إننا لا ننكر صعوبة المرحلة وخطورتها وإستثنائيتها، أمام الإنتهاكات الإسرائيلية المتمادية التي تجاوزت كل حد. والتي تجري على مرأى من المجتمع الدولي والأميركيين الذين يغطُّون ممارسات العدو ويسعون لإستثمارها سياسياً.
إن ما يجب أن يكون واضحاً أن لبنان ليس ضعيفاً وليس لقمة سائغة ولا أرضاً سائبة، وإن حالة الغضب والإمتعاض تتفاقم شعبياً وتكاد تخرج عن أي ضبط في مواجهة العدو.
إن أولوية لبنان حماية وقف إطلاق النار وخروج الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية كلياً في غضون الستين يوماً بحسب ورقة الإجراءات التنفيذية، وهذه الأولوية تستند الى خلفية الحاجة القاهرة لإيواء النازحين وإطلاق مسار إعادة الإعمار والتعاطي بإيجابية مع إلتزامات الحكومة اللبنانية التي من المفترض أن تؤدي الى إستعادة السيادة اللبنانية وصونها كاملة. وهذا ما تراعيه المقاومة وتأخذه في الحسبان، وهي التي لا تزال تمتلك، بأعلى درجات الثبات والرسوخ، إرادة المواجهة والتصدي للعدوانية الإسرائيلية.
نحن نعتبر بأن المرحلة هي مرحلة إنتظار وترقُب، وإختبار لمساراتٍ جديدة، أثبتت لغاية اللحظة تعثّرها وإخفاقها، لكن على الرغم من ذلك، فإننا نعطي لهذه المسارات فرصتها في المعالجة.
نحن ندرك حجم المتغيّرات الكبرى التي لحقت بلبنان والمنطقة، لكن المقاومة تبقى هي ركيزة الثوابت التي تقوم عليها رهانات شعوب المنطقة في مواجهة التوحّش الإسرائيلي، وحق هذه الشعوب في الحرية والسيادة.
وفي مواجهة كل ما يجري، نؤكد تمسكنا بإرادة المقاومة وإطلاق مسار بناء الدولة والوحدة الوطنية، مروراً بالإصرار على أهمية إنجاز الإستحقاق الرئاسي بعيداً عن منطق التحدي والإستفزاز.
لقد أسقطت الممارسات الإسرائيلية التي تجاوزت كلّ حدٍ وذريعة، كل رهان، خارج حق الشعوب في إمتلاك إرادة المقاومة والقدرات الذاتية للدفاع عن وجودها وحقوقها وسيادتها.