خواطر

زاوية عمياء / الكاتب RAFIF.M

اكتب لأني معدمة الا من الصوت ... الحنجرة في داخلي تتأرجح تحتضر لموت يصيبها حتما بسبب سريان سم فكري فيها .. السرطان يأكلني كما لم يأكلني يوما ,اتحول تدريجيا لكائن مشوه يسير بقدم و نصف ,يلهث وراء احد ما ,شيء ما في ليل حالك ,ضائع بوادي لم يتعرف اليه احد !

 الوادي ذاك كان حياتي ... حياتي لم يطأها احد لأنني خبأت كل مذكراتي السوداء و ايامي الصعبة على خريطة الحياة ...تلك المذكرات كانت تاريخي ! في كل محاولة مني لإنتشال تاريخ بشع و صناعة نفسي بمستقبل مشرق ,انظر الى المرآة لأجد نفسي مشوهة و غير حقيقية , ابعد ما يكون عن نفسي و عن واقعي ! في كل مرة و بعد كل محاولة مني لإحراق تاريخ اسود موسوم بالجهل و القسوة اعود لأجد نفسي احرق ذاتي تدريجيا و احرق واقعي ! هويتي و منشأي ! تأخرت جدا لأصل ما وصلت اليه من حقيقة ..لم تكن لتكون قناعة لي يوما ... اكتب لأنني استيقظت يوما ذات صباح مشرق بين يدي ربي ينهنهي يلاعبني كما لم يلاعبني احد يوما ...

 اخرج الله من جيبه مرآة لأنظر الى نفسي لأجد جلدي منهوش حد التشوه ... جلدي ذائب , عيوني شاخصة الى الامام و وجهي القبيح جدا تملؤه الندوب ... و حجر عيني مهمل منذ زمن ... اصبحت روحا بكامل حياتها بقالب طيني مشوه محترق بنار ملتهبة ! 

اتسائل لماذا لم يصرخ ذاك الجسد لحظة الاحتراق تلك و لماذا لم يصرخ عني الله ! الله مطمئن لحقيقة نفسي ,رغم اعاقتي تلك و تشوهي المخيف لم يخف الله مني ابدا ! يقول الله لي انه لا بأس بذوبان نحت اراده لنا المجتمع و لبسناه عمدا ! سجنا به كما لم نسجن ابدا .. يقول الله انه تحت اطنان النحت تلك و تلك سماكة الطين المشبع بالتعصب و التعب ..المملوء بحكايا مجتمع مريض ..اكمن انا معراة من كل شيء و بعيدة عن كل وجع ! 

يقول الله انه حقا لم يخلقني على تلك الشاكلة ابدا ... تملأ الدموع عينيه ,يرثى لحالي , انظر الى المرآة ...اجد نفسي كائنا مشوها معدوما اشبه بمسخ قادم من ابشع مختبر من مختبرات البشرية ! كنت نسخة مشوه بالكامل لصناعة عاطلة جدا و ثقافة مملوء بأيادي الشيطان ! يسكن الشيطان في ذلك المختبر لأن الجهل مطبق عليه ... الجهل ان يصلي قوم ملحدون متعصبون للصلاة ...لماذا لم يكفروا ابدا ! تغيب الإنسانية و تطغى القسوة و يعود ذاك المرض لي تدريجيا... كلما اجد خياله من البعيد اختبئ في حجر الله و اغمض عيني .. " يا الله انا جدا خائفة " ابكي في حجره كما لم ابك يوما ! لم يمرض الله ابدا يوما .. احضن الله بكل قوة ليعود يشد على يدي ..يخبئني بين احضانه كي لا اجد نفسي ابدا .. المرض كان نفسي يبحث عني فأهرب منها فأعود الي حاملة كل انواع الضياع و التيه و التعب ... القيها في وعي الله فيحملها , رغم ذلك انا لا اثق بالله ابدا ... ليتني كنت الله يوما فلا يزورني مرض و لا يصيبني تشوه و لا اهلع فأفقد وعيي , ليختفي في ايادي السواد ليحتجزني اسيرة عنده . 

كل صلاتهم كانت صلاة معدمة يملؤها الجهل , السواد و يحكمها الضياع ...النور نادرا ما كان ليزور المختبر الآثم هناك ...للأسف الشديد ..الشديد جدا كنت حقل تجارب لأفكار جاهلية يسودها السواد ..كنت صامتة دائمة !!! احتقر الصمت في نفسي لذلك اتكلم ... على الضحية ان تتكلم دوما ...

 

RAFIF.M


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد