بدعوة كريمة من سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ومن مركز الدراسات والبحوث في المجلس، تشرفتُ بحضور الندوة الوطنية الهامة التي أقامها المجلس بعنوان:
«تطبيق اتفاق الطائف: الإخفاقات والتحديات».

حضر الندوة عدد من السفراء العرب والوزراء والقادة العسكريين اللبنانيين، إلى جانب رجال الدين الإسلامي والمسيحي، ولفيف من الفعاليات الفكرية والإعلامية والأكاديمية، وشخصيات قانونية وسياسية ووطنية بارزة.

تحدث في الندوة كلٌّ من وزير الداخلية السابق زياد بارود، والوزير السابق سمير الجسر، وعدد من رجال الفكر والقانون، حيث أجمع المتحدثون على أن اتفاق الطائف يشكّل ضرورة وطنية وقومية وإنسانية، ومطلباً جامعاً لكل اللبنانيين.

كما أجمع الحاضرون على أهمية استحداث مجلس شورى يضمّ كلّ البيوت الروحية اللبنانية، يكون إلى جانب مجلس النواب، بما يُعزّز روح الشراكة الوطنية ويحافظ على التوازن الروحي والفكري في الحياة العامة،
على أن يبقى مجلس النواب المجلس الجامع المعبّر عن الآمال والطموحات الوطنية والقومية والإنسانية للجمهورية اللبنانية، تلك الجمهورية التي تستحقّ كل التقدير من جميع دول العالم.
كل الشكر والتقدير للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولمركز الدراسات والبحوث على الدعوة الكريمة والتنظيم المميّز لهذه الندوة الغنية بمضامينها الوطنية والفكرية.
إن اتفاق الطائف، رغم ما واجهه من تحديات في التطبيق، يبقى المرجعية الدستورية والسياسية الأساسية لصون وحدة لبنان واستقراره، والإطار الأمثل لتجديد الحياة الوطنية على قاعدة العدالة والمواطنة المتساوية.
فالحفاظ عليه وتطويره بما يتلاءم مع متغيرات العصر هو مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتق جميع اللبنانيين.

ويبقى الأمل كبيراً بقدرة اللبنانيين على استعادة روح التفاهم والوحدة التي أرساها الطائف، وبناء وطن يليق بتضحيات أبنائه وطموحات أجياله القادمة.