كتاب واراء

اليوم الوطني السعودي ...وزعماء النفاق اللبناني

 

 

 

كل التهاني والتبريكات لشعب لبنان العظيم بالعيد الوطني السعودي !!!  

كل عام وزعماء الوطن بألف خير كما هم دائماً ... أعاد الله عليكم يا حكّامنا ،اليوم الوطني السعودي بألف خير ... وبحبوحة ...

 كم هو جميل لقاء الأخصام ، واجتماع الأضداد... وتلاقي أخوة التراب في حفلٍ واحد تجمعهم النوايا الحسنة ، والواجب والمشاركة الوجدانية للعرب فعلى الرغم من (فينيقيتهم) إلا أنهم يعشقون دول النفط العربية ...هؤلاء الزعماء الذين لم يجمعهم الأنهيار الكبير للوطن ولا أحتضار الشعب من جوعٍ وفقر ، ولا الخطر المخيف لدخول ألاف ٍ من السوريين وما( يتخللهم) من الدواعش ... ولا النار المشتعلة في مخيم عين الحلوة وقد تشعل كل البلد ... ولا تشرذم الناس في معسكرات طائفية تحت تأثير الإعلام المأجور والتخطيط الممنهج لكّي الوعي وإلغاء الإنتماء للوطن الواحد !!! رغم كل هذه المصائب الحاضرة والبلايا المقبلة لم يجتمعوا !!! إلّا أنهم إجتمعوا وتوحّدوا وتبادلوا التحايا من أجل قضيّة كبرى توحّدت فيها أهدافهم ، تقديم فروض الولاء والمباركة والتهنئة في (كرنفال ) النفاق الكبير متناسين كل خلافاتهم أمام الحدث الجليل ( اليوم الوطني للمملكة السعودية ) ذكرى تحويل إسم بلاد الحجاز ونجد إلى المملكة السعودية ... كل الأطياف تلاقت وباركت ...من كل حدب وصوب ، أهل الفن وأعلاميات ( السيليكون والبوتوكس) وأخص بالذكر قناة الجديد ، والتي تجدد ولاءها من حين لآخر بحكم التمويل والدنانير وهي نقلت الحدث بحبور وبهجة وكأن العيد هو عيد تحسين خياط نفسه ...!!!

 يا أيها الزعماء ... ترفضون الحوار والأيدي الممدودة لإنقاذ البلد وأختيار رئيس لحفظ ماء وجه هذا ( اللبنان ) الآيل للسقوط وتجتمعون في ( عراضة) يداً بيد للمباركة والتهنئة) ولما لا تجتمعون لإختيار رئيس ... ما المطلوب ؟؟؟ رئيس (معولَم ) يرضي الأميركي والفرنسي وال صه يوني ودول الخليج التي أعتدتم التسول على أبوابها ... إلى متى هذا الإنقسام ...والتجزئة والمترسة خلف السلاح والعودة إلى ذهنية شرقية وغربية وخطوط تماس ، وخطاب الفدرلة لبلدٍ أصغر من مدينة ٍ في دولٍ أُخرى ...!!! إختيار رئيس لا يستحّق كل هذه الجهوزية للحرب!!!خطابات طائفية مقيتة ولغة تستدعي إلى الذاكرة كل تاريخنا الدامي البشع ، لايستحق هذا الإستنفار من زعماء الطوائف وأمراء الحرب والإعلام القذر الذي لا يدين إلا لمن يدفع أكثر... ولا يستوجب إستقبال المدعوّة راغدة درغام من وراء المحيطات ومن الأرض التي فتحها سيء الذكر (كولومبس) اللعنة على روحه الآثمة ، هذه الراغدة التي تنتقد إداء الإمم المتحدة المشوّش في هذه المرحلة ( أعتقد لم يعجبها طرد السفير الصه يو ني من قاعة مجلس الأمن مؤخراً ) وتنتقد بعنف (فيتوهات) روسيا والصين ...وتمدح وتشيد بالإداء المتقدِّم لدوَل مجلس التعاون الخليجي في مغازلة صريحة للمملكة السعودية... هذه الرقطاء المتربعة على شاشة الجديد، تنشر فحيحها الإعلامي لتنتقد كل ما هو نقي في هذا البلد...

يا سادة

إنتخاب رأس لجسد هذا الوطن، لا يستدعي فتح جبهات وخطابات تستثير الغرائز المذهبية وتحرّض على التقسيم ( والفدرلة) والتفتيت في بلد ٍ مفتّت ( خلقة ربٌه) نعم كلنا نقف وخناجرنا جاهزة للطعن في أي لحظة وعند أي هفوة ...ومع هذه الهفوة تسقط كل شعارات التعايش والإخاء والمحبّة ولبنان المتفرد بتعدد طوائفه المُحِبّة للسلام ... عند أي غلطة صغيرة تنكشف أكذوبة التعايش المدهش ، ونظرية الإنسان الفينيقي الحضاري المتمدن ( السوبر مان )اللبناني الذي (سيلبنن )العالم بثقافته ووعيه وفكْره الحضاري وانفتاحه على كل الأديان والإثنيات والمذاهب ...وأخيراً وليس آخراً سينفتح على الشذوذ الجنسي بكل أنواعه المتميزة ... مع الأسف بلحظة تعصٌب تسقط نظرية المواطنة ومعها يخلع الفينيقي بذلة (السموكينغ) والبرنيطة والقلم ليرتدي ( الشروال) واللبادة وسكين الثأر الذين يحتفظ بهم في ذاكرته لوقت الحاجة...كذبة التعايش في سويسرا الشرق عمرها من عمر الزهور ...لا تعيش طويلاً وكل تاريخنا يشهد بذلك كما تُحدِّثنا كتب التاريخ،من فتنة 1840التي بدأت من خلاف على لعبة (كلّة) بين صبيين ،مسيحي ودرزي في قرية فأنتقل الخلاف من عائلتين الى قريتين إلى سائر الجبل وأيضاً فتنة 1860 وقصتّها ظريفة ، صياد إصطاد الطيور في أرض ٍلرجلٍ من طائفة غير طائفته ( ويا غيرة الدين) نشبت فتنة دموية عجيبةوطبعاً يجب أن لا ننسى دور قناصل أوروبا ذوي الأيادي البيضاء الذين هم دائماً يعملون على تأجيج النار وتحويل أي حدث بسيط الى بركان كارثي كما هم حتى الآن... (يسلمولي شو محبّين)واذا اردنا أن نعدد الفتن في ( مرقد العنزة )فاللائحة طويلة وتحتاج للكثير من الوقت والعودة الى تاريخنا المزيف وهكذا كنّا نتدحرج من فتنة إلى حرب وصولاً الى الحرب الأهلية وشرارتها (بوسطة) وفيها تجلّت كل القيَم الإنسانية التي يؤمن فيها إنسان لبنان المتفوّق عن ( أناسين ) محيطه العربي ، من قتل وذبح وسحل وتنكيل وتشويه حتى للجثث ... ولن أحدثكم عن بقية الفتن والحروب الباقية لأنها من الزمن المعاصر وما زلنا نعيش تداعياتها ونحاول إزالة أثرها بالقليل من الصدق والكثير من النفاق ...

ونعود إلى النقطة الأساسية في موضوعنا ، إصطياد أو أنتخاب رئيس، والذي أستدعى من الوجدان الجماعي كل هذا الكره وهذا الحقد وهذه الفوقية في التعاطي مع الآخر شريكك في الوطن ونظيرك في الخلق ، هل يستحق كل هذا الإنفعال والجو المتوتر ... هل يستأهل كل هذا الإنقضاض على بعضنا وهذا الإستفراس لتمزيق البلد المحتضر أصلا وينتظر دفنه؟؟ يا أيها الزعماء أتفقوا وتحاوروا ، وأصدروا هذا (الفرمان) وأعلنوا إسم الرئيس المنتظر ، رحمة بالمواطن المحتاج ( لفرمانات )تخفّض له أسعار المواد الغذائية والخضار ولا أقول اللحوم لأنها أصبحت محرّمة عليه ...مراسيم تحد من نهب مافيات الدواء التي تهدد حياتنا نحن الذين حولتونا بلمستكم السحرية من طبقة وسطى كريمة إلى طبقة فقيرة معدمة... نعم نحتاج لمراسيم ترحمنا لنبقى أحياء ... وكما أجتمعتم تحت تأثير بريق الدينار ورنين الذهب والرائحة الذكيّة للنفط ... إجتمعوا وتحاوروا وتوحّدوا من أجلنا ، فالوطن في خطر ... ونحن نشهد نهايته على أيديكم ...والعدو ينتظر لحظة ضعف ليقتنصها... أو فتنة ليغتنمها ...فلا توقظوا الفتنة ...دعوا الفتنة في قيلولتها...

   

              *هيام وهبي*


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد