ريفييرا أضغاث أحلام...!
حقق الشعب الفلسطيني في السابع من أكتوبر انتصاراً غير مسبوق على العدو، وألحق به هزيمة لم يسبق لها مثيل طيلة فترة الصراع على مدى قرن من الزمن...!
مما دفع بواشنطن وأتباعها من الغرب للهرولة إلى تل أبيب خشية انهيار الكيان وتقديم كل ما يملكونه من تقنيات وأسلحة متطورة على مدى خمسة عشر شهراً متواصلة، وشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني شملت البشر والحجر. وبعد صمود الشعب مع قواه الحيّة من مختلف الفصائل الرافضة للاحتلال، اضطر العدو للقبول بوقف إطلاق والتفاوض حول تبادل الأسرى...!
مع تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه أكثر من أي وقت وإمعاناً بالإبادة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهجير أهل غزة إلى مصر والاردن والسعودية، واستثمار القطاع في السياحة وتحويله إلى ريفييرا أي لاس فيغاس في الشرق على البحر الأبيض المتوسط. فتلقفت حكومة نتن ياهو العرض وتبنته وعملت على تنفيذه وجعله أمراً واقعاً وطرد أهل الضفة وغزة إلى خارج فلسطين، وراهن على الهيمنة الأمريكية فلا يمكن لأتباعها رفض الاملاءات الأميركية خلافاً لكل الأعراف والقوانين والمواثيق والقرارات الدولية. وإذ بالأنظمة المعنية، ترفض القرار الأميركي بالجملة والمفرق ويصمد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفصائله، وتأكد الرفض العربي في مؤتمر القمة العربي في القاهرة مع دعم دولي وتعاطف إقليمي على كل المستويات...!
وفجأة يتراجع ترامب ويبلع ما أعلنه من دون تلكؤ وكأن ما سبق أن اعلنه صدر في الولاية الواحد والخمسين في المريخ...!
ينهض مما تقدم، أن الولايات المتحدة الأميركية ليست قدراً محتوماً لا يمكن معارضتها بل يمكن ردعها وعدم الخضوع لها، فهي تطرح وتهدد وترعد وتزبد إذا خضع الغير من دون كلفة فهي رابحة، وفي حال المواجهة سياسياً وإعلامياً وعسكرياً وبأي وسيلة تتراجع، وهذا ما حصل بالنسبة لقطاع غزة ولنا أمثلة كثيرة في فيتنام وكوريا وافغانستان وهذا على سبيل التعدد لا الحصر ...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا تراجع ترامب؟
٢- هل يسفيد العرب من هذا الموقف ويسعون إلى تطويره استراتيجياً في سبيل فرض معادلات لمصلحة الأمة عامة وفلسطين خاصة؟
٣- هل استوعب الكيان تراجع الإدارة الأميركية؟
د. نزيه منصور