منذ إعلان السلطة في 19/5/2020 «التحلل» من الالتزامات والتفاهمات، ونحن نحاول فك شيفرات ذلك التحلل فحتى اللحظة السلطة لم تتحدث عن استراتيجية واضحة المعالم
فلازال مفهوم التحلل غامضا لاسيما أننا لم نسمع عن زيادة في عمليات المقاومة في الضفة ولم نسمع عن اسرائيلي تائه في رام الله فقامت السلطة باعتقاله بدلاً من ان تعيده كما جرت العادة لذلك فالفلسطينيون ينتظرون ترجمة عملية واقعية يشعر بها الطرف الاسرائيلي اما الفلسطينيون فبدءوا يدفعون الثمن فهناك نحو ١٦٠ الف موظف يتبعون للسلطة لم يتلقوا رواتب شهر مايو حتى الان وذلك لأن الجانب الاسرائيلي يشترط عودة التنسيق الامني حتى يفرج عن أموال المقاصة التي تقوم السلطة من خلالها بدفع رواتب الموظفين وبالتالي الشعب الفلسطيني يعرف أنه في مرحلة كسر العظام ومستعد للتحمل ولدفع الثمن في سبيل حماية الأرض الفلسطينية من الضم الاسرائيلي ولكن من حقهم في المقابل أن يعرفوا في أي إطار سيتم استثمار صبرهم ونضالهم فالسلطة حتى اللحظة تبقي الباب موارباً وكأنها ترسل رسائل سياسية ليس أكثر على قاعدة ( سيب وأنا أسيب)
فهي حتى اللحظة لم تحسم أمرها للذهاب في المواجهة المفتوحة أو غير المتوقعة بمعنى سحب الاعتراف بالكيان الاسرائيلي واطلاق يد المقاومة بل وحتى عودة الايمان بالكفاح المسلح لدى السلطة الذي لطالما أعلن رئيس السلطة أنه لا يؤمن به ، فمتى ستصل الى هذه المرحلة التي تكفر بها السلطة بكل الحلول السلمية والتفاوضية وحتى الوساطات من هنا وهناك وما يثير الريبة هو توجيه السلطة رسالة للرباعية الدولية لتوضيح موقفها من خطة ترامب فهذا التصرف يدفعنا للاعتقاد بأن السلطة تحاول أن تجد مخرجا لأزمة تعطل المفاوضات عبر إحياء الرباعية الدولية من جديد !! وسواءً أكانت توقعاتنا في محلها أو أخطأنا في قراءة النوايا فالسلطة وحدها قادرة على انهاء هذه التكهنات عبر الحديث عن خطة واضحة يتم عرضها على الشعب والفصائل حول ماهية قرارها بالتحلل من الاتفاقيات وماذا بعده ؟. فماذا بقى لفلسطين إن تم الضم بالفعل !! لهذا فالخطوات الاستباقية واجبة وعلى الجانب الفلسطيني أن يترجم رفضه بشكل عملي يوجع الاحتلال ويتناسب مع حجم التسابق الاسرائيلي نحو تنفيذ الضم في غصون أسابيع ، فالاحتلال قطع الشوط الأول والثاني ويلعب الان في الوقت بدل الضائع فالضم بات، بوضوح، هو خطة حكومة نتنياهو ـ غانتس، والتحضيرات تجري على قدم وساق لتنفيذ استحقاقات الضم .
اللآت لن تجدي والمعارضة الاوروبية للضم أيضاً لن تنفعنا لأنهم يعارضون لكنهم لا يملكون قدرة منع الكيان الاسرائيلي عن التنفيذ ، أما العرب ففي طغيانهم يعمهون ولم يبقَ للسلطة سوى صمود شعبها ومقاومته أما بقاؤها في المنطقة الرمادية دون أن تراجع نفسها في ضرورة فرض انهاء الانقسام وبناء استراتيجية وبرنامج وطني مشترك لمواجهة تحديات المرحلة سيبقيها ويبقينا فريسة سهلة المنال للاحتلال .
إسراء البحيصي