تقارير خاصة

تبعات انسحاب فاغنر من مدينة دير الزور

لم يهنئ السوريون بقدوم العام الجديد والاحتفال به أملاً بأن ينسيهم معاناتهم في الأعوام التي سبقته، حتى خرج تنظيم داعش وبدأ باستهداف السكان وحافلات الركاب في البادية السورية.

بعد مغادرة القوات التابعة للشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” مدينة دير الزور في الشهر المنصرم، صعّد تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي “داعش” من عملياته في المنطقة، وبدأ حرب استنزاف ضد الجيش
السوري، الأمر الذي ألقى بتداعياته على حياة السوريين في المنطقة، الذين يخوضون أزمة معيشية في ظل الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد، حيث استهدف تنظيم “داعش” حافلة للركاب في 30 كانون الأول، راح
ضحيتها 37 شخصاً، ثم أعاد الكرة في الـ 4 من كانون الثاني، راح ضحيتها 27 شخصاً بينهم أطفال، وغيرها العديد من الهجمات التي طالت مواقع للجيش السوري واغتيالات داخل مدينة دير الزور.

يرى المراقبون بأن قوات “فاغنر” الروسية كانت كالعصا التي لوت يد التنظيم الإرهابي في البادية فلم تتجرأ الخلايا النائمة وفلول التنظيم من الخروج علناً، وكانت القوات الروسية كالدرع الواقي في مدينة
دير الزور، علاوة على شنها حملات استهدفت فيها مخابئ التنظيم في البادية.

ويشير العديد من المراقبين إلى أن استمرار شن تنظيم الدول هجمات شرق البلاد، كفيل بزعزعة الوضع هناك، خصوصاً وأن تنظيم الدولة يمتلك خبرة طويلة في العمل السري والعسكري، وتكتيكات الحروب
الجديدة، لذلك هو بالتأكيد ليس لديه شيء عشوائي في الوقت الحالي، بل لديه غاية وهدف في النهاية.

ويعتبر غياب القوات الروسية عن البادية السورية أمر خطير، لأن العمليات الإرهابية التي يقودها تنظيم الدولة الإسلامية قد بدأت بالفعل باستهداف العديد من المواقع العسكرية والمدنية في المنطقة، الأمر الذي
يُحتّم إعادة الوضع إلى ما كان عليه في البادية وتمشيطها والقضاء على ماتبقى من خلايا نائمة في المدن.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد