كَتَبَ إسماعيل النجار
المخطط الأميركي الصهيوني المرسوم للمنطقة جهنمي ويتم تنفيذه وسط خيانة وتواطئ رسمي عربي،
يا خجلتنا من أنفسنا بين الأُمَم حيث فقدنا مكانتنا وإحترامنا بعدما كان العالم يعتقد أننا أصحاب مبادئ وقِيَم شريفه نأبىَ العار والذِلَّة وإذ بنا گ "عرب" أثبتنا أننا ذكور مخصيَة بلا كرامة فقدنا حَمِيَّتنا ولم نَعُد أولئِكَ الفرسان الذين يغارون على العرض ويدافعون عن الأرض ويزرعون الحَمِيَّة ويسقونها بالدم،
الصهاينة سلبونا فلسطين وبعضنا يتفرَّج وبعضنا الآخر وقَّعَ على صفقة البيع سراً وإذا مات الشهود فالإدلة موجودة ورسالة عبدالعزيز آل سعود للسير البريطاني هنري أكبر دليل وهيَ موَثقَة،
لقد رسمت واشنطن وتل أبيب إستراتيجيتهم للمنطقة وأتموا رسم خريطة تتناسب ومصالح العدو الصهيوني مع التركيز على تفتيتها وتقسيمها إلى عِدَّة دويلات واقتطاع قسم منها وضمه للكيان الغاصب لتكون مكاناً جديداً لبناء مستوطنات جديدة وأولىَ الدُوَل التي ستخسر أراضيها ومياهها هيَ لبنان وسوريا والأردن ومصر وكل فلسطين وستتحوَّل تلك الدوَل إلى كانتونات متناحرة ضعيفه إقتصادياً وعسكرياً وستكون عاجزة عن توجيه أي ضربة لإسرائيل أو تُشَكِل أي خطر على أمنها القومي لمئات السنين،
من ضمن ما تخطط له تل أبيب إفراغ كامل التراب الفلسطيني من أي مخلوق إسمه عربي لتصبح فلسطين يهودية بالكامل وهذا المخطط سيشمل دروز فلسطين الذين تسعى واشنطن وتل أبيب إلى تأمين كيان مستقل لهم مدعوم منها مباشرةً يعيش تحت حمايتها وأُمرتها،
بذلك تكون إسرائيل قد أحرزت نجاحاً كبيراً في تصفية القضية الفلسطينية من الداخل وتخلصت من عبئ حَل الدولتين وبَنَت منطقة عازلة وآمنة من حولها بعد إن تصبح مساحتها الفعلية أكثر من ٥٠ ألف كلم° مُربَع،
يقضي المخطط أيضاً دمج إسرائيل في المنطقة بعد فرض هيمنتها والتطبيع الكامل معها وتأسيس جامعة إسمها جامعة الشرق الأوسط الجديد كبديل عن الجامعة العربية يكون مقرها القدس تُهَيمن على قراراتها تل أبيب،
تعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة بدعم أميركي سيجعل إقتصادها أكثر قوَّة وعمقها الإستراتيجي آمن جداً ويمتد من صحراء سيناء وصولاً إلى تخوم العراق مع السيطرة الكاملة على مياه البحار في سوريا ولبنان والأردن مع عقد تحالفات مع تلك الكانتونات التي بحسب المخطط ستكون خالية من الموارنة والشيعه بالإتفاق مع السعودية الأمر الذي استنفر تركيا وإيران والعراق واليمن وبعض القِوَىَ الأخرىَ،
إسرائيل تستغل ولاية ترامب والدعم اللآ محدود لها وتستعجل الخُطَىَ للوصول إلى كل ما تصبو إليه قبل نهاية عهده عام 2030،
إذاً إعادة رسم حدود المنطقة وتفتيت الدوَل العربية وتصفية القضية الفلسطينية وفرض واقع إستيطاني جديد وإقامة مناطق عازلة لضمان أمن إسرائيل وإستكمال التطبيع معها ستُضعُف وتُزيل أي خطر إيراني عليها في المنطقة،
واشنطن تُشَكل لها مظلة وحماية من أي تحرك للقانون الدولي على المدى البعيد ليصبح البحث في كيفية إعتراف العالم بإسرائيل الكبرىَ وإعادة رسم الخرائط الدولية في الأمم المتحدة بعد حصولها على الأرض والنفط والغاز ومصادر المياه،
هناك سؤال يطرح نفسه من كل ما ذكرناه؟ أين الدُوَل العربية من هذا المخطط الخطير؟ ومَن سيقف بوجه هذه الخطة؟
الجواب واضح بكل تأكيد إيران ومعها تركيا والعراق واليمن وحزب الله وحلفاؤهم لأن تقسيم سوريا يضر بأمنهم القومي ويشكل خطر انقسامات قومية داخلية في بلدانهم وحصول إقتتال أهلي طائفي ومذهبي لذلك سيهب كل هؤلاء للتصدي لهذا المشروع ولن يُسمَح بأن تُكتَب له الحياة حتى ولو نفذت إسرائيل قسماً مهماً منه خلال فترة، ولإعادة خارطة المنطقة كما كانت في السابق لا بُد من إستعادة الخارطة السورية الأصلية وإلَّا فعلى تركيا وبلاد فارس كما جغرافيا العرب السلام،