كتب محمد حمية
بعد حادثة مجدل شمس في آب الماضي واتهام إسرائيل حزب الله الضلوع بالحادثة وتهديدها بالرد القاسي على لبنان، زار هوكشتاين لبنان على عجل لنقل رسالة للحزب مفادها أن إسرائيل عازمة على الرد بقوة. ونُقِل عن هوكشتاين تطمينات بتحييد مطار بيروت والضاحية الجنوبية، فكان اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر في 30 تموز الماضي!
في 26 أيلول الماضي تم الاتفاق على هدنة 21 يوماً تتخللها مفاوضات لوقف إطلاق النار، وقِيل إن السيد حسن نصر الله وافق على الهدنة.. وفيما الأنظار كانت متجهة لإعلان نتانياهو موافقته على الهدنة من نيويورك، أصدر أوامره باغتيال السيد نصر الله في 27 أيلولّ
الأسبوع الماضي عندما زار هوكشتاين بيروت وتم تسويق أجواء إيجابية عن وقف قريب لإطلاق النار، قامت إسرائيل باستهداف راس النبع في بيروت واغتيال الحاج محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب ثم استهداف منطقة مار الياس وزقاق البلاط!
شهد مساء الجمعة حملة تسريبات إعلامية أميركية – إسرائيلية ومعها وسائل اعلام محلية تسوّق لأجواء إيجابية عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار بعد لقاءات قِيل إنها "إيجابية" بين هوكشتاين ونتانياهو والمسؤولين الإسرائيليين، وقبل أن ينجلي الفجر، نفذت طائرات إسرائيلية غارات بقنابل خارقة للتحصينات في محاولة اغتيال لأحد قياديي الحزب ومجزرة بالمدنيين في منطقة البسطة!
إشاعة الأجواء الإيجابية تهدف لبث أجواء اطمئنان لكي تحدث نوعاً من الاسترخاء الأمني للمقاومة فتكون نافذة للاغتيال.. لا يؤتمن جانب العدو ولا الركون للوعود الاميركية الكاذبة.. إزاء هذا الواقع الاعتماد على الميدان والتكيف مع احتمال إطالة أمد الحرب والتنبه واتخاذ الاجراءات اللازمة هو السلوك المناسب والسلاح الامضى حتى تحين لحظة وقف إطلاق النار..
الكاتب السياسي محمد حمية