كتاب واراء

حماس في دمشق لقاء مصارحة ومصالحة وإعتذار لقلب العروبة النابض

كَتَبَ إسماعيل النجار

 

شَكَّلَ دخول ممثل حركة حماس إلى دمشق بالأمس ضمن وفد الفصائل الفلسطينية علامة فارقة في اللقاء الذي جمعهم بالرئيس بشار الأسد،

وشكَّلَ حضور ممثل حماس خليل الحَيَّة في إطار الوفد مُقدمَة لفتح حوار صريح ومُفاتحَة بين الحركة والحكومة السورية بعد عشر سنوات من القطيعه بسبب إنقلاب الحركة على عقبيها بداية الأزمة التي عصفت بدمشق واتخاذها موقف معادي لقلب العروبة النابض، هذا الأمر خلق جو مشحون وقطيعه لم تنتهي إلَّا بعد تدخل السيد حسن نصرالله والحاج إسماعيل قآني قائد فيلق القدس الإيراني ومساعٍ لسنوات طويلة،

أجواء اللقاء الإيجابية مع الرئيس السوري أضفَت إرتياح غير مسبوق لدى كافة أطراف مِحوَر المقاومة الذين يسعَون دائماً لِلَم الشَمل والتفاف الجميع حول القضية الفلسطينية التي لم تتخلى عنها دمشق للحظة واحدة بينما باعها العربان بمجملهم،

ممثل حماس في اللقاء الذي جرىَ أعلن في تصريح له عقب اللقاء أن الحركة تراجعت عن ما أقدمت عليه ضد سوريا في السنوات العشر الماضية، وأكَّدَ أن ما يضير دمشق يضيرها كحركة مقاومة، معلناً تمسك الحركة بداعمي المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم طهران ودمشق،

على مقلبٍ آخر أفرجت السلطات السعودية عن ممثل حركة حماس في المملكة محمد الخضري المعتقل لديها منذ سنتين، ولكن الإفراج لم يأتي مَكرُمَة من آل سعود بل نتيجة مفاوضات شاقة وتبادل بين حركة أنصار الله والنظام السعودي، وكانت صنعاء قد أعلنت مراراً استعدادها إخلاء سبيل الطيارين السعوديين الأسرى لديها مقابل إطلاق سراح معتقلي حركة حماس في الرياض،

 

خطوة إطلاق الخُضَري في الرياض وترحيله الى الأردن تم توقيتها مع اللقاء الذي يجري في دمشق بين الفصائل والرئيس الأسد كتكتيك سعودي بهدف التشويش المتعمد عليه واعطاء صورة بأن المملكة أقدمت على عمل خير إتجاه الشعب الفلسطيني!

بكُل الأحوال دمشق عندما تعطي لا تُمَنِن وعندما تكون فلسطين هي القضية تكون دمشق حمَّالها وداعمها لأن تاريخ سوريا الأسد يشهد عليها بأنها لم تترك فلسطين ولم تتخلى عن واجباتها إتجاهها،

سوريا قامت بما يمليه عليها واجبها الوطني وشرفها العربي الأصيل،

والباقي يقع على عاتق قيادة حركة حماس التي يجب أن تقوم بمبادرة قوية بإقصاء كل مَن طعن دمشق وسَوَّق داخل الحركة لحل الدولتين وعلى رأسهم خالد مشعل،

 

بيروت في....

         22/10/2022


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد