يوم النكبة

ملتقى علماء الاسلام لنصرة القدس

في الذكرى الثالثة والخمسين لنكسة الخامس من حزيران عام 1967، عقد ثلة من علماء الامة الاسلامية ملتقى عبر الفديو كنفرانس لمناقشة التحديات التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف ومسرى رسول الله(ص) في ضوء الممارسات التهويدية التي تقوم بها "اسرائيل" ضد المسجد الاقصى.

وحظى الملتقى بمشاركة ايرانية رفيعة المستوى تمثلت بمداخلة العلامة الشيخ الدكتور حميد شهرياري الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الذي اكد في كلمته على ان اشدّ صور الظلم ايلاماً هو ما يعانيه الشعب الفلسطيني داخل الارض المحتلة وفي المخيمات بارض الشتات. واشار الدكتور شهرياري الى ان هناك عملية تغييب للذاكرة ومؤامرة لتذويب جميع القيم الانسانية والايمان الرسالي (منوها) بالنداء الذي اعلنه سماحة الامام الخميني -قدس سره- بوجوب (ان تبقى قضية فلسطين عموما والقدس خصوصا حية في نفوس المسلمين).

وتنطلق اهمية عقد هذا الملتقى الذي ادير من قلب مدينة القدس وبمشاركة علماء ومفكرين من الجمهورية الاسلامية واليمن وفلسطين والبحرين والمغرب وموريتانيا وتركيا وليبيا والهند واندونيسيا والعراق والسنغال والكويت وسريلانكا والسعودية وسوريا، من كونها تأتي ردا على المؤامرة الاميركية ـ الصهيونية المتمثلة في صفقة القرن المشؤومة. وقد اهاب السيد محمد الهندي رئيس الدائرةالسياسية لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين عبر كلمته بعلماء المسلمين الايفاء بثقلهم الجماهيري لاستنهاض الامة قائلا (كلنا امل بجهدكم ان نرى الملايين تخرج في شوارع العواصم رفضا لضياع القدس) مشيرا الى اسرائيل قامت على العنف والارهاب ولا تؤمن بغير التوسع والسيطرة محذرا اولئك الذين يتوهمون الدخول في تحالفات مع العدو الصهيوني في اطار صفقة القرن التي اعتبرها الهندي هدية قدمها الرئيس الاميركي دونالد ترامب للاحتلال الغاصب.

كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد اسماعيل هنية عبر الملتقى الى تشكيل لجنة عليا من علماء الامة العربية والاسلامية لوضع خطة استراتيجية لاحتضان القضية الفلسطينية وقطع الطريق على المخططات الصهيونية وصفقة القرن ومتابعة هذه الخطة ، وشدد زعيم حماس على ضرورة تشكيل وفد علمائي للعمل على انهاء الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي في المنطقة واستعادة وحدة الامة من اجل التصدي للمخططات الاستكبارية التي تستهدف القضية الفلسطينية والمنطقة مؤكدا على دور المقاومة المسلحة في دحر الاحتلال وتأمين العودة والحفاظ على الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية.

اما العلامة الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الاقصى فقد اوضح في الكلمة الافتتاحية للملتقى (ان شعار الاقصى يجمع المسلمين حوله وينبغي ان يكون العلماء في هذه الايام العصيبة رياديين وان ينزلوا الى الشارع ويكونوا مع الشعوب للدفاع عن القدس).

نقول: من المؤكد ان الجمهورية الاسلامية تبارك هذه الملتقى العلمائي الكبير وامثاله من المؤتمرات والندوات التي تعزز الامل في نفوس المسلمين فهي حريصة كل الحرص على صيانة هيبة علماء الدين الأفاضل والمفكرين الاكارم، ومؤمنة بدورهم المعنوي والتربوي والارشادي على مستوى ابناء الامة كافة. ولا شك في ان سرّ استمرارية الثورة الفلسطينية والمقاومة الباسلة يكمن في تمسك المجاهدين بالدافع الالهي والهدف التحرري وهما العاملان الاساسيان اللذان ترسخا في نفوس ابناء الشعب الفلسطيني والمناضلين الاحرار بفضل توجيهات العلماء والمفكرين امثال الشهداء الشيخ عزالدين القسام والشيخ احمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والدكتور رمضان عبد الله والزعيم ياسر عرفات وغيرهم ممّن حشدوا شباب الجهاد والمقاومة لمقارعة العدو الصهيوني والتصدي لوعاظ السلاطين الذين يزيِّنون للخونة والمتآمرين، التخاذل والتطبيع الخطير مع اسرائيل الغاصبة لفلسطين والقدس الشريف.

في الواقع ان من مصلحة الامة ان تكون قريبة من جهود علماء المسلمين المصلحين الذين نأوا بانفسهم من الفتنة التكفيرية الكبرى وقدموا تضحيات غالية في تصديهم للارهاب والتطرف اللذين ظهرا خلال الاعوام العشرة الماضية بتخطيط اسرائيلي ، وادخلا الامة الاسلامية في متاهات التفرقة والانقسام والتناحر إبعاداً لابنائها من الاهتمام بالمقدسات المغتصبة وفي مقدمتها اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريف ومسرى النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة