كتاب واراء

العلويون في سوريا بين ساطور الجولاني ودفرسوار النهر الكبير، هل تضمن روسيا حمايتهم من الإبادة الجماعية؟

كَتَبَ إسماعيل النجار

 

العلويون في سوريا بين ساطور الجولاني ودفرسوار النهر الكبير، هل تضمن روسيا حمايتهم من الإبادة الجماعية؟،

 

لَم يترك العالم المتشدِّق بالديمقراطية خياراً ثالثاً للعلويين في قرى اللاذقية وجبله وحمص وحماه، إمَّا الموت على يَد شُذَّاذ الآفاق من إرهابيي تركيا والسعودية وقطر وإما الهجرة نحو لبنان عبر ثغرة فُتِحَت لهم على النهر الكبير الفاصل بين لبنان وسوريا،

الضعفاء من المدنيين العُزَّل باعوا الجغرافيا بالحياة وبدأ الزحف لملاقاتها في القرى العلوية في منطقة عكار وجبل محسن الذي دخلَ إليه حوالي ٢٥٠٠ فار من الموت وتوزعَ حوالي ثلاثة عشرَ ألف آخرين على القرى العلوية هناك،

الأمم المتحدة التي تحركت لمساعدة النازحين السوريين الذين إدَعوا هروبهم من نظام بشار الأسد، لم تنطق ببنت شَفَة حول مصير هؤلاء الذين تعرضوا لإبادة حقيقية على يد قُطَّاع الطُرُق أؤلَئِك، وحتى الآن يتم عونهم وتقديم المساعدة الخجولة لهم من مُضيفيهم وبعض الخيرين في المنطقة،

نحنُ كلبنانيين متضامنين مع مصيبة هؤلاء الإخوة وقعنا بين أمرين أحلاهما مُر،

الأوَّل،،، يجب ضمان حياة هؤلاء الهاربين من الموت الذي يلاحقهم ومن حقهم العيش بأمان،

والأمر الثاني،،، نرفض تشجيعهم على الهجرة وترك قراهم وأرزاقهم لأن المخطط يقضي بتوطين أوزباكستانيين وشيشان وأفغان ومن كافة دوَل القوقاز بهجرة منظمة على غرار هجرة اليهود إلى فلسطين ترعاها تركيا وتمولها قطر وسيتم توطينهم على آثار أصحاب الأرض الأصليين تماماً كما حصل في فلسطين المحتلة،

المخطط خطير للغاية لطالما أن وكالات استخبارات غربية تحدثت عن نقل أكثر من عشرين ألف عائلة من بلاد القوقاز إلى سوريا سيقيمون في القرى الشيعيه داخل الأراضي السورية المتاخمة للهرمل وفي كافة المنازل التي سيخليها الفارين من الموت في سوريا، أيضاً تلقت جهات سيادية لبنانية متخوفة من كثرة اعداد النازحيين العلويين تطمينات غربية بأن كافة السفارات الأوروبية والكندية والأسترالية ستفتح أبواب الهجرة لِمَن يرغب منهم الإقامة في بلدانهم،

المخطط أيضاً يشمل شيعة لبنان في مرحلة لاحقة لكن ليس قبل أن يتم تجريد المخيمات الفلسطينية من سلاحها وثم تجريد المقاومة الإسلامية من كافة إمكانياتها وقدراتها،

في لبنان بدأت ترتفع بعض الأصوات الحزبية المعادية للمقاومة مطالبةً بوضع جدول زمني حكومي لتسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية، ما يوحي بسير هؤلاء في المخطط الصهيوأميركي المرسوم للمنطقة،

روسيا حتى الآن لم ترسل أيَّة إشارة توحي بنيتها وقف هجرة العلويين وحمايتهم، ولبنان بطبيعة تركيبته الطائفية والسياسية يرفض هجرة هؤلاء المظلومين وإقامتهم في لبنان مع العلم أنهم هم ذاتهم مَن ساهمَ بإدخال أكثر من مليونَي سوري ضد بشار الأسد وأغدقوا عليهم المساعدات المالية من كل خَدبٍ وصَوب،

إذاً مصير سكان الساحل السوري وأرياف حمص وحماه مجهول، والرماد في وطن الأرز بدأَ ينكشح عن جمرٍ خامد تحته منذ سنوات،

حزب الله وحركة أمل ليست لديهم أي نيَّة لتفجير الأوضاع الداخلية بدليل أنهم ساهموا بإنتخاب الرئيس جوزف عون ومنحوا حكومة نواف سلام الثقة، لكن الفريق الآخر الذي يتعمد توتير الشارع من خلال الشتم وإطلاق التهديدات ومطالبة إسرائيل بسحق الطائفة الشيعية وليس حزب الله يكشف حجم النوايا المُبَيَتَة من صهاينة الداخل،

الذي يريد سحق الشيعه جاء بإسرائيل لتحتل لبنان عام 1982 ووصلَ إلى القصر الجمهوري على ظهر الدبابة الصهيونية، والشيعه الذين يجب سحقهم من وُجهَة نظر أؤلَئِك العملاء هم مَن دافعوا عن لبنان وحرروا أرضه وقدموا أكثر من ثلاثين ألف شهيد على مذبح الوطن، أيضاً هؤلاء الشيعة سامحوا أولئكَ العملاء عام 2000 بعد التحرير وطالبوهم بالتوبة والعودة إلى حُضن الوطن ويا ليتهم ما فعلوها، 

لذلك وَجَبَ علينا تحذير أؤلئِكَ الذين يدفعون البلاد نحو حربٍ طائفية وأهلية بإن أي خلل أمني لن يكون قي مصلحة أحد وسيدفع الجميع الثمن،

إذاً الأمر منوط بالقضاء لكي يلعب دوره ويُكَمِم تلك الأفواه من أجل سلامة لبنان وعدم ضياعه في متاهات المخططات الدولية التي تستهدفنا بشر وحجر وخيرات،

 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة