كتاب واراء

واقع العقل الصهيوني ورغباته

 

يرغب الكيان الصهيوني، كتنظيم إجرامي عالمي له مفرداته الدينية والاقتصادية ورؤيته الواسعة للتحكم بإدارة العالم ومكامن الثروات، وله طبعا أدواته من باقي الأديان كفصائل ضغط إرهابية وعقائدية شاذة، وكذلك أدوات إعلامية مختلفة مع شركاء اقتصاديين من مختلف الدول والميول وكذلك منظومة أخلاقية شاذة ومجرمة، يرغب هذا الكيان بإعلان نفسه سيدا على هذا العالم، فلقد مل وتعب من دور الوسيط الذي "يشتري العقارات عندما تسيل الدماء في الشوارع"، كما قال روتشيلد ذات يوم.

 

هو يرغب بأن يعلن نفسه القوة الوحيدة، ودونه البشر والأمم، فلقد سيطر على جغرافيا الثروات العالمية ووضع مفاتيح العقل والخزائن في جيبه. ويرغب بأن يجلس على طاولة مجلس الأمن كمقرر وحيد في نظام عالمي جديد يقول للدول ماذا عليها أن تفعل وماذا عليها ألا تفعل، ويكاد قسم كبير من هذا التنظيم الصهيوني العالمي ينفجر غضبا لتأخر موعد إعلان هذه السيادة على العالم.

 

ولم لا وقد أصبحت الكعبة بيمينه والفاتيكان بيساره وذهب العالم ونفطه وغازه على مرمى حجر من طموحاته؟!

 

ولم لا والدول كلها تصمت على عدوانه وتصمت على تدخلاته السافرة في حكوماتها، وتصمت لأنها تخشى قواه الناعمة ومتورطة معه بأسرار تفضحها في حال قررت شق عصا الطاعة؟!

 

إذا هذه الرغبات الدفينة لهذا التنظيم الصهيوني العالمي لم تعد سرا، وأول خطوات إشهارها هي أن سكان العالم باتوا يتحدثون عن خطط هذه العصابة الدولية وينشرونها في مقالاتهم.

 

ولأن الصهيونية العالمية لم يعد ينقصها الذكاء، تسلقت جدران الإعلام والاقتصاد وصنعت الرأي العام الدولي للتعاطف معها على أنها الضحية، وكممت الأفواه التي صرخت وفضحت جشع هذه الإمبريالية الجديدة التي صنعت لنفسها الآن ذكاء صناعيا جعلته سلاحا سابقا لخصومها تتعالى به عليهم وتركتهم في غياهب الأوبئة من نمط المرض الجديد المنتشر وما سيليه من أوبئة وفيروسات مرضية أو إلكترونية وتركتهم في حروب اللقاحات ريثما تفاوض هي من سيرضخ لها ولعبادتها لتنعش اقتصاده وتقدم له حلول الخروج من الأزمة الخانقة وتنقذه من رحمة السلسلة الاقتصادية العالمية التي تتحكم به.

 

هذه بعض رغبات التنظيم الصهيوني العالمي، الذي مقره بنو سعود وزمرة الخليج (أس الصهيونية العقائدي) ومقره الآخر واشنطن (أس الصهيونية الاقتصادي والتقني) ومقره الكيان الغاصب (أس الكيان الإداري الوظيفي العسكري المباشر).

 

ولكن ماذا يخبرنا الواقع؟!

 

■محور المقاومة (سورية وإيران وحركات المقاومة في لبنان والعراق واليمن وتشكيلات عربية لم يسلط الضوء عليها بعد)، وبالرغم من كل الحصار والمعاناة، يلخص أساس وجوده بأنه محور تأسس من أجل عدم قيام هذا الكيان الصهيوني العالمي، رغم قلة المعطيات، ويسانده في ذلك دول عظمى (روسيا والصين) لم تنغمس بعد بقوة في الحرب على هذه الإمبريالية العالمية الشرسة ولكن كل المؤشرات تدل على أنها تؤمن بأنها ما خرجت من نظام عالمي قديم بارد لتصبح أداة في نظام عالمي ذكي صناعيا.

 

■محور المقاومة يصعد سلم التقنيات العسكرية بسرعات كبيرة ويرصد لنفسه رفضا دائما للمشاريع الأمريكية الوسيطة الخادمة للكيان الصهيوني، عبر تصعيد المقاومة ضد أدوات الإرهاب والانفصال والقوى الشعبوية الناعمة.

 

■محور المقاومة يدرك أن معركة كبرى ستجري، وهو أمام خياراته العديدة معني بالقضاء على الكيان الإداري لهذا التنظيم الصهيوني العالمي باسترداد الأرض وإعادة الحق الفلسطيني في مواجهة حاصلة ولا بد.

 

■والمحور معني كامتداد جغرافي من إيران إلى لبنان عبر سورية والعراق بتسهيل تنامي القوة الاقتصادية والسياسية للصين وروسيا. كما أنه معني برفع وتيرة الذعر عند سكان الكيان المحتل، وأيضا معني بقدر طاقته في مساحة جغرافية تتملكها النزاعات والصراعات التي يؤججها العملاء وهذا يؤخر قليلا في الحسم. كما أن المحور معني بأن يشكل القوة الثالثة في العالم رغم فروقات الذكاء الصناعي والاقتصاد الرقمي مع الأعداء والأصدقاء، لأنه بحكم الجغرافيا وقوة الحق مرشح لسيادة المنطقة أكثر من ذي قبل.

 

●ختاما، إن رغبات هذا الكيان الصهيوني العالمي خطيرة جدا، ولكنها ليست خطيرة على العرب والإقليم فقط، بل على العالم أجمع. من هنا تأتي أهمية الثبات على الدفاع عن السيادة، لأنه سيكون هناك يوم يجتمع فيه العالم حول من ثبت وصمد وانتصر.

 

* كاتب سوري.

 

المصدر د. حسام الدين خلاصي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد