تقارير خاصة

الإعلام المقاوم وإعلام التخاذل التكفيري

عندما نتحدث عن الإعلام المقاوم بمظهره الحالي، فهذا يعني تناول الإعلام المقاوم الذي تشكل بعد انتصار الثورة الإسلامية في نهاية سبعينات القرن الماضي، حيث كانت التجربة الإعلامية الأولى المسموعة هي إذاعة المستضعفين، والتي أنشئت بظل الحصار الصعب للضاحية لإيصال صوت المقاومة إلى خارج الضاحية، ونقل معاناة أهل الضاحية، ومع بداية التسعينات تأسس تلفزيون المنار ثم تتالت الوسائل الإعلامية بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وسقوط نظام صدام حسين.


الإعلام المقاوم هو الإعلام الملتزم بقضية، وهو الذي يتحول إلى سلاح له تأثيره المعنوي في مسار العمل المقاوم، وبالتالي، فقد صار هذا الإعلام اليوم يشكل جزءاً من المواجهة، وبذلك يكون أمامنا نماذج عديدة لدور هذا الإعلام وتحديداً في مواكبة عمل المقاومة منذ العام 1982 إلى اندحار الجيش الإسرائيلي وصولاً إلى تنمية ثقافة المقاومة وتشكيل حصانة وممانعة لها.


فهو المكمل لدور المناضل في المعركة، ودور الكلمة المقاومة لا يقل أهمية عن دور الرصاصة الموجّهة لصدر العدو، ودور الصورة المعبرّة لا تقل تأثيراً عن دور الصاروخ الموّجه لعمق العدو، فكلاهما – الإعلام والسلاح المقاومين – رافدان لمشروع التحرير ونهج المقاومة وطريق الصمود، ولذلك نحن كشعب تحت الاحتلال بحاجة إلى الإعلام المقاوم حاجتنا إلى السلاح المقاوم.


لعب إعلام المقاومة دوراً مميزاً ومتطوراً سواء قبل حرب تموز او خلال الحرب، وقد كان يمتلك ديناميكية خاصة بالرغم من تعرض المؤسسات الإعلامية التابعة للمقاومة للقصف الهمجي، فقد فرض الإعلام المقاوم نفسه على المشاهِد الإسرائيلي كما على شريحة كبيرة من الرأي العام العربي والعالمي ولعل مصداقية إعلام المقاومة شكلت دافعاً لأن يتحول هذا الإعلام إلى مرجعية ليس لجمهور المقاومة فقط، بل حتى لجمهور محايدٍ أو ربما معادٍ في بعض الأحيان.
 لقد أربك إعلامُ المقاومة إعلامَ العدو وأفقده مصداقيته كما حاز على ثقة جمهور المقاومة قبل كل شيء وهذا يعود لوجود فريق إعلامي طليعي مقاوم وملتزم، استطاع أن يستفيد من أهمية دور الإعلام في المعركة.


إن حاجتنا للإعلام المقاوم تعني حاجتنا الى نشر ثقافة المقاومة، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وتكريس الرواية والمفاهيم والمصطلحات الفلسطينية، والتركيز على البعد والقصص الإنسانية للصراع المختفية وراء الأحداث والأخبار، والموازنة بين صورة البطل والضحية وبين عنفوان النضال الوطني ورقة مشاعر الحزن والألم، وإبراز عناصر ضعف الكيان الصهيوني وقوة الشعوب المقاومة  دون تهويل أو تهوين، والتأكيد على الدور التحريضي للمقاومة واستنهاض الروح الوطنية للنضال والتعبئة ضد الاحتلال، والمحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية، القومية، العربية، الدينية،  والإسلامية وتبني هموم الناس والدفاع عن أحلامهم.

تابعوا الحلقة السادسة من برنامج "القدس بين التحرير والتطبيع" مع الضيوف الأعزاء:
أ. أحمد يوسف: مدير الأخبار في إذاعة دمشق
أ. عماد نداف: كاتب صحفي وعضو اتحاد الكتّاب العرب
أ. بشار الحجلي: كاتب إعلامي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد