قادة محور المقاومة

في الذكرى الواحد والاربعين لاستشهاده.. من هو آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وكيف أثرت دماؤه الزكية في نهضة المجتمع الإسلامي؟

آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، إسمٌ لمع في الخمسينيات لشخصية علمائية جامعة لمختلف العلوم والفنون. والده السيد حيدر الصدر من نوابغ العلماء في عصره، ووالدته إبنة العلامة الكبير عبد الحسين آل ياسين (قده).

انتقل عام 1945، وهو في الثالثة عشرة من العمر، إلى مدينة النجف الأشرف لمتابعة دراساته العليا، وتميّز بتفوقه ونبوغه وهو ما أهّلَهُ لنيلِ درجة الاجتهاد ولمّا يبلغ العشرين من العمر.

باكراً حمل الشهيد الصدر همَّ النهوض بالمجتمع الإسلامي، وكان حريصاً على نشر الوعي السياسي والديني في أرجائه، فأسّس مع ثلةٍ من العلماء "حزبَ الدعوة الإسلامية" و"جماعةَ العلماء"، وهو ما أثار حفيظة نظام حزب "البعث" الحاكم آنذاك، الذي كان يسعى إلى تحجيم دورِ الحوزة ومنع تأثيراتها، فما كان منه الا التضييق على حركة السيد الشهيد ومحاربته، وخصوصاً بعدما أفتى الأخير بحرمة الانتماء إلى حزب "البعث"، لذا كان من الطبيعي أن يتقدم المجاهدين لحفظ الحوزة وتقويم العمل السياسي، وفق ما أكد لإذاعة النور عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي، لافتاً إلى الشهيد الصدر اصطدم بعناوين النظام البائد التي تريد النيل من الإسلام وكرامات الناس، والمسار الجهادي الذي سلكه السيّد الشهيد في معرض الردّ عنوانه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تابع المرجع الشهيد الصدر أخبارَ الثورة الإسلامية في إيران وهو قيد الإقامة الجبرية، فكان يردّ على رسائل الإمام الخميني قده له، وقد عبّرت ردود الشهيد عن الدعم المطلق للثورة وعن العشق الشديد للإمام، حيث كان يردد قائلا:"ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الإسلام".

ولمّا لم يستطع النظامُ العراقي البائد الحدَّ من تأثيرِهِ وقوةِ حضورِه إتخذ قرار إعدامِه، في التاسع من نيسان لعام 1980 بالرصاص مع أخته بنت الهدى.

شهادة السيد الصدر كان لها تأثيرُها في أكثر من مكان في العالم، بحسب الشيخ البغدادي، مؤكداً أن تراكم هذه الدماء الزكية ظهرت نتائجه المباركة خارج العراق أيضاً.

هي سبعةٌ وأربعون عاماً فقط عاشها آية الله العظمى الشهيد الصدر، إلا أنها كانت زاخرة بالنضال والجهاد والعلم.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد