عمليات محور المقاومة

عملية ليلة القدر الاستشهادية الاستشهادي عمار حمود 30/12/1999

توّجت المقاومة الإسلامية مسيرتها الجهادية بعملية نوعية مميزة حملت الكثير من الدلالات السياسية والعسكرية مع الإعلان عن استئناف عملية التسوية في الثالث من كانون الثاني من العام 2000، فمع إطلالة الدقائق الأولى لليلة القدر في 22 من شهر رمضان المبارك في ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) وعشية يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (قدس سره) الموافق 30 كانون الأول وقبل ساعات من انتهاء العام 1999، وفي تمام الساعة الخامسة وسبع عشرة دقيقة وبنداء يا أمير المؤمنين، فجّر المجاهد الاستشهادي عمار حسين حمود من المقاومة الإسلامية جسده بقافلة عسكرية إسرائيلية عند مثلث القليعة - الدمشقية - مرجعيون، مما أدى إلى تدميرها وسقوط من فيها بين قتيل وجريح.

وفي التفاصيل أن المجاهد الاستشهادي انطلق صائماً وبهدوء وسكينة بسيارته المليئة بـ250 كيلوغراماً من المواد المتفجرة ومواد أخرى نحو طريق رئيسية في قرية القليعة سبق للشهيد أن مرّ فيها مرات عدة، وبرغم الإجراءات الأمنية التي تتخذها قيادة العدو الإسرائيلي لحماية جنودها في عمق المنطقة المحتلة، اقترب الشهيد المجاهد بسيارته من القافلة وعندما اصبح بموازاتها فجّر الاستشهادي جسده ووقع انفجار ضخم أدى إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين على الفور كانوا داخل شاحنة من نوع مرسيدس دُمّرت تدميراً كاملاً ووقع بقية أفراد القافلة جرحى، وأكدت مصادر داخل الشريط المحتل أن صراخ الجنود اختلط مع أصوات الرصاص التي أطلقوها نتيجة لحال الرعب الذي أصابهم، وحضرت على الفور قوات إسرائيلية كبيرة وضربت طوقاً أمنياً حول مكان العملية، وحضر إلى المنطقة عدد من الطائرات المروحية وسيارات الإسعاف لنقل القتلى والجرحى.

قوات الاحتلال اعتقلت العديد من المواطنين القريبين من مكان العملية وبدأت بالتحقيق حول كيفية وصول الاستشهادي إلى المنطقة، والى أي حدّ حصل على مساعدة من داخل الشريط، وأقدم العدو الصهيوني على نقل الشاحنة المدمرة من أرض العملية بعيداً عن الأنظار، وفرض تكتماً إعلامياً على نتائج العملية مدعياً وقوع جريح واحد وجرحى مدنيين، مع أن جميع المعطيات الميدانية أظهرت عكس هذا الادعاء، فضلاً عن المشاهد التي عرضها تلفزيون العدو والتي تظهر تدمير الشاحنة بشكل كامل ومشاهد نقل المصابين الصهاينة في الطائرات المروحية.

تلفزيون الشرق الأوسط التابع للعملاء ذكر أن سيارة من نوع "رانج روفر" استهدفت دورية إسرائيلية جنوب بلدة القليعة، وادّعى جرح جنديين إسرائيليين وجرحى مدنيين، مع العلم بأن العملية نُفّذت بعيداً عن المنازل والمدنيين، وتناقض هذا الإعلان مع ادعاء مصدر صهيوني في القدس المحتلة عدم وقوع إصابات، إلا أنه عاد واعترف بجرح جندي واحد، في حين أن المشاهد التي بثها تلفزيون العدو أظهرت نقل أكثر من سبعة جنود على الحمالات وفي أوضاع مختلفة.

وأصدرت المقاومة الإسلامية ثلاثة بيانات شرحت فيها تفاصيل العملية ونتائجها تباعاً، وأوضحت أن العملية أدت إلى قتل وجرح ما لا يقل عن 15 عسكرياً صهيونياً بين جندي وضابط، وبينهم ضابط كبير، وأكدت المقاومة الإسلامية في بيانها الثالث سقوط سبعة قتلى كانوا في سيارة المرسيدس؛ وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية الاستشهادية هي الأولى منذ العام 1996، وقد أعلن الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله عن إسم بطل العملية في مراسم احتفال يوم القدس العالمي، وكان والد الشهيد حاضراً في الاحتفال، كما يجدر الذكر بأن للشهيد عمار شقيقاً آخر استشهد في صفوف المقاومة الإسلامية ويدعى محمد.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة