كتاب واراء

المتأمرك وكورونا ... ظافر سليمان

♦ما إن تنشر إحصاءً عمّا وصلت إليه الإصابات الأمريكية بوباء كورونا، حتى تنتفخ أوداج بعض دعاة الإنسانية ويرتفع ضغط دمهم وتتفجر عواطفهم النبيلة للشعب الأمريكي المسكين الذين يريد من ينشر عدد الإصابات فيه الشماتة والتشفي. أما عندك قلب؟ أما يمنعك دين ولا إنسانية عن الشماتة بشعب لا ذنب له؟ هل هذا هو دينكم الذي لم ينتج شيئاً سوى الكره للبشرية؟ هل هذه هي تربية المعممين؟ وتستمر سمفونية الإسلامفوبيا البغيضة بلهجة تعج بالتناقضات من رأسها حتى أخمص قدميها.

 
♦ أولئك هم المتأمركون. وهم صنف من البشر مصابون بداء الإنبهار بحضارة المنتصر حتى لو كان طاغية ظالماً. الغريب أن من بين هؤلاء المتأمركين مواطنين لدول تحتقرهم أمريكا النظام وأمريكا الرئيس. ولكنهم رغم احتقارهم، يذوبون عشقاً وولهاً بكل شيء تُضاف إليه كلمة أمريكا. والأغرب أن بعض الشعب الأمريكي ليس متأمركاً لأنه يرفض رفضاً قاطعاً سياسة حكومته، ويرفض ظلم نظامه ولكنه مثل مؤمن آل فرعون لا حول له ولا قوة.


  
♦يتناسى هؤلاء المتأمركون أن العالم كله بشرقة وغربه يعاني من أمريكا النظام وأمريكا الرئيس وأمريكا الشعب الظالم. وهم غالبية الشعب الذي يختار أمريكا الحكومة التي هي "حكومة الشعب بالشعب وللشعب" على حد تعبير ابراهام لنكولن. وما أمثال مؤمن آل فرعون فيهم إلا القلة القليلة التي لا يُعوّل عليها. فكما عبّر القرآن عن فرعون أنه استخفّ قومه فأطاعوه ولم يلتفت إلى الاستثناء فيهم وهو مؤمن آل فرعون، يشير الناس إلى الشعب الأمريكي الذي اختار رئيساً عنصرياً أحمقاً بكامل إرادته ووعيه.
  
♦ويتغافل المتأمركون أن الإسلام ديناً وجمهوراً وأرضاً يعاني من عنصرية النظام والرئيس الأمريكي الذين لا يخفيان عداءهما الصريح له. بسرقة القدس وبدعم الصهاينة وبسلب أراضي وثروات المسلمين جهاراً نهاراً. وبفرض الحصار على دول كاملة وشعوب كاملة كشعب اليمن وشعب إيران. بل بفرض الحصار على العالم كله وتهديده لو اشترى أو باع من إيران التي تقف منفردة في قتال الصهاينة والكورونا والعالم كله يتفرج عليها وشعبها يموت كما حاصر الشعب العراقي سابقاً.


   
♦لا عداء للمسلم مع أي إنسان مسالم يعرف حقوقه الإنسانية ويمنح للآخرين حقوقهم ولا يعتدي عليهم. وهذا ما هو عليه الحال في غالبية شعوب ودول الأرض من اليابان والصين وكوريا البوذية الدين، ومن إستراليا والهند وغالبية أفريقيا وأوربا وأمريكا الجنوبية المسيحية الديانة وحتى التي بلا دين. لا عداء لنا مع شعب ولا مع دين ولا مع معتقد لا يعتدي على غيره. عداء المسلم مع الظلم حتى لو صدر من مسلم مثله كداعش وأشباهها وأمثالها. داعش حملت راية لا إله إلا الله زوراً ، وكانت من ألدِّ أعداء المؤمنين ولم يقر لهم قرار حتى حطموا دولتها وشتتوا حلمها المريض كما حاربوا الخوارج من قبلها.
  
♦يتجاهل المتأمرك الاجتماع العلني للقيادة السياسية والعسكرية الأمريكية وهم يتابعون أولاً بأول ما وصل إليه الوباء في إيران وكيف أنهم يموتون أمام أعين العالم تحت الحصار الذي لم يكن له مثيل في التاريخ على حد تعبير أحمق أمريكا. لا يرف للمتأمرك جفن وهو يرى هذا العهر ويعتبر ذلك حقاً من حقوق الطاغية الأمريكي لا غبار عليه.

  
♦نعم، نحن نتربص بإمبراطورية الشر الأمريكية بنظامها الظالم وبمن يدعمه من شعبها الذي استخفه نظامه فأطاعه. ولا نقول لأمريكا وللمتأمركين إلا ما قال ربُّنا
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ)
 
إنّا معكم متربصون !!!
 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد