رأى المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب أن العدوان الاسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية عشية عيد الأضحى يضع اللبنانيين جميعاً امام حقيقة لا مجال للهروب منها وهي أن العدو لن يرفع ضغطه وعدوانه عن لبنان الا بتحقيق شروطه التي يسعى من ورائها لإخضاع البلد وقيادته الى الاستسلام والخضوع وأبعد حتى من مسألة التطبيع التي تحدث عنها أكثر من مسؤول أميركي قبل الاسرائيليين انفسهم.
وأشار سماحته الى أن المشهد وعلى الرغم من خطورته يمكن أن يكون دافعاً للبنانيين لوحدة الموقف الذي يمكن أن يواجهوا به قساوة الضغوط والعدوان ، وأن تكون هذه الوحدة هي سلاح الموقف الذي يُقدّم لكل المسؤولين الغربيين الذين يزورون لبنان او يسألون عن الرؤية اللبنانية الرسمية والشعبية بعد كل ما حدث وفي ظل اصرار العدو على انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار واستباحة البلد.
وأشاد سماحته بالموقف الرسمي اللبناني والذي تجلّى بمسارعة رئيس الجمهورية لإدانة هذا العدوان غير المبرر والتحرك على مختلف المستويات للجمه وكذلك موقف رئيس الحكومة وقيادة الجيش ما يشير الى أن العدو يستهدف الدولة ومحاولات بنائها ومشروع النهوض بالبلد وانطلاق قطار الاصلاح والاعمار والسياحة على ابواب موسمها الصيفي ..
وأبدى المفتي طالب خشيته من أن مسارعة البعض لاعتماد منطق وضع الحصان امام العربة والايحاء بأن المشكلة تكمن في عناصر القوة اللبنانية المتبقّية وليست في اصل فعل العدوان واهدافه يمثل ما يشبه التبرير لاستمرار العدوان وهو ما نخشاه لأن العدو يشعر بأن ثمة تشجيع لبناني داخلي له ما يدفعه للإنتقال الى جولة جديدة من جولات العنف والضغط والقتل والتدمير، وبالتالي فإننا ندعو الجميع ومن منطق الحرص على الوطن ومستقبله الى التحلي بروح وطنية وارادة للوحدة حتى في معرض النقد لأننا جميعا في مركب واحد ولأن مقاربة الأمور بهذه السطحية امام كثافة العدوان توحي بأننا لا نزال نعيش تحت وطأة المناكفة والمشاغلة ولا نتلمّس الخطى التي تقودنا الى حماية البلد من العدو.
وخلص سماحته الى التأكيد على الجميع أن يقرأوا في كتاب المنطقة وما يجري فيها ولا يتجمّدوا امام المشهد الداخلي فقط ليكون ذلك بمثابة الحافز لكي نتمسّك بعناصر وحدتنا ونقف خلف الموقف الرسمي الذي تجسّده مواقف رئيس الجمهورية ولا نتعرّض لذلك بطريقة غير مباشرة او نذهب حتى ابعد مما يريده الآخرون في استدعاء غير مبرر لبعض المواقف وفي تجاهل لمواقف دولية مهمة داعمة للبنان ورافضة لعدوان العدو وهو ما أظهره الجانب الفرنسي الذي تبرز اهميته ايضا في ان فرنسا ممثلة في لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار وشاهدة رسمية على العدوان.