موسوعة الإسلام القرآني
الكنيسة والمسجد يُهدمان
إنّ أيّ وقوف حقيقي لا شكلي مع المسيح هو بتحويل الصليب إلى رشاش، إلى سلاح، إلى بندقية تنتقم من قاتل الإنسان، ومن المتنكّر للحق والظالم للبشر في كل عصر.
ماذا تفعلون يا إخوتي هنا في لبنان؟! ارموا سلاحكم لبعضكم، وقدّموا سلاحكم لبعضكم، وتعالوا إلى القدس، حيث محمد والمسيح يُسجنان، والكنيسة والمسجد يُهدمان، والمسلم والمسيحي يُضطهدان، والمسيحية والإسلام يُحرقان.
عدوّنا في القدس واحد ينتهك المقدّسات ويهدّد المسيحية والإسلام.
دفاع عن الأديان والحضارات الإنسانية
الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى تعبير عن تلاقي الإسلام مع الأديان السابقة وعن دفع الإسلام وتوجيهه وتبنّيه واحتضانه الحضارات الإنسانية الكبرى.
الله أسرى بالنبي الكريم (ص) ليلاً من المسجد الحرام، حيث منبت الوحي وحيث الكعبة إلى المسجد الأقصى، حيث القدس الشريف وهو القبلة الأولى للمسلمين والملتقى العام لكافة الرسالات السماوية والمصدر الأصيل لجميع الحضارات العالمية.
القدس قبلة المسلمين الأولى وملتقى كافة الرسالات السماوية ومصدر جميع الحضارات العالمية.
السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدّسات الإسلامية والمسيحية، سعي لتحرير الإنسان، سعي لعدم تشويه سمعة الله في الأرض.
إنّ رجال الدين المسيحيين الفاعلين وقادة الفكر المسيحي أخبرونا بأنّ المهمّة الأولى للمسيحيين العرب هي تحرير فلسطين.
إنّ نضال الشعب الفلسطيني تصحيح لحدث تاريخي خطير، فهو يتعدّى فلسطين بل هو دفاع عن الأديان وعن قداسة القدس.
الفلسطينيون يضمّون بين صفوفهم مسلمين ومسيحيين، وهذا ما يجعلهم يتجنّبون أيّ مسار طائفي.
إنّ دافعهم الوحيد هو أنّهم يتفانون لإقامة مجتمع ديمقراطي يستطيع فيه المسلم والمسيحي واليهودي أن يعيشوا معاً.
إسرائيل شرّ مطلق وخطر على العرب مسلمين ومسيحيين، وعلى الحرية والكرامة، ومكافحة إسرائيل خير مطلق.
إرادة المسيح (ع) وإرادة محمد (ص)
شرعية المقاومة من الناحية الدينية لا تحتاج إلى بحث أبداً. كيف لا وأفراد المقاومة هم الذين يطبّقون شرعة الإنسان، ويؤتمنون على صيانة الأخلاق والمُثُل، وينفّذون إرادة المسيح (ع) وإرادة محمد (ص)، وهم الذين يطبّقون إرادة الله سبحانه وتعالى.
مأساة فلسطين لطخة سوداء في الضمير العالمي، وإسرائيل تستمر km في الاعتداء بالاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية.
إزالة إسرائيل كدولة عنصرية
يجب إزالة إسرائيل من الوجود لأنّ وجودها عنصر عدواني يخالف المسيرة الإنسانية.
يجب أن تزول إسرائيل من الوجود كدولة عنصرية، ونحن غير ملتزمين بمواقف الدول العربية، حتى ولا بمواقف المقاومة الفلسطينية.
نحن كحركة موقفنا هو تحرير فلسطين جميعاً، وعدم وجود الدولة الإسرائيلية إطلاقاً كدولة عنصرية.
هل يا ترى، لو دخل المسيح (ع) في هذا اليوم إلى القدس، ووجد أنّها مركز للسياسة العنصرية والمؤامرات على سلامة الشعوب وتشريد الناس وفساد الأخلاق، إذا وجدها مركزاً للاحتكارات العالمية، إذا وجدها مركزاً للتآمر على حياة الناس وسلامة الناس ماذا يقول لهم؟
النبي عيسى (ع): لا تعطوا القدس للكلاب والخنازير.
النبي عيسى (ع): هذا بيت أبي مكان للعبادة وأنتم جعلتموه مغارة للصوص.
محاربة السيد المسيح لليهود العنصريين، ليس في أنّه يكره هذا البشر كبشر، وإنّما يكره هذا البشر الذي تحوّل نتيجة للعقائد الزائفة إلى جرثومة فساد.
الكيان الصهيوني خطر على الشرق والغرب
تكوّن الكيان الصهيوني الخطِر في قلب هذا العالم مع الأسف. وأخطار هذا الكيان وأطماعه معروفة.
الخطر لا يقتصر على فلسطين أو على الأجزاء المحتلة من العالم العربي في هذا اليوم، بل الخطر سوف يمتد ويمتد ويشكّل خطراً على جميع المناطق في الشرق وحتى على الغرب.
مع الأسف، الغباء العالمي الناتج عن الغرور عند بعض الدول الاستعمارية يمنع إدراك أبعاد هذه الحقيقة.
ربّما يفكرون أنّهم الساعة التي يشاؤون يتمكّنون من إيقاف إسرائيل عند حدّها. لكن خيال...
المقاومة نواة الحرب الشعبية الشاملة
إسرائيل قوية لكنّها ليست أسطورة.
إسرائيل الثمرة الطبيعية للحضارة المادية المعاصرة.
إسرائيل ثكنة عسكرية وليست مجتمعاً ديمقراطياً.
لماذا تؤسّس إسرائيل المزارع المحصّنة؟ نحن أيضاً نريد القرى المسلّحة.
نريد الجنوب منطقة منيعة وصخرة تتحطّم عليها أحلام إسرائيل.
نريد الجنوب، نواة تحرير فلسطين وطليعةَ المحاربين ضد إسرائيل.
نريد الجنوب رأس حربة ضد إسرائيل وقاعدة لتحرير الأرض المقدّسة.
علينا تجنيد كلّ الطاقات العربية والإسلامية في معركتنا مع إسرائيل.
إسرائيل تهدّد العرب والفلسطينيين واللبنانيين، والحلّ الوحيد هو المقاومة، وعلى هذه أن تتصاعد لتكون نواة الحرب الشعبية الشاملة.
إنّ دعم المقاومة ليس فقط قَدَر لبنان ورسالته وواجبه، بل مصلحة لبنان أن يملك ورقة اسمها المقاومة.
الاستعداد الدفاعي والسياسي والإعلامي والاقتصادي والنفسي
إنّ إسرائيل بوجودها وبما لها من أهداف تشكّل خطراً علينا، محدقاً على جنوبنا وشمالنا، على أرضنا وشعبنا، على قيَمنا وحضارتنا، على اقتصادنا وسياستنا، إنّها تشكّل الخطر الآن وفي المستقبل، في المنطقة وفي أبعاد لبنان التاريخية والجغرافية والبشرية. هذه المبادئ لا تحتاج إلى إثبات إلاّ لمن يجهل حقيقة إسرائيل أو يتجاهلها. ومجاورة هذا الخطر الدائم الداهم تقتضي الاستعداد الدفاعي والسياسي والإعلامي والاقتصادي والاستعداد النفسي أيضاً، وبدون هذه الاستعدادات نعيش حالة الاستسلام أو تجاهل الخطر.
إنّ معركتنا مع إسرائيل ذات وجوه كثيرة، فهي معركة حضارية طويلة الأمد، متعدّدة الجبهات، وطنية، قومية، دينية؛ إنّها معركة الماضي والمستقبل، معركة المصير، وهذا يعني أنّ المطلوب منّا الاستعداد ليس لأجل الأيام والأسابيع القادمة فقط، ولكن لسنوات ولعشرات السنين، وعلى جميع الجبهات، وبكل المستويات، ومع جميع الطاقات.
أن ندافع ضد إسرائيل هذا الشرف الأكبر، ولكن يعادله أيضاً أن نحارب وأن ندافع عن أمّتنا ضد أعداء آخرين ليسوا أقلّ خطراً من إسرائيل، أي ضد الجهل والفقر والمرض.
حياد لبنان خلاف قناعاتنا
حياد لبنان تجاه القضية العربية - الإسرائيلية، خطر كبير، فبوليس دولي أنّه نحن نكون محايدين في القضية الفلسطينية هذا خلاف قناعاتنا.
نحن لا ننظر إلى قضية البوليس الدولي كحلقة منفصلة.
البوليس الدولي كان في الحقيقة لعزل لبنان عن المعركة، وبالتالي فصل لبنان عن المنطقة العربية ككل، وهذا كان مرفوضاً.
البوليس الدولي كان في الحقيقة لجعل لبنان مثل ما كانوا يسمّونه بوقتها "سويسرا الشرق الأوسط"، يعني دولة محايدة تجاه القضية العربية.
عدم إرادة تكوين جيش قوي من جهة، ومطالبة بالبوليس الدولي، معنى ذلك أنّه هذه حلقتان لسلسلة واحدة، معنى ذلك أنّنا نريد الانعزال عن المعركة.
بوليس دولي ليكون لبنان دولة محايدة خلاف قناعاتنا.
لبنان ليس بوليساً لحماية إسرائيل.
تأييد اللبناني والعربي للمقاومة هو بمثابة الدفاع عن النفس.
الشيعة طليعة المناضلين لأجل الحق والعدل والكرامة
أعتقد أنّ محنة فلسطين وانعكاساتها على العالم الإسلامي بصورة عامّة، وعلى الشيعة بصورة خاصة، بالإضافة إلى بعض ملابسات أخرى إقليمية أو محلية، قد تكون منعطفاً في مواقف هذه الطائفة إلى سلوك سنجدهم من خلاله في طليعة المناضلين لأجل الحق والعدل والكرامة بإذن الله.
إنّني متأكّد من خلال مطالعاتي، أنّه في لبنان وفي العالم العربي، لا تجد معارك وطنية ضد الاستعمار أو الطغيان إلاّ وتجد الشيعة في طليعة المناضلين؛ فمعركة تحرّر العراق من الاستعمار البريطاني قادها كبار مراجع الشيعة الدينية كالسيد اليزدي والشيخ الشيرازي، كما خاض المقدّس محمد الصدر في العراق بنفسه معارك التحرير، كما أنّ معركة الديمقراطية في إيران والقضاء على الاستبداد جرت بقيادة علماء الدين، ولا يمكن أن ننسى مواقف المقدّس عبد الحسين شرف الدين في محاربة الاستعمار الفرنسي.
دعوتنا للعودة إلى فلسطين ليست دعوة سياسية
إنّ دعوتنا للعودة إلى فلسطين ليست دعوة سياسية كدعوة الناس الآخرين الذين هم خبراء في شؤون السياسة أفراداً وجماعات وشخصيات أو أحزاب.
إنّني لا أقبل أن يحدّد الزعماء العرب مسؤولياتنا الدينية من خلال ما يرتؤون من حلول سياسية، وهذه ليست أول مرة تصطدم فيها الأيديولوجيا أو الدين مع الأساليب السياسية ومع تصرفات المسؤولين.
إنّ العودة إلى فلسطين صلاتنا وإيماننا ودعاؤنا نتحمّل في سبيلها ما نتحمّل، ونتقرّب إلى الله في سبيلها ما نتحمّله من متاعب حتى ولو كانت المتاعب من أهلها.
إنّنا لا ننظر إلى هذه القضية المقدّسة بمنظار سياسي. ماذا نعطي؟ وماذا نأخذ؟ ماذا يؤثّر في حياتنا؟ وماذا لا يؤثّر؟ إنّه ديننا وإيماننا وأساس تفكيرنا وابتغاؤنا وانبعاثنا من جديد.