كتاب واراء

صوت الضمير و صداه .. إنه الوطن

صوت الضمير و صداه .. إنه الوطن ..

فلسفة الحياة والواقع ما بين الاجتماع والسياسة وانظمة الحكم ومن يحكم انظمة الحكم ..!!؟؟ 

لقد صدق القائل عن الخيانة في قوله :

عندما اصابت الرصاصة قلبي لم أمت ... لكنني مت لما رأيت مطلقها .. لجبران خليل جبران واستشهد بكلمات شيخ جليل قدس الله سره وهو يذكرني ويقول داعيا، لاغيب الله صوت الضمير الذي يوقظني كلما أخطأت، سألوا رجل كبير من العمر، ماذا تعلمت من العمر الذي مضى، فأجاب : تعلمت، أن الدنيا سلف ودين، و تعلمت أن المظلوم لابد له من انتصار ولو بعد حين ، و تعلمت أن سهام الدعاء بالأسحار لا تخطئ، وتعلمت ان الحياة يمكن أن تنتهي بأي لحظة ونحن في غفلة ٠ تعلمت، ان من يزرع الثوم لايجني الريحان، وتعلمت أن العمر ينتهي والمشاغل لاتنتهي، تعلمت، أن من يريد من الناس ان يسمعوا منه عليه أن يسمع منهم، تعلمت أن السفر مع الناس هو أدق مجهر يكشف لك معادن الناس، تعلمت ان الذي يتفلسف كثيرا و يقول : أنا وانا هو فارغ من الداخل، تعلمت ان الذي معدنه ذهب يبقى ذهبا والذي معدنه حديد يتغير ويصدأ، وتعلمت ان كل الذين دفنوا في المقابر كانوا مشغولين وعندهم مواعيد وفي نياتهم امور كثيرة لم يحققوها، وتعلمت أننا نرتب السرير ونبرد الغرفة لننعم بالموته الصغرى النوم ..

لكن هل رتبنا أعمالنا وبردنا قبورنا بالطاعة لننعم بالموته الكبرى، يقول أحد الصالحين : عجبت للناس يحذرون من بعض الطعام مخافة المرض، ولا يحذرون من الذنوب مخافة النار ..!! .

فلا تخسر أحدا من اجل نقاش حول السياسة ( اللعبة القذرة ) فانت وهو لن تغيروا شيئا لأن القرار بيد آخرين، وإذ ا اتفقوا لن يهتموا لرأيك أو لرأيه .

حافظ على أصدقائك و زملائك فهم أقرب إليك من الذي تدافع عنه و تتعصب له، و مقولة الأديب الفرنسبي بول فاليري : ( الحرب هي مجزرة بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض، من أجل أناس يعرفون بعضهم البعض، لكنهم لا يقتلون بعضهم البعض ) عليكم أن تتذكروا هذا الكلام لأن أغلبنا لديه أصدقاء وأحباء من الأديان والمذاهب والأحزاب كافة فلنحافظ عليهم .. .

القادم تحدي او الخنوع، حيث تبنى الحضارات بإرادة ابنائها، و تسحق وتدمر، وادوات سحقها وتدميرها أبناؤها، فهم سلاح مباشر يتم اعتماده من قبل القوى المدمرة للشعوب في العالم، و التي مركزها و نواتها حكومة الظل و استراتيجياتها لحساب تحقيق مصالحها وحمايتها بتقاسم العالم و تجزاته، والتي تختفي تحت مظلتها تلك الدول بانظمتها الحاكمةالممعنة في ممارسة أدوارها على شعوبها، و الحارس لمصالح هذه الأقطاب، فهي من قبلت الاستمرار في حكمها لشعوبها لحساب وصاية مخفية هي تحقيق مصالح حكومة الظل، وتنفيذ تعليماتها لاستمرار الأنظمة الحاكمة وسياساتها . 

لذلك و قبل أن يسبق السيف العذر ..!!.

علينا اليوم أن نكتفي من المزاودات بالوطنيات والتبريرات الواهية ، فلا يجب أن يبقى الوطن معصوب العينين كما يريدون ويفكرون ، فالسابق والمكتوب لنا واضحا ، وقد تم توضيحه بإرة شعبنا متمثلا بمواجهتة لمصيره حين صمت واستمر بالسير للامام ، لأنه مؤمن ان يكمل ويصمد ويصبر ويصابر ، فهذا هو شعبنا الذي صمد وصبر على المر والامر ، هذا هو شعبنا الذي صدم ايوب بصبره .. .

لذلك اليوم لابد ان يكون هناك اعتبار وتقدير لهذا الشعب الذي قدم اولاده قرابين وشهداء ولم يبقى شبرا من أرضه إلا وارتوت بدمائه ، الشعب الذي عانا المر والغلاء وشح الغذاء وحتى قلة الماء والفوضى وفساد الادارات والمؤسسات، وتراكمات الاخطاء للحكومات المتعاقبة، هذا الشعب الذي ما ترك منبرا إلا واعتلاه وندد فيه عن الفساد في حكوماته ومؤسساته .. 

إنه الشعب السوري العظيم والذي سيبقى عظيما ابدا، ولن نقول بعد اليوم عن الفساد انه أمر واقع رغم انوفنا تحت مظلة تعزيز مكانة الفساد والفاسدين في مؤسساتنا ورغم عدم جدارتهم ومؤهلاتهم الإداريه، لكن من وراء ذرعهم في مؤسساتنا لتدميرها ..!! ، فلن نكون بعد اليوم على حالنا شعب مسلوب الارادة والقرار، فنحن الارادة والقرار للقادم فينا ..؟

ما أريد أن أقوله باختصار وبشرح أبسط الامور التي نعانيها والسابق ذكرها، والتي نوهت إليها : أننا نحن وبحق بحاجة إلى عصف فكري بل ثورة ذهنية أكثر من أي شيء آخر اليوم، فقط العصف الفكري هو كل ما نحتاجه للخروج من عنق الزجاجة وكسر القيود من الداخل والخارج التي تخنقنا، فنحن قادرون على المشاركة وإطلاق الحلول لكل الأزمات، فليس من حق طرف كان احتكار القرار الوطني وجعله قراره وحده، فوحدها التشاركية هي القرار السليم اليوم وهي الكفيلة بالحل، بل الحلول لكل أزماتنا وأزمتنا وبالمختصر اليوم ، ننادي بقرار البدء والتنفيذ العاجل ، فلا محطة نعيش من اجل الوصول إليها إلا محطة واحدة هي الوطن .

هل وصلت العبرة يا مثقفينا ويا علماؤنا و رجالات فكرنا ومن يدعون الانسانية والوطنية والخير والعطاء .. فما اكثر الأبالسة من أبناء إبليس شياطين اليوم .. فهم بيننا ومعنا فهل يصحو الضمير، ونكتفي من التنظير وكلام البغبغاوات ..!!.

د.سليم الخراط

دمشق اليوم الاربعاء ١٢ كانون الثاني ٢٠٢٢.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد