهح متكامل قوميا وعربيا ووطنيا، إنها سورية التي لطالما اعتبرت فلسطين توام روحها ..، ونتائج أخرى للقضية الفلسطينية تجسدت بصور متعددة .

اليوم وغدا وكما كانت وستبقى سورية الداعم الرئيسي في إعادة إحياء مسارات القضية الفلسطينية وبناء مقاومتها، والشعب السوري هو من قدم آلاف من أبنائه بإرادتهم وقناعتهم بالقضية الفلسطينية، حيث كانت حرب تشرين تشكل الأمل الجديد للشعب الفلسطيني وشعبه على استمرار قضيته ونضاله ومقاومته ..، لذلك كانت مرحلة استنهاض فلسطيني انطلق بانتفاضة شعبية وهي نتيجة من نتائج حرب تشرين التحريرية ..، وصولا إلى تطورات ما حدث في أوسلو والاتفاقات نتيجة تراجع القوة العربية قوميا، لقد كانت تضحيات جسام من الشعب الفلسطيني وسورية ولبنان وشاركت به بما تملكه الفصائل الفلسطينية من سلاح وعتاد وبدأت تحركها في بناء قواها ..، لنجد اليوم فصائل وقوى فلسطينية ووفائها لسورية بمشاركتها في مواجهة الحرب الكونية على سورية .

لقد فشلت سياسات أميركا ومشروع الشرق الأوسط الجديد والصراع سيبقى مع العدو رغم تٱمر دول عربية، ويبقى الشعب الفلسطيني وفيا للدماء العربية وباستمرار مقاومته مع محور المقاومة المتنامي لتصنع حقيقة للعدو أنه في مواجهة عدة جبهات ليعيش في قلق دائم من معركة شمولية في المنطقة، فاي حرب دون سورية لا معنى لها فهي المحور الأساسي للمقاومة في أي مواجهة .

لذلك من الضرورة اليوم أن نؤكد حفظنا النشيد العربي السوري والفلسطيني ..، وعلى الاعلام أن يكون ركيزة بتعدد وسائله ووسائطه في الوصول للمعلومة، فالإعلام واكب مراحل متعددة شعبيا وعسكريا وبامكانياته المتواضعة تكلف بمهمة وطنية كبيرة في نشر وكشف الحقائق، وقد رسم بتغطيته ومتابعاته كيف كان سقوط الطائرات الإسرائيلية وكيف كان الشعب السوري على أسطح منازله يتفرج على سقوطها، وفي مرحلة تم توقف الحرب نتيجة مباحثات دولية أميركية لم يلتزم بها العدو، يوم واجه الأسد العدو بمعركة استنزاف لتسعون يوما في معارك طالت جبهات الجولان وجبل الشيخ، فالاعلام السوري عسكريا ومدنيا وحكوميا وخاصا كان معا في نقل أحداث الحرب وصور الانتصارات، فكل ما نشاهده اليوم ليس إلا الخبث في حقيقة العدو باختراقه لشرزمة عروبتنا، ولنتذكر أن الاعلام السوري ما قبل وبعد تشرين كان اعلاما أمينا صادقا ويستحق أن يعود كما كان ..!! .

لقد كان الإعداد لخوض حرب تشرين ومنذ عام ١٩٦٩ حيث تم العمل على دراسة شاملة للجيش لتحديد المطلوب لمواجهة العدو، وفي عام ١٩٧٣ تم تحديد خطة هجومية لتحرير الجولان، وكان لقاء بلودان الأسد السادات لتحديد ساعة الصفر لموعد انطلاق حرب تشرين التحريرية الحرب الخاطفة التي استمرت وانتهت بحرب استنزاف التسعين يوما بمواجهة سورية للعدو وحدها، وخاصة حين نتذكر أن بواسل قواتنا الخاصة وكيف بنصف ساعة استطاعوا أن يسيطروا على مرصد جبل الشيخ في مواجهة النخبة من العدو التي كانت تحميه .

خلاصة حرب تشرين أنها كانت حرب عربية حقيقية، وقد تم اسقاط أسطورة الجيش الذي لا يقهر، حيث كانت حرب تشرين روح قومية واحدة، ولكن يبقى التآمر على سورية منذ الحرب وحتى اليوم مقدمة ومحاولة لتفتيت سورية انتقاما من سورية جيشا وشعبا وقيادة .

لذلك كانت المعادلة الجديدة اليوم في مواجهة مباشرة مع الليبرالية الحديثة التي تسعى لتدمير الوطن وجيل شبابه، ونحن نعلم أن المشروع الصهيوني اقتصادي بالمطلق، في وقت وجيل الشباب الذي أكثر ما نحتاجه نجد معظمهم غير مبالي بما مضى لا انتصارا ولا هزيمة ولا يمتلك في ذلك عزيمة، لانه معنيا اليوم فقط في كيف سيكون مستقبله ..!!، ونحن نعلم أن ستبقى المقاومة هي الخيار والقرار اولا واخيرا .

د. سليم الخراط


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد