مقالات خاصة

كتب د. بهجت سليمان مايلي: فليخيطوا بغير هذه المسلة

 

                                       - 1 - 

                  

1▪︎ ليس مفاجئا ، هذا السعار الإعلامي الحالي لتسويق أراجيف وترهات ، بحق سورية الأسد ..
     ونقول لأدوات هذه الحملة ولمن وراءهم : سوف تسقط هذه الأراجيف والأضاليل ، كما سقطت محاولات المحور الصهيوني والمتصهين ، المستميتة لوصع اليد على سورية.. كما نقول لهم : 

2▪︎ رغم عشر عجاف من سنوات الحرب الكونية على سورية .

3▪︎ و رغم الحصار الاقتصادي والمالي العالمي والاقليمي والأعرابي على سورية.

4▪︎ ور غم تواضع الموارد المالية الداخلية ، كنتيجة للدمار الهائل الذي خلفته الحرب على سورية .

5▪︎ فالحقيقة هي أن المنطقة ، بل العالم بكامله ، يعيش لحظات مفصلية لا يحسد عليها .

6 ▪︎ والضباب يسيطر على كامل ما يسمى " منطقة الشرق الأوسط " .

7 ▪︎ و التدهور الاقتصادي ، يتصاعد في جميع بلدان المنطقة بدون استثناء .

8 ▪︎ وقانون " قيصر " هو المزيد من الشيء نفسه من الحرب الاقتصادية والمالية الشعواء على سورية ، منذ عشر سنوات .

9 ▪︎ وانخفاض قيمة العملة السورية ، لم يبلغ حتى الآن 1 / 100 مما بلغه في العراق ولبنان في الماضي ، عندما كان سعر الدولار الأميركي ( 3 ليرات لبنانية ) وبات ( 3000 ) ليرة لبنانية .. وعندما كان الدينار العراقي ( 3 ) دولارات ، ثم بات الدولار الواحد يساوي ( 5000 ) دينار عراقي .

10▪︎ والمعجزة حصلت في سورية ، عندما أفشلت القرار الأمريكي - الإسرائيلي - الأوربي - التركي - القطري - السعودي ، بإسقاط الدولة السورية ..

11▪︎ ورغم كل ما جرى لسورية منذ عشر سنوات ، فإن الخطورة تلف جميع دول المنطقة ، بما يزيد بكثير عما هو عليه الأمر في سورية ..

12▪︎ وأخيرا لا آخرا ، نقول لهم بأن نتخابات الرئاسة السورية ، في سورية الأسد ، ستجري في منتصف العام القادم 2021 ، وبقرار سوري محض ومستقل .. وأن عليهم أن ( يخيطوا بغير هذه المسلة ).

                                      - 2 - 

            [  العِبْرة ليستْ بالسّيف ، بل باليدِ التي تحملُ السّيف ]

       الخطأ الأوّل ، هو .. التّساؤل المُنْدَهِشْ : 

كيف تستطيع سورية الأسد ، هزيمة " 000, 500 " نصف مليون إرهابي ، بينما انهزمت أعظَمُ دولتين في العالم وأقوَى ترسانَتَيْنِ عسْكَرِيّتَيْن على وجْهِ الأرض ، هما : "الاتحاد السوفيتي" و"الولايات المتحدة" أمامَ إرهابيّينَ ، أقلّ من هذا العدد بكثير ، في "أفغانستان"؟.
ويبدو أنّ هؤلاء نَسُوا العِبْرَةَ الشّهيرَة التي تؤكّد ، بِأنّ "العِبْرة ليستْ بالسّيف ، بل باليدِ التي تحملُ السّيف". 
    ونَسُوا ، أيضاً ، أنّ السوفييت والأمريكان ، قاتلوا هناك على أرْضٍ ، ليْسَتْ أرْضَهُم ، بينما تُقاتِلُ الدولةُ الوطنيةُ السوريّة "شعباً وجيشاً وقيادةً وأسَداً" على أرْضِ آبائهِمْ وأجْدادِهِمْ ، تلك الأرضُ التي هي أقْدَمُ حاضِرَةٍ في هذا الكون.. وذلك الشعب السوري، الذي عَلّمَ البشريّةَ، أبْجَدِيّةَ الحضارة. 

              و ( الخطأ الثّاني ) هو : 

 تَوَهُّمُ احتمالِ تسليمِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية بِهزيمة مشروعِها الاستعماري الصهيو - أطلسي ، في وضْعِ يَدِها على سوريّة ، مهما كانت التحدّيات ومهما كانت المصاعب والعثرات ، أمام ذلك المشروع ؟.
ولكنّ الأمريكان ، يُغَيّرونَ تكتيكاتِهِم ، ولا يُغَيّرونَ أهدافَهُمْ ولا إستراتيجِيّتَهُم.. ومن أهمّ عوامل تغيير التكتيك لديْهِمْ ، هو تغيير الوسائل ، وفي حال عدم نجاح الوسيلة الأولى، يلجؤون إلى وسيلة ثانية فَثالثة فَرابعة ، إلى أنْ يُحَقّقوا أهْدافَهُم المنشودة ، أو ينهزموا وينهزمُ مشروعُهُمْ، هزيمةً ساحِقَة. 
    ولذلك أطاحوا بِـ "حَمَد وحَمَد" القَطَرِيَّيْن، وأبْعَدُوا اللّقيطَ السعودي "بندر بن أبيه"، ورَفعوا يَدَهُم عن "أردوغان التركي الأحمق" لِفشلِ هؤلاء في تنفيذ المهمّة المُسْندة إليهم في إسقاط سورية. 

 ومع ذلك استمرّت "المهلكة السعودية" و"مشيخة الغاز القطَرِيّة" و"سلطنة أردوغان الإخونجية" في دعْمِ الإرهاب والإرهابيين في سورية ، حتّى هذه اللحظة. 

   لماذا ؟

لِأنّ الأوامِرَ والتّعليماتِ الأمريكية، تقضي بذلك، و 
لِأنّ نواطيرَ هذه البُلْدان، يريدون أنْ يُبَرْهِنُوا للأمريكان ، عن صلاحيّتِهِمْ للاستخدام مُجَدَّداً ، وعَنْ قُدْرَتِهِمْ على تنفيذ الأوامر والإملاءات الأمريكية. 

 وعليه ، فإنّ الفشلَ المُحَتَّمَ للمشروع الاستعماري الصهيو - أطلسي في مواجَهَةِ قلعةِ الحضارةِ والعروبةِ والمسيحيّةِ والإسلامِ ، في بلادِ الشّام .. سوفَ يُجبِرُ "العمّ سام" على التّسليمِ ، مؤقّتاً، بذلك الفشل ، وسوف يتغيّرُ التكتيكُ والأساليبُ والأدواتُ الصهيو - أميركيّة ، وليس الهدف ، لِأنّ مَنْ يخسرْ قَلْبَ العالَمْ في بلادَ الشّام ، يخْسَرْ ، بعدئذٍ ، العالَمَ كُلَّه. 

 وَمَنْ يُرَاوِدُهُ الشّكُّ في ذلك، فإنّنا نُحِيلُهُ إلى ما ذكرَه ( معهد هدسون ) الأمريكي لِلأبحاث ، بِمُنَاسبةِ ما سَمّاهُ "الذّكرى الثالثة للأزمة السورية " - أي بتاريخ : ( 18 - 3 - 2014 ) - ، حيث اعْتَبَرَ هذا المعهد أنّ : 

      ( أشَدَّ ما يخشاهُ الرّئيس أوباما ، في سوريّة ، هو خَسَارَتُها ، والانزلاقُ إلى كارثةٍ ، لها أبْعادٌ إستراتيجيّة ، قد تُصِيبُ حُلفَاءَ واشنطن ، وتَرْتَدّ على الولايات المتحدة الأمريكية نَفسِها ). 

 ومِنْ هُنا ، علَيْنا جميعاً ، أنْ نرتقيَ إلى مستوى التحدّياتِ الكبرى التي سَتُوَاجِهُنا ، فَوْرَ اسْتِكْمالِ الانتصار في هذه الحرب الكونية الدّائرة ، علينا، حالياً ، وأنْ نتّعِظَ من مَجْرَيَاتِ هذه الحرب ، وأنْ نأخذَ جميعَ الدّروسِ المُسْتَفادة منها ، ومِمّا قَبْلَها، لكي نتلافى جميعَ السلبيّاتِ والعثَراتِ والمطبّاتِ السّابقة ، وَلِنتحاشَى تَكْرَارَها في معارِكِنا اللّاحِقة.... 

 ولا عُذْرَ لِأيّ مُواطِنٍ عربيٍ شريفٍ ، في ذلك ، من القمّة حتّى القاعدة.

                                   - 3 - 

           [ ما هو سِرُّ الإصرار ، على اتّهام القيادة السورية بِعسكرة " الثورة !!! " ]

 لمن لا يعلم ما هو سِرُّ اسْتِماتةِ عشراتِ آلافِ الأبواق من زواحف وقوارض الحرب الدولية الإرهابية الصهيو - أطلسيّة - الوهّابية - الإخونجية على الجمهورية العربية السورية.. لاتّهامِ القيادة السورية بِأنّها هي التي اسْتَدْرَجَتْ "الجماعات المسلّحة"، وهي التي "عَسْكَرَت" الصّراع الدّائر داخل سورية؟؟.

 يكمنُ السِّرُّ في الفشلِ الذّريع لجميع الحسابات الصهيو - أميركية ، الخاصّة بِسوريّة ، والتي كانت مبنيّةً على أساسِ ما جرى في كُلٍ من "تونس" و"مصر" وبِالْقِياسِ عليهما، والتي كانت تؤكّد بِأنّ الدولة السورية ، ستسْقُط ، حَتْماً، خلالَ أسابيعَ ، كَحَدّ أقصى.. 
     وعندما سقطَتْ حِساباتُهُم ، لَجَؤوا فوراً ، إلى الخيار الثاني ، وهو "استخدامُ العنف" وقاموا بِشَحْنِ عشراتِ الآلافِ المؤلّفة من الإرهابيين المُهَيَّئين في الخارج ، لِزَجِّهِمْ ضدّ الشعب السوري والجيش السوري والقيادة السورية. 

 وطبعاً ، هذا لا يعني عدمَ اسْتِخدامِهِم العُنْفَ ، منذ الأيّام الأولى ، ضدّ المتظاهرين وضدّ قوى الأمن الداخلي السوري وضدّ المقرّاتِ الرسمية ، واتّهام الدولة بِأنّها هي التي تقوم بذلك.. 
ولكنّ العُنْفَ ، في البداية ، كانَ بِوتيرةٍ منخفضة ، وأخذت تتصاعدُ شيئاً فشيئاً ، إلى أنْ وصَلَ العُنُفُ ، معهم وبهم، إلى أقصى الدّرجات التي تمكّنوا منها.. 
    وعندما فشلوا في تنفيذ المهمّة في إسقاط سورية والاستيلاء عليها ، بدأت المطالبات والمناشدات والخطط والمشاريع لِغزو سورية. 

 والباقي ، منذئِذٍ حتىّ اليوم ، معروف للجميع .

                                      - 4 -

 البيادق والأذناب والزواحف والقوارض ، ترفع عقيرتها عاليا هذه الأيام ، في حروبها الدونكيشوتية البائسة على أسد بلاد الشام ، لكي يسمع مشغلوها صوتها ، ول تقول لهم بأنها لا زالت أدوات مفيدة ..

 ببنما الحقيقة هي أنها ليست أكثر من طبول فارغة أو بوالين منفوخة ، لا قيمة لها على أرض الواقع بل قيمتها صفر أو ما دون الصفر في موازين القوى الحقيقية ..

 وكأن هؤلاء البلهاء يجهلون أن نعيقهم وجعيرهم ، لا يمكن أن ينال من أسد شامخ كالجبال الراسيات ، لم تهزه حرب كونية مترافقة مع حرب إعلامية غير مسبوقة في التاريخ ، صرف عليها عشرات مليارات الدولارات منذعام 2011 حتى اليوم .

                                    - 5 - 

           [ كم كانت الدولة السورية ؛ رحيمة مع " المعارضة " ؟؟ ]

 لقد برهنت الحقائقُ الدامغة الجاثمة والوقائعُ الساطعة الراهنة ، أنّ تعامُلَ الدولة السورية مع " المعارضة السورية " خلال العقود الماضية.. كان صائباً وسليماً ، وذلك على كل عكس ما يقال ويشاع ..

 لا بل ، برهنت تلك المعارضات ، بأنّها كانت " تستحق" معاملة أقسى بكثير من تلك التي عوملت بها . 

 والدليل ، هو مدى ارتزاق ودونيّة معظم تلك المعارضات ؛ التي التحقت بالخارج المعادي ، ووضعت نفسها جهاراً نهاراً ، منذ عام 2011 ، تحت تصرف أعداء وخصوم سورية .

                                 - 6 - 

يتوهّم البعض ، أنّ تَوَجُّه الدولة نحو الليبرالية الاقتصادية والتقارُب مع تركيا : أدَّيا إلى شنّ الحرب على سوريةعام2011 ..

 والحقيقة أنّ استقلالية الدولة السورية ونُمُوّها الاقتصادي ، إضافةً إلى موقفها المُقاوِم للصهيونية والمُمانِع للهيمنة الاميركية : هو سبب الحرب عليها.

                               - 7 - 

صِبْيَةُ الإعلام الفيسبوكي ، من ذوي النرجسية المتورمة ، والانتهازية المتكتّمة..
 يتوهمون أنّ تدبيجَ عدة أسطر ، تجعل منهم كُتّاباً.. 
 بينما هُمْ ليسوا أكثر من " عَرْضْحالجْيِةّ".

                                   - 8 - 

 إذا أرَدْتَ أنْ لا تُضَيِّعَ السَّمْتَ وأنْ لا تَفْقُدَ الاتّجاه الصحيح ، في علاقتك مع الآخرين ..

فما عليك ، إلاّ أنْ تفترض حُسْنَ النيّة في مواقف الخِلَّان والأصدقاء .. وسُوءَ النّيّة في مواقف الخصوم والأعداء . 

                                - 9 - 

[  أكثر المثقفين تشدقاً بالديموقراطية و حقوق الإنسان ..
        فد يلغيك إذا ما اختلفت معه !  ]

   الروائي والأديب البارز والإعلامي المخضرم : حسن م . يوسف

                                  - 10 - 

 سُئِلَ الإمام عليّ : ( كيف نعرف أهلَ الحقّ ، في زَمَنٍ كَثُرَتْ فيه الفِتَن ؟ ) 

 فأجاب : ( اتْبَعُوا سِهامَ العدوّ ، فإنّها تُرْشِدُكُم ) .

                                                                 ■  بهجت سليمان


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد