كتاب واراء

ضربةُ الرَّدعِ الإيرانيّ: خسائرُ الكيانِ بعد "الوعدِ الصادق ٣"... بالأرقامِ والمواقعِ.

 

عدنان عبدالله الجنيد "أبو الحمزة"

كاتب وباحث سياسي مناهض الاستكبار العالمي.

حين أطلقت إيران عملية "الوعد الصادق ٣" ردًا على اغتيال قادتها في طهران ، وفي الوقت ذاته نصرةً لغزة المحاصَرة والمقاوِمة، لم تكن الضرباتُ مجرّد استعراضٍ ناريّ، بل كانت هزةً استراتيجيةً صاخبة، أعادت ضبط بوصلة الردع في الإقليم.

لقد دخلت إيران إلى ميدان الردّ المباشر، ووجّهت رسائلها النارية إلى العمق الإسرائيلي، من نيفاتيم في الجنوب، إلى حيفا وتل أبيب وبئر السبع في الشمال والوسط، كاسرةً حاجز "التحصين المطلق" الذي كانت تتبجّح به تل أبيب طوال عقود.

 أولًا: بنك الأهداف الاستراتيجي... حين يُضرب العمق لا الأطراف:

1-قاعدة نيفاتيم الجوية – النقب:

أهميتها: مركز تشغيل طائرات F-35I ومنظومات الدعم الإلكتروني.

الضربة: 9 صواريخ دقيقة أصابتها مباشرة.

الخسائر التقديرية:

تعطيل بنسبة 40% من القدرة التشغيلية.

خسائر لوجستية وتقنية تقارب 700 مليون دولار.

صدمة للهيبة الجوية الصهيونية.

٢- مصفاة بازان – حيفا:

الأهمية: أكبر مركز صناعي وطاقي في الكيان.

الضربة: سقوط صواريخ بالقرب من خزانات الوقود، اندلاع حرائق.

الخسائر:

توقف الإنتاج بنسبة 65٪.

خسائر مباشرة وغير مباشرة تفوق 2.2 مليار شيكل.

3_ مبنى وزارة الدفاع (الكرياه) – تل أبيب:

الأهمية: العقل الأمني والعسكري المركزي للكيان.

الضربة: استهداف دقيق لأبنية ومحيط القيادة.

الخسائر:

شلل جزئي في غرفة العمليات.

تعطل في أنظمة الاتصال بنسبة 25٪.

4_معهد إبزمان – الأبحاث العسكرية والذكاء الاصطناعي:

النتائج: شلّ عمل ثلاث منشآت تطوير أسلحة ذكية.

الخسائر: ضرر تقني بقيمة 220 مليون دولار.

5_ مقرات الموساد ووحدة 8200 – تل أبيب وبئر السبع:

الأضرار: تدمير أنظمة خوادم سيبرانية، وفقدان بيانات حساسة.

التقدير: تضرر شبكة الاستخبارات بنسبة 35٪، وفقدان بيانات تفوق 18 تيرابايت.

6- النقل والطاقة والملاحة:

مطار بن غوريون: توقف لـ24 ساعة، إلغاء 230 رحلة.

خسائر مباشرة: 150 مليون دولار.

الموانئ: تعطل 70٪ من نشاط ميناء حيفا.

القطارات: توقف بين تل أبيب وحيفا بنسبة 70٪.

الكهرباء والمياه: خلل في الشبكات بنسبة 30-45٪ في الجنوب والشمال.

 ثانيًا: المدن الكبرى... الضرب في الرأس لا في الأطراف:

تل أبيب:

تدمير 9 مبانٍ.

تضرر 240 مبنى آخر.

9000 نازح.

خسائر اقتصادية: تتجاوز 1.2 مليار دولار.

 بئر السبع:

استهداف مقر استخباراتي قرب "سوروكا".

تعطل أجهزة الرصد الجنوبي.

 حيفا:

استهداف المصفاة، الميناء، منشآت صناعية.

توقف شبه كلي في النشاط الصناعي والبحري.

 ثالثًا: الشمال المحتل – الجليل والجولان:

صفد، الناصرة، عكا، طبريا، الجولان... جميعها تحت نيران دقيقة.

حرائق، نزوح محدود، وإرباك كبير في الجبهة الشمالية.

الرسالة: لا منطقة آمنة في "إسرائيل"، والرد الجماعي بات ممكنًا في أي لحظة.

 رابعًا: الخسائر المجتمعية والنفسية:

اختراق منظومات الدفاع: تم تجاوز القبة الحديدية وحيتس ومقلاع داوود بنسبة 70٪.

الملاجئ: أكثر من 6 ملايين مستوطن دخلوا إلى الملاجئ.

التهجير الداخلي: 5٪ من سكان الشمال هربوا من منازلهم.

شلل في الأنشطة المدنية: المدارس، الخدمات، الاقتصاد المحلي تعطّل بنسبة 85٪.

 خامسًا: التقييم الاستراتيجي الشامل

البعد التحليل:

العسكريإصابة 12 منشأة حساسة وتعطيل سلاح الجو والدفاعات.

الاستخباراتي خسارة مراكز بيانات حساسة وتفوق في بنك الأهداف الإيراني.

الاقتصادي أكثر من 7.5 مليار دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة.

المعنوي والاجتماعي نزيف داخلي وصدمة مجتمعية واسعة النطاق.

السياسي نهاية نظرية الضربة دون ردّ... والمفاجآت المقبلة أكبر.

وغيرها من الخسائر سوف نتطرق اليها في موضوع أخر.

 الخاتمة: من الصواريخ إلى السلام... موقف القوّة من شريعة السماء:

إنّ عملية الوعد الصادق ٣ أثبتت أن إيران لا تردُّ عبثًا، بل تعرف متى تضرب وأين ولماذا. لكنها أيضًا لا تُغامر بحرب عبثية مفتوحة، لأنها تحمل مشروعًا مقاومًا عاقلًا، لا فوضى دموية.

ومن موقع القوّة لا التراجع، ومن مرتبة الردع لا الضعف، تُعلن إيران، بلسان القرآن لا بمنطق التهديد:

 ﴿ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴾

[سورة الأنفال: ٦١]

فإذا كان الطرف المعتدي قد فهم الرسالة، وقرر وقف العدوان على طهران، وغزة، والمحور المقاوم بأسره، فإن اليد التي أطلقت الصواريخ تعرف أيضًا أن تمد يدها للسّلم، بثقة المنتصر، لا بخوف المهزوم.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة