رحب سماحة العلامة السيد علي فضل الله بالدعوة التي أطلقها شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب لعقد حوار إسلامي إسلامي لافتا إلى ان مثل هذه الدعوة يجب ان يتلقفها جميع المسلمين بإيجابية وترحيب ولا بد أن تلقى الاستجابة المطلوبة من حيث أنها تفتح أبواب الحوار والتواصل والوحدة بين المسلمين والتي تعرضت لانتكاسات حادة في السنوات الأخيرة ما سمح لدعاة الفتنة من تيارات التطرف والقوى المتآمرة على الأمة من تحقيق أهدافها في تمزيق الأوطان وتدمير العمران وإشاعة الكراهية والأحقاد بين المسلمين.
وأكد سماحته إننا ومنذ انطلقنا في عملنا الإسلامي التزمنا النهج الحواري والوحدوي في التعاطي مع قضايانا الوطنية والقومية والإسلامية باعتباره المدخل الأساسي لإزالة الأوهام والهواجس التي تحملها المذاهب الإسلامية إزاء بعضها البعض، وحيث لا بديل عن الحوار المباشر والشفاف والصريح لمعالجة المسائل التي هي موضع التباس وسوء فهم، الأمر الذي يتيح انجاز الكثير من الخطوات نحو التقارب والوحدة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها على قاعدة الالتزام بحبل الله “واعتصموا بحبل الله جميعاً” والالتزام برابطة الأخوة بين المسلمين” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”.
وأشاد سماحته بالدور التاريخي للأزهر الشريف على صعيد التقريب بين المسلمين، مشيراً إلى أن الحوزات والمرجعيات الدينية في النجف وقم وكما هو عهدها تبارك هذه الدعوة والتي نأمل أن تتجسد في لقاءات قريبة بإذن الله، نريدها ان تفتتح مرحلة جديدة ومثمرة في العلاقات الإسلامية الإسلامية وفي ترسيخ الوحدة بين المسلمين والتي تقف سدا منيعا في وجه كل من يسعى لزرع الفتنة والشقاق فيما بينهم.
كما كان للسيد فضل الله لقاء مع الكاتب والباحث السياسي ناجي امهز في جولة افق حول اخر التطورات الداخلية والاقليمية والدولية.
وكان السيد قد استقبل الأب ميخائيل روحانا الأنطوني يرافقه الدكتور عماد الأمين حيث قدم له كتبه:” الخلق من الحب جسر منير بين العلم والدين” و”الجمهورية الخامسة الحل للمعضلة اللبنانية” وجرى بحث في كيفية تعزيز الحوار بين المكونات اللبنانية المتنوعة.
في البداية أشاد الأب روحانا بمدرسة المرجع فضل الله الإنسانية والحوارية التي تختزن الحب والأنسنة للجميع معتبرا ان نجله السيد علي فضل الله هو امتداد لهذا الأرث في مواصلة هذا النهج من خلال حركته وفي خطاباته شارحا لسماحته ما تتضمن مؤلفاته من حلول للواقع الذي يعيشه هذا الوطن.
من جهته رحب سماحته بالأب روحانا مثنياً على هذه الروح الوحدوية والإنسانية والحوارية وهذه المحبة التي يحملها ويعمل على ترجمتها على أرض الواقع معبراً عن سعادته بهذه الكلمات التي تحث على الحب مؤكدا اننا بإمكاننا ان نحول لبنان إلى رسالة تمثل عنوانا ونموذجا جامعا لقدرة الأديان على التعايش الحقيقي والتلاقي بعضها مع بعض.
وأكد سماحته ان كل الأديان والرسالات السماوية انطلقت في تعاليمها من القيم التي هي عامل مشترك بينها، ونحن ندعو إلى التمسك بهذه القيم حتى نستطيع ان نبني وطناً يشعر فيه الإنسان بكرامته وإنسانيته معتبراً أنه من مسؤوليتنا جميعا هدم كل هذه الحواجز والسواتر المصطنعة التي أقيمت بين اتباع الأديان السماوية من خلال مثل هذه للقاءات الجدية البعيدة عن المجاملات…