مقالات خاصة

العلاقة الكردية الصهيونية ،،، وأوهام الدويلة المسخ بقلم : محمد شادي توتنجي

 إن علاقة الأكراد بالكيان الصهيوني ليست جديدة ، فكانت بدياتها منذ عام 1943 ، أي قبل قيام الكيان الصهيوني ، ثم قام ممثلين من الموساد بزيارة المواقع الكردية في شمال العراق في فترة الستينيات، وكانت الاتصالات بينهما تتم عبر طهران فى ظل حكم الشاه البائد وعبر العواصم الأوروبية وخاصة فى باريس ولندن. وأن زعيم الأكراد - أنذاك - مصطفى البرازاني زار الكيان الصهيوني مرتين والتقى هناك بالقيادات الصهيونية وقيادة الموساد في فترة الستينيات.

وهنا نستعرض بعض مراحل هذه العلاقة ، وأهم المحطات التي مرت بها هذه العلاقة:

          1-/ في 15 ابرايل 1965 عقد رئيس الحكومة الكيان الصهيوني ليفي أشكول اجتماعا حضرته وزيرة الخارجية جولدا مائير ورئيس الأركان اسحق رابيين ورئيس الموساد مائير عميت الذي طرح قضية الأكراد والأعمال الخاصة التي تقوم بها الكيان الصهيوني وخلص الاجتماع إلى قرار نص على ضرورة منح الأولوية للقضية الكردية.

          وبعد خمسة أيام من هذا الاجتماع أبلغ مصطفى البرازاني الكيان الصهيوني عن طريق إيران أنه معني بالاجتماع مع مبعوث رفيع المستوى من الكيان الصهيوني في كردستان ، وأيضا على استعداد لإرسال مبعوث رفيع من قبله للاجتماع بممثل الكيان الصهيوني خارج كردستان.

          2-/ فى أوائل عام 1966 التقى البرازاني بالمستشار في الكيان الصهيوني ليوشع روني، وبعد هذا الاجتماع تواجد الإسرائيليون فى محور رواندوز الحاج عمران شمال العراق بقيادة تسوري ساجي.. وتوالى ضباط الكيان الصهيوني بالمجيء إلى المنطقة ، وأقام الكيان الصهيوني للأكراد مستشفى ميداني تحت إدارة الدكتور برلسنر، وأصبح الطريق مفتوحًا إلى الكيان الصهيوني أمام القادة الأكراد عبر إيران.

          3-/ زيارة البرازاني للكيان الصهيوني في عيد الفصح العبري المسمى بيسح في منتصف إبريل 1968.

          4-/ تشكيل السافاك والموساد جهاز مخابرات كرديا ذكيا للغاية لجمع معلومات عن الحكومة العراقية والأوضاع العراقية والقوات المسلحة.

          4-/ في عام 1972 كان الأكراد ينقلون معلومات شاملة حول الجيش العراقي إلى كل من المخابرات الإيرانية والكيان الصهيوني وقد عثر على وثائق تؤكد علاقة الأكراد بسفارة الكيان الصهيوني فى باريس وجاء اثنان من الأكراد وقدما نفسيهما وطلبـا الاجتماع بممثل الموساد ويدعى مناحم نعوت.

          5-/ الزيارة الثانية التي قام بها مصطفى البرازاني للكيان الصهيوني.

          6-/ إنشاء معسكرات تدريب أكراد شمال العراق من رجال ونساء على حمل السلاح وهو ما كشفت عنه صحيفة يديعوت أحرونوتالصهيونية عن قيام جنود الكيان الصهيونيي بتدريب النساء و الرجال التابعين للبيشمركة عرضت من بينها صورة امرأة كردية محجبة وهي تتدرب على يد جندي صهيوني.

        وفي عرض تاريخي بسيط عن نشأة الإقليم الكردي الذي يمهد لقيام الدولة الكردية وبقراءة سريعة نجد أنه:

        * إبان حرب الخليج عام  1991 تمكن الأكراد من إقامة منطقة حظر جوي على الإقليم بذريعة حمايتهم من ضربات الجيش العراقي آنذاك.

        *بدعم ومساعدة القوات الأمريكية وقوات التحالف الاستعمارية تمكنوا من إقامة منطقة حكم ذاتي معتمدين على قانون الفيدرالية الذي كرسه الغزو الأمريكي للعراق.

          * بعد الأحداث المشؤومة التي عصفت في العراق وسيطرة (داعش) المريبة على مساحات كبيرة فى شمال وغرب العراق وأهمها مدينة كركوك وانسحاب القوات العراقية منها بدعم سعودي مشبوه وتغطية أعرابية وصهوينة وأمريكية وعثمانية وخيانة أدوات النظام العراقي البائد، وعمل استخباراتي سلجوقي ، وبتسعير طائفي بغيض , وتشكل حالة من الفراغ الأمني الكبير والمخيف, في مناطق الصراع أو الاختلاف مع الحكومة المركزية في بغداد ، سارعت قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان بالسيطرة على كثير من المناطق التي تخضع لنظام الاستفتاء ، حسب المادة 140 من الدستور العراقي ، لتثبيت النقاط وفرض نظام الأمر الواقع, بتغطية أمريكية وتأييد الكيان الصهيونيي الذي أعلن عنه جهاراً رئيس الوزراء الكيان الصهيوني نيتنياهو والذي أكد دعمه الأكراد لنيل استقلالهم بما يؤكد المعلومات السابقة عن وجود تعاون اقتصادي وعسكري قوي بين الكيان الصهيوني والإقليم, والذي تشكل فيه كركوك العقدة الأساسية والأهم لتفعيل خط كركوك حيفا ، وتكريس جديد لتقسيم العراق طائفياً إذا ما اعتمد الشيعة والسنة في العراق على قانون الفيدرالية ، وطالبوا بتشكيل فيدراليات طائفية جديدة تفتت العراق و بعده المنطقة بالمنطقة الأمر الذي يؤكد حماية محيط الأمن القومي الصهيوني ويزود الكيان بالطاقة ويساعد على تفوقه ، بعد أن أقدمت سلطات الأقليم الكردي إلى استباق ممارسة هذه الأعمال عبر قيامها بإبرام عقود بيع النفط العراقي منفردة إلى تركيا وغيرها ، تمهيداً لتكريسه شرعة وقانوناً وحقاً مكتسباً ببيعه للكيان الصهيوني عبر تفعيل خط كركوك - حيفا ، والأهم في تكريس هذا التفتيت هو كسر حلقة الوصل بين إيران وسورية وصولاً إلى لبنان.

          وبعد ان استعرضنا هذا التاريخ الأسود و المشبوه للإنفصاليين الأكراد في شمال العراق فإننا نجد التطابق الكامل تماماً  بين تصرفاتهم وتاريخهم مع نظرائهم من الأكراد الإنفصاليين في شمال سورية.

حيث أن الأكراد لم ولن يتعلموا من دروس التاريخ أبداً، بل أعتادوا أن يكونوا مطية للأمريكيين في كل معركة وهم يطنون أن أمريكا تعتبرهم حلفاء أو تنظر لهم على الأقل بأنهم أصدقاء، وكأنهم لم يقرؤوا التاريخ جيداً كيف ترمي أمريكا عملاءها بعد انتهاء دورهم في كل معركة تخسرها ، ولعل أقرب الدروس والعبر التي قد يستفيد الإنفصاليون الأكراد من مراجعتها هو مصير أبرز عملاء و عبيد و أذناب أمريكا في المنطقة بدءاً الهخونة الذين تعاونوا معها في فيتنام ضد ابناء وطنهم والكل يذكر الصورة الشهيرة لحاملة الجنود الأمريكيين التي كانت تجلي أخر جنودها المسحوقين من فيتنام و التي حاول عملاء أمريكا يومها الصعود إليها و التعلق بها غير أن الجنود الأمريكيين كانوا يرمون بهؤلاء العملاء من على الطائرة إلى الأرض و هي ترتفع ليسقطوت قتلى بعد كل خدماتهم للأمريكيين ، وصلاً إلى شاه إيران المخلوع محمد رضا شاه الذي كان أكبر خادم للصهاينة و الأمركيين و البريطانين في المنطقة وكيف أن كل مشغليه السابقين قد تركوه وحيداً لمصيره على يد الثوار المنتصرين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدرجة أنهم لم يجيبوا حتى على اتصتلاته لإرسال طائرة لإجلائه من إيران التي جعل من أرضها أكبر منصة للعمالة والخيانة وخدمة الصهيونية العالمية آنذاك.

وحتى لا نطيل أكثر فلينظروا إلى نهاية كل الخونة من صدام حسين في العراق وحسني مبارك في مصر وبن علي تونس وياسر عرفات اوسلو وووو تارخ الخيانة الأمريكية وبيعها لعملائها طويل فهل يظن هذا القائد الجاهل العميل الخائن الذي يقود ما يسمى " قسد " بأنه أهم و أكبر من كل هؤلاء الخونة الذين سبقوه للكفر ؟ وهل يظن حقاً أن أمركيا تدعمه وتحميه لأنها حريصة على حرية واستقلال الأكراد في سورية والعراق ؟ ألم يفكر لماذا لا تدعم أمريكا الأكراد في تركيا وتطالب باستقلالهم ورفع الظلم عنهم من قبل النظام السلجوقي الطوراني؟ وهل يعتقد هذا الأجير أنه بعد أن يساعد القوات الأمريكية من التمكن في السيطرة على حقول النفط السورية والسلة الغذائية لسورية من محاصيل القمح وغيرها ان أمريكا ستعلنه حليفاً ورئيساً لمسخ الدويلة الكردية المزعومة ؟

في الحقيقة لن أطيل في طرح هذه الأسئلة الجدلية على هؤلاء الخونة الإنفصاليين من الأكراد في الشمال السوري لأنه بالأصل فإننا نؤمن بأن هذا الوهم لن يتحقق أبداً ولو أجتمع الكون كله لتحقيقه لسببين رئيسيين:

1-/ لأن القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد القائد الأعلى للجيش العربي السوري والقوات الرديفة أعلنها صراحة كما أكد عليها وزير الخارجية وليد المعلم بأننا نتعامل مع ملف الخونة الأكراد في الشمال السورية بالسياسة أولاً وثانياً و ثالثاً لأننا نعتبرهم أبناء هذا الوطن و من أحد مكوناته المهمة ونؤمن بحقوقهم ونتحاور معهم كأبناء ضالين ندعوهم للعودة على ضلالهم بالقول الحسن ، وإلا فإن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية كاملة وفرض السيادة الكاملة الخالصة عليها هو واجب على ، وحق لكل مواطن سوري دون التفريط بذرة تراب واحدة من أرضها الطاهرة ، وإن لم يرضى الأكراد أو يقنعوا بالحوار والسياسة فإن الجيش العربي السوري وحلفائه سيقومون بتحريرها بالسلاح من الإحتلال الأمريكي والعثماني وكل فئات الخونة التي وقفت وستقف بجانبهم دون استثناء لأنهم وقتها سيكونو قد اختاروا طرفهم في العدواة والخيانة لأرضهم ووطنهم وبالتاي كان حقاً علينا كسوريين أوفياء أن نتجث الخونة و نزيل الخيانة و نحافظ على أرضنا ووطننا واحداً موحداً سيداً أبياً.

2-/ إن نشوء هذا الكيان يلاقي معارضة قوية من قبل سورية وإيران وتركيا حيث أن مثل هذا الأمر قد يفتت أراضي تلك الدول اذا طالب الأكراد المتواجدين فيها بالإنفصال عن دولهم اسوة بإقليم كردستان العراق، ولا توجد دولة ذات سيادة تقبل بهذا التقسيم لأراضيها ، ولذلك نوجه هنا رسالة للجمهورية التركية التي تبعث بقوات احتلال للأراضي السورية ، والتي جعلت من أرضها أكبر ممر ومقر لتدمير سورية بأن تكف عن أوهامها العثمانية الإستعمارية التي لا طائل منها أبداً، لأن هذه الأوهام أول ما ستصيب ستصيب به الدولة التركية و تقودها للتقسيم طائفياً وعرقياً وإثنياً، وبأن مشارط التشريح ستمزق تلك الدولة لتحقيق المصالح الأمريكية مرة أخرى، وهذا ما لانريده نحن شعوب المنطقة لتلك الدولة الجارة بالرغم من كل خياناتها ودورها في اضعاف دولنا، وعلى تركيا أن تعلم بأن الحل الوحيد لها للنزول من على الشجرة التي حاولت الصعود عليها وعلقت في منتصفها هو بالتشبيك مع دول المنطقة من روسيا وأيران وسورية والعراق ولبنان وليس بالعبث بأمنهم واضعافهم، لأنها في لحظة ضعفنا سيأكلها الضبع ألأمريكي والصهيوني ولن تجد جارة تساندها في تلك اللحظة.

وبالتالي فإن مشروع أمريكا في تفتيت سورية والمنطقة وممارسة الضغوط على دول الإقليم سوف لن يكون إلا اضغاث احلام ، لا عبر أستخدام الأكراد ولا الجماعات الإرهابية التي سقطت تحت نعال مقاتلي محور المقاومة والدعم الكبير من الصديقة روسيا.

            في الخلاصة نقول انتظروا التشبيك الذي طالما نادينا به ، وانقلاب السحر على الساحر.......

                                           

محمد شادي توتونجي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة