*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
فعلها الرئيس الصلب القومي الروسي والوطني، فلاديمير بوتين في مقابلته، مقابلة القرن الحادي والعشرين، مع الأعلام الأمريكي ومن موسكو، أستاذ (التكنولوجيا السياسية)كما يسمّي الروس دُهاة السياسة لديهم.
فالأم التي ماتت ثم عاشت لتنجب أسطورة بوتين... كيف ذلك؟... تنقل هيلاري كلينتون زوجة بيل، ومرشحة الرئاسة السابقة، ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة أيضاً، في كتاب لها(قرأته كاملاً أثناء جائحة كورونا)بعنوان: (الخيارات الصعبة)- Hard choices - القصة التالية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: أثناء الحرب العالمية الثانية، كان والد بوتين جندياً في الجيش الروسي، وبعد أسابيع طويلة قضاها في الجبهة، حصل على إجازة تسمح له بالعودة إلى مدينته(لينينغراد)، التي أصبحت الآن تعرف باسمها الأصلي سان بطرسبرغ. وتقول القصة بسرديتها: إنّه ما إن وصل إلى الشارع الذي يقع فيه منزله، حتى رأى شاحنة عسكرية محملة بالجثث، ومتوقفة إلى جانب الطريق الرئيس، فقد كانت قوّات الحلفاء، قصفت المدينة عشوائياً، مما أدّى إلى سقوط العشرات من القتلى المدنيين، وجرى تجميع الجثث في الشاحنة تلك، تمهيداً لنقلها إلى مقبرة جماعية، أعدت لهذه الغاية، في ضاحية المدينة. وقف والد بوتين، أمام الجثث المتكدسة في الشاحنة المكشوفة حزيناً ومتأثراً، ولاحظ أنّ حذاءً في رجل جثة سيدة، يشبه حذاءً سبق أن اشتراه لزوجته، فتوجه نحو بيته مسرعاً للاطمئنان على زوجته، غير أنّه سرعان ما تراجع عن ذلك، وعاد إلى الشاحنة من جديد، ليتفحص جثة صاحبة الحذاء، فإذا بها زوجته!. لم يشأ الزوج الحزين أن تدفن زوجته في قبر جماعي، ولذلك طلب سحب جثتها من الشاحنة، لنقلها إلى منزله، تمهيداً لدفنها بشكل لائق، ولكن خلال عملية النقل، تبين له أنّ زوجته لم تمت، وأنّها لا تزال تتنفس ببطء وبصعوبة، فحملها إلى المستشفى، حيث أجريت لها الإسعافات اللازمة، واستعادت حياتها من جديد. ويتابع فلادمير بوتين رواية القصة فيقول: إنّه بعد عامين على هذا الحادث، حملت الزوجة التي كادت تدفن حية.. ووضعت صبياً اسمه فلاديمير بوتين!....وهنا تنتهي القصة، لتبدأ سلال من الأسئلة: ماذا لو أنّ السلطات العسكرية السوفييتية، لم تمنح والد بوتين إجازة للعودة إلى مدينته؟... وماذا لو لم يعد في ذلك اليوم من الجبهة إلى بيته؟... وماذا لو لم يمر في الشارع الذي كانت تتوقف فيه الشاحنة؟... أو حتى لو تأخر قليلاً، وتحركت الشاحنة إلى المقبرة الجماعية؟. ماذا لو لم يلاحظ الحذاء في رجل (جثة)تلك السيدة؟... أي تاريخ كان لروسيّا اليوم؟ وأيّ دور كان لها في الشيشان وفي سوريا، في جورجيا وأوكرانيا؟... وأيّ علاقة كان يمكن أن تقوم بين الكرملين والاتحاد الاوروبي... والولايات المتحدة؟... وهل إن لقصة ولادة بوتين التي يرويها هو نفسه، أي تأثير على شخصيته وسلوكه وقراراته؟...وفي النهاية نقول: انّها إرادة الله سبحانه وتعالى فهو فعّال لما يريد. تعتبر منطقة الشرق الأوسط، من أكثر الأماكن التي تسبب ملفاتها، الخلاف في العلاقات الروسية – الأمريكية، بشكل يفوق تأثير ملفات المناطق الأخرى، مثل البحر الأسود، وبحر قزوين، والقوقاز، وآسيا الوسطى، وأوكرانيا الان، كذلك يمثل الشرق الأوسط في الإدراك الروسي، المنطقة التي يتوجب على روسيا فيها الاستفادة، من مزايا المناورة التكتيكية، التي تتيح لها فرز وإضفاء التمايز على سياساتها الخارجية، عن السياسيات الخارجية الأمريكية والغربية. إنّ عودة روسيا المتواصلة وبثبات إلى المنطقة، قد لا تحمل تماثلاً وتشابهاً مع ما كان يحدث في الحقبة السوفييتية، وذلك لأنّ روسيا حالياً وكما هو معروف، تتمتع بوفرة الموارد والقدرة على الابتكار عما كان عليه في الماضي، وذلك بسبب تصحيحها لما كان خاطئاً أيام الاتحاد السوفييتي. وظلت وما زالت موسكو، تركز على القيام بدور الجسر بين مسلمي الشرق الأوسط والغرب، وفي الوقت نفسه ظلت موسكو تعمل من أجل تعزيز مصالحها في الشرق الأوسط، وتحاول الإبقاء على مكانتها ونفوذها، وملء الفراغ السياسي والاستراتيجي، الذي أحدثه في المنطقة، غياب الاتحاد السوفييتي السابق. انّ السياسة الروسية إزاء الشرق الأوسط، تشهد بناءات وبناءات جديدة وخلاّقة، تحدث انفتاحات أكبر لجهة النوعي والكمي في العلاقات، وتظهيرها ورسملتها الى مصالح متعددة الأطراف، في اطار الثنائي في العلاقات، وذلك على أساس الاعتبارات الآتية: تأكيدات موسكو بعدم وجود بديل للجهد الجماعي الدولي المتعدد الأطراف في حل المشكلات العالمية، وتعزيز أطروحة سياسية: أنّ لا بديل لقيام العرب بأنفسهم، بإعادة هيكلة وصياغة مستقبلهم السياسي، والتوجه إلى القيام بدور يستند على تطبيق سياسة خارجية روسية متوازنة، تختلف تماماً عما تقوم به السياسة الخارجية الأمريكية، التي تنحاز لإسرائيل مسبقاً، في كافة القضايا الشرق أوسطية، وآخرها عملية طوفان الأقصى وتداعياتها، والتي عرّت أمريكا والغرب الجماعي، وتعري الجميع دون استثناء، من عرب وغرب ومسلمين. وكذلك على أساس اعتبار التركيز، على تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا والدول العربية، عن طريق الجهد الثنائي، بما يحقق التعاون الاقتصادي مع الدول العربية، كل دولة على جهة ولوحدها، لا بل جعلت موسكو، موضوع العلاقات الروسية - العربية مستقلاً عن اللجنة الرباعية، وفي الوقت نفسه تتابع روسيا عملها في اللجنة الرباعية - والتي عطّلتها واشنطن نكاية بموسكو - باعتبارها منبراً للحوار والتفاهم مع أمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حول قضايا الشرق الأوسط. إنّ موسكو لم تتورط، وغير متورطة في الصراع السني – الشيعي، الذي تحاول أمريكا، وبلدان الاتحاد الأوروبي، اللعب على خطة، لإشعال منطقة الشرق الأوسط من جديد عبر ميكانيزمياته، ودعم أجندة اعادة الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، بعد عملية طوفان الأقصى: والتي هي بمثابة مفاعل نووي، ينتج وينتج انشطارات في الذرة، ويولّد طاقات التغيير الدولي والعالمي، عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حماس وفصائل المقاومة من غزّة في 7 أكتوبر من عام 2023 م، وقلبت العالم رأساً على عقب، فاستمرار العبث الأمريكي بها، سوف يقود الى حرب متوسعة إقليمية، قد تقود الى عالمية ثالثة من الحروب المتنقلة والممتدة. إنّ موسكو لجأت وتلجئ، لاستخدام الشراكة الاستراتيجية مع جميع الأطراف لجهة الدول: إيران، السعودية، قطر، سوريا، الأردن، لبنان.. وغيرها من بلدان الشرق الأوسط، ولجهة الحركات والتنظيمات المقاومة التحررية مثل: حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي،.. وغيرها من المصفوفات النضالية التحررية، على النحو الذي يؤمّن لموسكو، علاقات مستقرة مع الجميع، وهو أمر قاد ويقود الى اضعافات كثيرة ومتعددة، في خطوط النفوذ الأمريكي القائم على القوى العسكرية، والإملاءات وحيدة الاتجاه، وخاصةً بعد بدء المواجهة الروسية الأطلسية، عبر المسالة الأوكرانية، والتي كانت محط بحث وتساؤل: الرئيس فلادمير بوتين في مقابلته الأخيرة مع الأعلام الأمريكي ومن موسكو – مقابلة القرن الحادي والعشرين، والتي كانت ضربة معلّم وخبير أممي، لواشنطن ومؤسساتها العميقة، فالرئيس بوتين ليس مروض أفاعٍ في الشرق الأوسط!... هذه ليست مهمته، بل مهمة أجهزته الاستخباراتية وغيرها. فهل أصبحت الآمال في المنطقة، معقودة على فلاديمير بوتين؟ ففي غياب أدوار دول عربية كبرى، هل صارت مفاتيح الخلاص، معلّقة على أبواب الكرملين، وأيقنت روسيّا أنّ النفوذ الذي بدا كأنه يبتعد عنها في سنوات (الربيع العربي)، يعود اليها صاغراً في الخريف والشتاء؟. وفي لحظة الاشتعال الدولي والاقليمي هذه – تداعيات طوفان الأقصى - التي تصيغ المنطقة والعالم من جديد، وامعان من أنيطت بهم مقاليد الرئاسة والعرش، السير على دروب العقم السياسي، تتقدم روسيا لاقتحام المشهد في المنطقة، ومن الأبواب الخلفية(للربيع العربي)الذي صار تحت رحمة الإرهاب والدم. وها هو الرئيس فلادمير بوتين، يسخر من سياسي أوروبا الذين أصابهم العقم السياسي، لا بل الزهايمر السياسي المتفاقم بعمق، عبر سياق النقد والنقد المضاد(وهذا حق له كخبير ومراقب ومحلل معلومات، في جهاز الكي جي بي السابق، وقبل أن ينتخبه الشعب مرات). ففي تعليق منه، على تصرفات الكثير من السياسيين الأوروبيين، المتعلقين كلياًّ بتوجيهات الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية، والمستعدين لتنفيذ كل أوامرها، سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تصرفات هؤلاء السياسيين، والذين أصابهم الخرف السياسي بشكل مبكر، حيث قال الرئيس بوتين – فيما مضى - في مقابلة تلفزيونية: يبدو لي أحياناً، أنّ السياسيين الأوروبيين، سيفعلون أي شيء يقال لهم من الطرف الثاني من المحيط الأطلسي، مشدداً على أنّه وصف الوضع بالضبط كما يبدو بالنسبة له، وأضاف الرئيس الروسي: لو قالوا غداً للسياسيين الأوروبيين: لقد قررنا شنقكم جميعاً، فسيقومون بخفض عيونهم إلى الأسفل، وسيحاولون التعبير عن جرأتهم بطرح سؤال واحد فقط: هل سيتم شنقنا بحبال من الإنتاج الوطني؟!.... تباً لهم من سفلة مراهقين. وتابع الرئيس قوله: ولكن حتّى في هذه الحالة، سيكون الفشل مصيرهم، وسيصابون كما أعتقد بخيبة أمل، لأنّ الأمريكيين على الأغلب، سيصرون على استخدام حبال من إنتاج صناعاتهم اليانكيّة، والتي تفعل فعلها في رقابهم، وفي مؤخراتهم النتنه.
والى الجميع دون استثناء: يعيش حوالي 8 مليار إنسان على كوكب الأرض، غير أنّ الولايات المتحدة الأميركية، تخشى رجلاً واحداً فقط، انّه فلاديمير بوتين، ففعلياً وعلى كل جبهات الحرب الباردة الجديدة، يشكل الرئيس الروسي تحدياً كبيراً للغرب، و الخوف يمكن أن يدفع المرء للقيام بأمور غريبه، فللسنة الثالثة، تختار مجلة Forbes بوتين كأقوى رجل في العالم. ويقال: بأنّ الروس، يحتاجون وقتاً طويلاً لتسريج خيولهم، غير أنهم يمتطونها بسرعة مخيفة، فبعد صبر معالجة الاقتصاد الروسي المنهار، واسترجاع عافيته ما بين عامي 1999 م و 2007 م، بدأ بوتين بمقاومة الطوق الغربي حول بلاده، وفي سوريه والقرم وأوكرانيا، واجه الغرب هزائم مذلة و تلاشى أمام اقترابه، و في لعبة الطاقة الخطيرة، ستسيطر خطوط الأنابيب الروسية، لا الغربية، على الأراضي الآسيوية الأوروبية، رغم المواجهة الروسية الأطلسية عبر المسألة الأوكرانية، ولكن عوضا عن إحصاء النتائج، لابدّ من محاولات مثقفة، من أجل فهم الطريقة، التي مكّنت بوتين من الاحتفاظ بروسيّا في مقدمة اللعبة. وأكثر من أي قائد آخر، يفهم الرئيس الروسي، بفضل خبرته في جهاز KGB، كيف تعمل الولايات المتحدة، فالأسلوب الأميركي بالتوافق مع البريطاني، يقوم على تنظيم انقلابات و ثورات، و ثورات مضادة، في دول يحكمها قادة وطنيون – وإيران، وتشيلي، والإكوادور، وفنزويلا، وباناما، وأوكرانيا، أمثلة على ذلك. وفي كتابه: اعتراف قاتل اقتصادي(2004 م)كتب جون بيركينز، كيف كان يرسل هو و أمثاله، إلى دول نامية كمستشارين من أجل رشوة، أو إكراه الدبلوماسيين و الاقتصاديين، والإداريين، والسياسيين، والمخابراتيتين الاستخباراتيين، لتنفيذ أوامر الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية، و غالباً ما ينجحون، وكما تقوم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ال CIA - بإرسال أشخاص محترفين مدربين على الاغتيالات، يهندسون موت، من يقف في طريق الهيمنة الأميركية الكاملة. هذه الضربة الثنائية، عن طريق القتلة الاقتصاديين، و القتلة المأجورين، كانت فعّالة في خلق جمهوريات الموز - فالعراق، و الى حد ما ليبيا، كان من بين الحالات النادرة التي لجأت فيها الولايات المتحدة، للقوات المسلحة لتحقيق أهداف اقتصاديه. وفلادمير بوتين يدرك بعمق، بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية، حاولت وستستمر في محاولة، تغيير النظام في روسيا، و كموظف سابق في مكتب KGB في ألمانيا الشرقية، يعلم كيف يبحث القتلة عن فرصه، و لهذا بالذات قام بطرد منظمات مارقة مثل USAID و المجلس البريطاني، لكونهما واجهة لخدمات سرية أنغلو أميركية. ومن المهم معرفة، أنّه درس بوتين، بشكل خاص الاستخبارات المضادة، و هي المفتاح الرئيسي لفهم كونه لاعباً هاماً، وشخصياً كمحامي وباحث ومثقف، وأزعم أنّه لدي علم في الاستخبار والاستخبار المضاد، فإنني أجد أنّ الاستخبارات المضادة، لا تعني فقط العثور على الجواسيس، و لكنها فعلياً، هي مواجهة عمل الوكالات الأخرى الغارقة، أو التي تجعلها أعمالها غارقة، في تدمير مؤسسات من الداخل.... ولنا في الأردن، في تجربة المحكوم الدكتور باسم عوض الله، في استراتيجيات الخصخصة، لأصول الدولة الأردنية – نموذج حيوي وفعّال وحاضر في كل زمان. والحرب الصريحة، موازية للأعمال الأميركية السوداء، فالاقتصاد الأميركي، وصديقة البريطاني الحميم، اقتصاد حرب، فقد ربح الأميركيون من كل حروب أوروبا: الحرب العالمية الأولى، الحرب العالمية الثانية، و الحرب الباردة، و الحروب في أوروبا، كانت الطريق لمعجزتهم الاقتصادية و ازدهارهم، والخلافات العميقة، بين بوتين وجو بايدن حول أوكرانيا، وعدم تنفيذ اتفاقيات مينسك، مما جعل روسيا تقوم بعمليتها العسكرية الخاصة في عروق الجغرافيا الأوكرانية المتقيحة بالإرهاب، والتي قادت ليس الى خلق حرب إقليميه في أوروبا فقط، بل الى مواجهة روسية أطلسية تتفاقم، واستطيع القول والوصف لحالة واشنطن بخصوص أوكرانيا على أنّها: أعراض خلل وظيفي استراتيجي. ويطبق بوتين إستراتيجية - لا مثيل لها، من أجل وضع حد للإمبراطورية الأميركية(وفي النهاية إركاعها)، والعنصر الأساسي في هذه الإستراتيجية يتمثل: في ضرب الدعامة الأساسية للقوة الأميركية: الدولار – فالمعركة في العالم اليوم وفي أوكرانيا بشكل خاص معركة الدولار، فروسيا ، بدعم من دول بريكس، تتحرك بعيدا عن التجارة التي يسيطر عليها الدولار، خطوة ستؤثر بشكل جدي على الاقتصاد الأميركي النامي بصعوبة، إذ تعمل موسكو بجد، الى خلق تحالف واسع معادي للدولار، يتألف من دول مستعدة و قادرة على إسقاط الدولار من تجارتها الدولية – وهذا ما تم مؤخراً، و سيحجم عدد من أعضاء التحالف، عن الاحتفاظ باحتياطي العملة بالدولار – وهذا تم بعضه، و التحالف المضاد للدولار، سيكون أول خطوة تجاه خلق تحالف مضاد للحرب، يساعد على وقف الاعتداءات الأميركية.
وقد تتحول أوكرانيا، إلى سبب لانفصال أوروبا عن الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية، فالعقوبات ضد روسيا تهدد أعمال اقتصادية في ألمانيا، و دول غربية أخرى، طورت خلال العقدين الماضيين، روابط عميقة مع الاقتصاد الروسي، لذا ربما تغدو قريبا الحرب من أجل أوكرانيا، حرباً من أجل استقلال أوروبا، عن الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية و حرباً ضد الدولار، وها هم يفشلون في أوكرانيا الان - وتنتصر روسيا، حيث انتصارها سيشطب الاتحاد الأوروبي. وتدفع موسكو أيضا تجاه تغييرات مؤسساتيه، فبنك New Development الجديد المملوك من قبل بريكس، و البالغ 400 مليار دولار، لن يقوم فقط بمواجهة تأثير مؤسسات القروض الغربية، بل سيوقف أيضا تدفق العملة من الدول النامية إلى الغرب.
ونظام القروض الحالي مشوّه، لصالح الدول الغربية، لأنّ القروض من قبل البنك العالمي، وصندوق النقد الدولي تكون مع الكثير من الشروط، فعلى سبيل المثال، عندما تمنح هاتان الهيئتان القروض، يمكن أن تستخدم لشراء بضائع وخدمات فقط من الغرب، أو يمكن القول: أنّ القرض يستخدم فقط لبناء السدود، لا من أجل وسائل شرب المياه، و بالطبع الخبرة و المواد اللازمة لبناء السدود، يجب أن تكون من الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية و أوروبا، و عندما تبقى موارد ماء الشرب قليلة، ستخلق الحاجة من أجل المياه المعبئة(المملوكة غالبا من الغرب)، و بذلك: فانّ البنك الجديد سيضرب الغرب في النقطة الموجعة . حتى و ان كان بوتين، يقوم بالخطوات الصحيحة على رقعة الشطرنج الجيو - سياسيه، فانّ خصومه لا يجلسون مكتوفي الأيدي، يشاهدون انهيار إمبراطوريتهم، اذ تعرض الروبل الروسي للأذى، مع خفض أسعار النفط أحياناً، من قبل بعض الدول المنتجة له، بطلب من أسيادهم الأميركيين، و ما من مفاجأة هنا، فالأميركيون سيعملون بقسوة، على إضعاف روسيا واقتصادها، مع كونها البلد الوحيد الذي يحول بين واشنطن وسيطرتها على العالم. ولكن بوتين لاعب جودو ماهر، يعرف كيف يستخدم قوة خصمه ضد خصمه نفسه، و يعلم أنّ أيام شباب الغرب قد انقضت، و ليس في موقع للهجوم على الجيش الروسي، والحرب في أوكرانيا حرب بالوكالة وفشلت، والرئيس فلادمير بوتين، تسره مشاهدة المحاولات الإستراتيجية الأميركية المستميتة ضد روسيّا، والسعي لاحتواء صعود بريكس، الذي لا يمكن مقاومته. وبوتين محظوظ جداً، لأنّ شركاءه في بريكس، لا يزالون يدعمون روسيّا في خلافها وحربها مع الغرب عبر المسألة الأوكرانية، و كل من الهند و الصين، ترى أنّ موسكو تملك مصالح شرعية في أوكرانيا والقرم، وان كنا تعلمنا شيئا من التاريخ، فهو أنّ روسيا عادة تطحن أعداءها، وبعد نابليون وهتلر، آن دور الأميركيون ليدركوا خطورة إزعاج الدب الروسي الشاب... وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في مقابلته، أنّ روسيا لم تحقق جميع أهداف العملية العسكرية حتى الآن، حيث تشمل هذه الأهداف إزالة التيارات النازية، ومنع ظهور حركات جديدة تنادي بها، وصرّح بوتين بذلك، في مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، وأوضح بوتين: أنّ مسألة إزالة التيارات النازيّة، كانت من بين القضايا التي نوقشت خلال المحادثات في إسطنبول في ربيع عام 2022 م، وشدّد على أنّ انتهاء المحادثات، لم يكن بسبب طلب من موسكو، بل كان نتيجة لرغبة أوكرانيا، التي رفضت الحوار القانوني مع روسيا، وأشار بوتين، إلى أنّ فرنسا وألمانيا، أصرتا على انسحاب القوات الروسية من كييف، لتمهيد الطريق للتفاوض، ولكنّه أوضح، أنّ الجانب الأوكراني، قام برمي جميع الاتفاقيات في سلة المهملات فور انسحاب القوّات تلك، وختم الرئيس فلادمير بوتين بالقول: هذا هو التطور الحالي، وهذا ما يظهر عليه الوضع الآن. وقام الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، بنشر مقابلة استمرت ساعتين و7 دقائق و18 ثانية مع الرئيس الروسي على حسابه على موقع – إكس وقناته على يوتيوب، إضافة إلى موقعه الإلكتروني، وكان قد أكد كارلسون في وقت سابق، على ضرورة الحوار، نتيجة لجهل السكان الأمريكيين بالأحداث في روسيّا وأوكرانيا.
وهنا أبرز ما جاء في المقابلة مع بوتين، التي أجراها الصحفي الأمريكي تاكر – ألخصها لكم – فقد أكّد الرئيس على التالي: روسيا وأوكرانيا سوف تتوصلان إلى اتفاق عاجلاً أم آجلاً...روسيا لم تحقق أهدافها في أوكرانيا بعد...لدى الدول الغربية خيارات كيف ستعترف بالسيطرة الروسية على المناطق الجديدة....وأنتم من فجر السيل الشمالي ...العالم سيتغير بغض النظر، عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا...لا يمكن إيقاف إبداع إيلون ماسك بل ينبغي التفاهم معه...شيء ما قد يتغير....روسيا أصبحت الاقتصاد الأول في أوروبا عام 2023 م رغم العقوبات....حين تأسس الاتحاد السوفييتي بدأ التأسيس لأوكرانيا السوفييتية....أوكرانيا السوفييتية حصلت على الكثير من الأراضي، التي لم تكن لها كسواحل على البحر الأسود... أوكرانيا كيان مصطنع تأسس في الحقبة الستالينية...معنى الأوكرانيين في اللغة الروسية هو الناس الذين يعيشون على الأطراف...أوكرانيا دولة مصطنعة تم إنشاؤها بناء على رغبة ستالين، ولم تكن موجودة قبل عام 1922م...لم أتحدث أبدا لرئيس وزراء هنغاريا بخصوص استرجاع أراض هنغارية من أوكرانيا....العلاقات الروسية مع أوكرانيا تميزها اللغة ورابط القرابة والدين...الغرب يخشى من الصين قوية أكثر مما يخشى من روسيا قوية...الأمريكيون تعهدوا بعدم توسع الناتو شرقا لكن التوسع حدث 5 مرات...بولندا قبل الحرب العالمية الثانية تعاونت مع هتلر ولم تستجب لكل مطالبه....اقترحنا انضمام روسيا إلى الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لكنهم رفضوا....عندما رفض الناتو انضمامنا إليه كانوا يخشون روسيا كدولة كبيرة وقوية...الناتو توسع 5 مرات بعد تقديم وعود لنا بعدم توسعه ولو لشبر واحد... بعد 1917م حاول البلاشفة استعادة السيطرة وانطلقت أعمال عدائية مع بولندا ووقعنا بعدها اتفاقية سلام معها...لا يمكن إرسال القوات الروسية إلى بولندا إلا في حال هجومها على روسيا...لدينا معلومات بأن الولايات المتحدة دعمت الإرهابيين بروسيا واعتبرتهم معارضة...روسيا مستعدة لتزويد أوروبا بالغاز عبر أنبوب السيل الشمالي-2 ولكن ألمانيا لا تريد...زرت الولايات المتحدة واقترحت بناء منظومة دفاع جوي موحدة مع واشنطن...أوكرانيا دولة تابعة للولايات المتحدة...الرئيس بوش ضغط على القادة الأوروبيين عام 2008 م بإرساء سياسة الأبواب المفتوحة في الناتو...بوش الابن قال إنه : سيجلد مؤخرات مرؤوسيه لدعمهم الإرهابيين بالقوقاز لكنه لم يفعل... الناتو نشر بنية تحتية عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة...الغرب بدأ يدرك استحالة هزم روسيا...كانت بيني وبين ترامب علاقة شخصية...الغرب رفض الانتخابات في أوكرانيا عندما فاز ينيكوفيتش وجاءوا برئيس موال لهم...ألمانيا وفرنسا وبولندا كانت ضامنة للاتفاق بين يانيكوفيتش والمعارضة لكنهم تنكروا لذاك...أنا لا أخترع شيئا من عندي تاريخيا ويمكنني إعطاؤكم الوثائق...وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نظمت الانقلاب في أوكرانيا بشكل مباشر....كان هناك تواطؤ إجرامي من قبل السلطات الأوكرانية ضد سكان دونباس وكان علينا حمايتهم...تحدثنا مع واشنطن عدة مرات من أجل وقف الدعم العسكري لأوكرانيا وتنفيذ اتفاقيات مينسك لكنهم رفضوا...لم نحقق بعد أهدافنا من خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ومنها اجتثاث النازية...بعد استقلال أوكرانيا بدأ البحث عن هوية الدولة وقرروا اعتماد أشخاص تعاونوا مع هتلر كرموز وطنية...لقد جعلوا أشخاصا مثل بانديرا ممن تعاونوا مع النازية كرموز وطنية وقاموا بتمجيدهم...في كندا عرضوا رجلا في البرلمان قال إنه حارب الروس في الحرب العالمية الثانية وهذا أمر غريب...الشخص النازي الذي تم تقديمه في برلمان كندا وقفوا وصفقوا له...يجب التخلص من الأشخاص الذين يحملون الأفكار النازية...روسيا تقدم للولايات المتحدة مقترحا لوقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا....جرت محادثات سلام مع الغرب ووصلت لمراحل متقدمة ولما سحبنا قواتنا من كييف انقلب الغرب على الاتفاقيات...تحدثت مع بايدن قبل العملية العسكرية وقلت له آنذاك إنك تقوم بخطأ تاريخي كبير بدعم أوكرانيا بالسلاح...لا حاجة لقتال الولايات المتحدة في أوكرانيا ومن الأفضل لها أن تتوصل إلى اتفاق مع روسيا...على الغرب وقف إمداد أوكرانيا بالسلاح وسينتهي الأمر خلال أسابيع...هناك أشخاص أذكياء يعرفون جيدا أن اتهام روسيا بالهجوم على الناتو مجرد فبركة....روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في صناعة الأسلحة فرط الصوتية...الغرب يهدف لإضعاف روسيا بأكبر قدر ممكن...لا أفهم لماذا يجب على الجنود الأمريكيين أن يقاتلوا بأوكرانيا وهي بعيدة عنهم آلاف الكيلومترات...جورج بوش الابن لم يكن أسوأ من أي سياسي أمريكي أو روسي أو أوروبي آخر وكان يفهم ما كان يفعله...حصة الدولار في تسويات التجارة الخارجية لروسيا انخفضت إلى 13% وحصة اليوان ارتفعت إلى 34%....كنا نتعامل مع شركائنا سابقا بنسبة 51% عن طريق الدولار وقد خفضناه الآن إلى 13%....للولايات المتحدة مشاكل عديدة يجب أن تهتم بها غير الحرب في أوكرانيا...من فجر خط السيل الشمالي هو من لديه القدرات على ارتكاب ذلك والمستفيد منه...عند التحقيق في تفجيرات السيل الشمالي لا يجب البحث عن جهة لها المصلحة في ذلك فحسب بل قادرة على القيام بذلك أيضا...لقد أصبح الأمر واضحا للعالم أجمع ما الذي حدث لخطوط أنابيب السيل الشمالي...ألمانيا تنقاد بمصالح الغرب الجماعي وليس بمصالح ألمانيا ولا يمكن فهم موقفها...ألمانيا تزود أوكرانيا بالمال والسلاح وهي الثانية بعد واشنطن...العالم يجب أن يكون موحدا والأمن مشتركا ولا يخدم طرفا واحدا فقط...تهديدات القرم من جانب الولايات المتحدة خطأ سياسي فادح...حتى حلفاء الولايات المتحدة حاليا يخفضون من احتياطاتهم بالدولار...نحن والصين جيران ولدينا قرون من التعايش المشترك وسياسة بكين الخارجية ليست عدوانية...التعاون الصيني مع أوروبا ينمو بأكثر من تعاون الصين معنا وتقييد أوروبا للتعاون مع بكين أذية لهم...تمكنا من تجاوز 230 مليار دولار في حجم التبادل التجاري بين البلدين...الاقتصاد الصيني أصبح رقم 1 في العالم وتجاوز الولايات المتحدة منذ فترة طويلة...الولايات المتحدة دعمت الانفصاليين في القوقاز ومدت الإرهابيين بالسلاح...الولايات المتحدة دولة معقدة وسريعة التغيير...الولايات المتحدة بلد معقد وليس من السهل أن نعرف من يتخذ القرار فيه...اعتمدت واشنطن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي سياسة العقوبات ضد روسيا...تحاول الولايات المتحدة تقسيم روسيا لكيانات صغيرة لاستخدامها في مواجهة الصين...خصوم روسيا يريدون التفاوض مع موسكو ولكنهم لا يعرفون كيف...العالم يتغير بغض النظر عن الحرب في أوكرانيا والولايات المتحدة تتدهور وتخسر مكانتها في العالم...عرضنا التوصل للحل بخصوص أوكرانيا بوسائل سلمية لكن لم يصغ أحد إلينا بل واصلوا مهاجمة الروس...الولايات المتحدة تحاول التأقلم مع العالم المتغير باستخدام القوة...زيلينسكي وعد الناخبين الأوكران بجلب السلام لكنه نكث العهد عند وصوله للسلطة...زيلينسكي يعتبر نفسه رئيسا لأوكرانيا لكنه يقوم فقط بما تمليه عليه الولايات المتحدة....لماذا تفعل هذا يا فولوديا؟...لا نرفض المفاوضات مع أوكرانيا لكن زيلينسكي فرض حظرا على التفاوض مع موسكو...لا أتذكر آخر مرة تحدث فيها مع بايدن ولكن ذلك كان قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا...وحده الشيطان يعلم لماذا أقنع جونسون زيلينسكي بالانسحاب من المفاوضات مع روسيا...نحاول بناء مستقبل زاهر للأطفال بناء على العادات والقيم الأسرية...القانون الدولي يحتاج الآن إلى تعديلات لأن ميزان القوى في العالم تغير...ثقافتنا ترتكز على الروح الروسية بخلاف الحضارة الغربية التي هي أكثر براغماتية...تطور البشرية يبدأ من التطور النفسي...علينا أن نصل إلى اتفاقية عالمية بشأن الذكاء الصناعي وآليات استخدامه...لقد قمنا بالكثير من إشارات حسن النية تجاه الولايات المتحدة لكننا لم نحصل على أي رد على ذلك...استخدام الدولار كأداة في الصراع السياسي أحد أكبر الأخطاء الاستراتيجية للقيادة الأمريكية...تختلف التعريفات بشأن الجواسيس لكن الحصول على معلومات سرية هو تجسس...من الصعب الانتصار في الحرب الدعائية على الولايات المتحدة فهي تسيطر على كافة وسائل الإعلام في العالم....يمكن إطلاق سراح إيفان غيرغوفيتش عن طريق المحادثات بين الأجهزة الخاصة...لا نرفض المفاوضات لكن أوكرانيا تنفذ ما تطلبه الولايات المتحدة وهي غير مستعدة لإنهاء الحرب.
لقد أعرب الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين عن قلقه البالغ، بشأن التوجه نحو استخدام الأسلحة النووية واحتمال تدمير البشرية، وهندس اشتباكاً سياسياً بعنوان: تاكر وبوتين ونهاية العالم، كتقدير موقف، على مقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون في موسكو. وفي تعليقه على الدعم الكبير من الغرب لأوكرانيا في الحرب مع روسيّا، قال دوغين: إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، هاجم فعّالية قوة نووية عظمى، من خلال إرهابيين في كييف، وأضاف: أنّ البشرية، قد تكون على وشك الدمار، ووصف دوغين الشخصيات مثل: دونالد ترامب، وتاكر كارلسون، وإيلون ماسك، وجريج أبوت، بأنّهم وجوه الثورة الأميركية. ووصف دوغين، الإعلامي والسياسي الأمريكي: تاكر كارلسون، كونه يعد الرمز الرئيسي لأميركا، التي تعارض بايدن والليبراليين، ودعا إلى اختيار ترامب، وكارلسون، وماسك، وأبوت، لإيقاف انزلاق العالم نحو الهاوية. وقال دوغين: وهو من رتب مقابلة الرئيس بوتين مع تاكر: انّ إنقاذ العالم، يتطلب التوقف الفوري، داعياً إلى اختيار الإنسانية على الليبرالية، مشيراً إلى أنّ زيارة تاكر كارلسون إلى موسكو، قد تكون الفرصة الأخيرة لوقف اختفاء البشرية. ومن جهة أخرى، يُعتبر ألكسندر دوغين باحثًا سياسيًا ومؤرخًا مشهورًا، ويلقب بلقب: راسبوتين بوتن و عقل بوتن، ويشغل حاليًا وظيفة استشاري سياسي وعسكري للكرملين، ويُعَتَبَرُ في الغرب الجماعي، أحد أخطر الفلاسفة الروس، بسبب آرائه الروسية المتطرفة، ويُعرف دوغين أيضًا، برفضه للإنترنت، واعتراضه على سيطرة التكنولوجيا الحديثة.
والسؤال الأخير للتحفيز على التفكير: هل تخرج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي على غرار ما فعلته بريطانيا؟.
ثمة تقرير نشره: المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات، بتفاصيل المقابلة، التي أُجريت بين مرشحة حزب اليمين في ألمانيا، أليسا فايدل، وصحيفة فاينانشال تايمز، حيث أشار التقرير، إلى أنّ فايدل تدعم فكرة الاستفتاء حول عضوية ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، مستندة إلى تجربة بريطانيا، واعتبرت خروجها خطوة موفقة. وفيما يبدو أنّ حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تمثله فايدل، يُنظر إليه باعتباره فرعًا طرفيًا لا يحظى بدعم كبير في السياسة الألمانية، ولكن فايدل تظهر بقوة بفضل التأييد المتزايد لحزبها، والذي حقق نسبة 22% في آخر استطلاعات الرأي، وفي السياق نفسه، أكدت فايدل على أهمية تقدير حكومة المعارضة، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذي قد يوافق في المستقبل على تشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، ورغم رفضهم الحالي للتعاون مع البديل، إلا أن هذا التطور قد يحدث بناءً على الظروف المستقبلية، ويشير التقرير أعلاه، إلى أنّ اقتراح فايدل بخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي، يظل مجرد خطاب سياسي استفزازي، حيث يُعتبر الانسحاب الفعلي أمرًا غير ممكنٍ بسبب الارتباط الاقتصادي والسياسي الوثيق الذي يربطها بالاتحاد الأوروبي، والذي يمثل أمرًا حيويًا لألمانيا في السيناريوهات الحالية.