مقالات خاصة

كورونا بين العلم والإيمان \ بقلم د.جمال شهاب المحسن

سألني أحد الأصدقاء من بريطانيا السؤال التالي :
 أهل العلم مستنفرون لإيجاد لقاح أو دواء لفايروس كورونا  أين أهل الدين؟

فكان جوابي منطلقاً من الترابط العضوي والعميق بين العلم والإيمان،
 فهناك مَن يأخذ  بالمنهجيات العلمية  والطبية والأخلاقية والإنسانية وتكاملها  مع الأخذ بروح الأديان السماوية.. طبعاً بعيداً عن بعض المظاهر التي تلبس لبوس الدين وهي بعيدة عن جوهره وروحه  ... وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟ ... وهناك العلم اللدُنّي الذي يبثّه الله سبحانه وتعالى عبر أنبيائه وخاصة أوليائه لتعليم بني آدم وتربيتهم وضبط نفوسهم الأمّارة بالسوء .. 
وطبعاً هناك علوم حقيقية يطمسها مَن يدّعون العلم ولو كانوا في أعلى المراكز "العلمية الأكاديمية" ...
ويحذّر القرآن الكريم من الناس الذين يمارسون حياتهم على أساسٍ من الظّن والوهم أو على أساسٍ من الهوى والغرض، ويحب للناس دائماً أن تقوم ممارساتهم على أساس من العلم  والمعرفة والحكمة وعلى أساس من الحق والعدل .
وجاء في الآية ٢٦٩ من سورة البقرة في القرآن الكريم: ( يؤتي الحكمةمن يشاء، ومن يؤتَ الحكمةفقد أوتي خيراً كثيرا) صدق الله العلي العظيم... وفسّر المفسّرون الحكمة بالعلم الصحيح بحيث يكون صنعةً محكمةً في النفس ، حاكمةً على الإرادة التي توجّه الى العمل الصالح ... وهنا يظهر ترابط العلم والإيمان بأبهى تجلياته . 

لقد استُخدم العلم دون ضوابط أخلاقية ودينية ، فاستخدم شُذّاذ الآفاق الإستعماريون الشريرون في أميركا ضد الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين كل أسلحتهم "العلمية" بما في ذلك الأسلحة الجرثومية البيولولوجية وكرّروا ذلك بالقنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي وهم يتوغّلون أكثر فأكثر في جرائمهم وإرهابهم الذي بدأ ينقلب إنقلاب السحر على الساحر ... 
وهنا لا بدَّ من الإشارة الى أخطار العلوم ولا سيما النووية والجرثومية والبيولوجية التي يهدّدُنا بها ويستخدم بعضها الأشرار الصهاينة ضد شعبنا وأمتنا ...
وكنا في مقال سابق قد أشرنا الى كتاب صدر منذ ثمانينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأميركية للمؤلف دين كوانتز يكشف فيه عن أن فايروس كورونا سلاح بيولوجي أميركي  ..
إن محاولات وأحلام الأشرار  الأميركيين  بقدرتهم على إحتكار تصنيع اللقاح لفرضه على البشرية بعد الإستثمار السياسي الخبيث لانتشار الفايروس في  الصين وإيران وإيطاليا ذهبت سدى وها هو الرئيس الأميركي يستجدي الصين للإستفادة في الحدّ من انتشار وباء كورونا في الولايات المتحدة الأميركية التي أصبحت المركز الأول للانتشار في العالم ..

ومن بدايات الأزمة ونحن نركز على أن الإحتياطات الوقائية الضرورية لمواجهة تفشّي وباء كورونا من المسلّمات العلمية والطبية والأخلاقية ... ولكن الذُّعر والرعب الشديد يطيحُ بهذه الإحتياطات لأنه يُضعفُ جهاز المناعة الذي بثّهُ الله فينا ليقاوم كل وباء ومرض  . 

ويبقى نشرُ الطمأنينة الإيمانية ضرورياً لأرواحنا وأجسادنا وأنفسنا  وفي كل حياتنا وحالاتنا... ورهانُنا كبيرٌ على الوقاية والعلم الحقيقي والإيمان في تعزيز مناعتنا في مقاومة الأوبئة والأمراض وكافة التحديات .
 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد