كتاب واراء

مناورات تبريز رسائل...!

 

بتاريخ الأول من كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥، بدأت مناورات لمنظمة شنغهاي في منطقة تبريز الإيرانية بحضور ١٨ موفداً ضم أعضاء المنظمة العشرة وثمانية ضيوف من بينهم العراق والسعودية واذربيجان تحت عنوان (مكافحة الارهاب، التطرف، تهريب، انفصال...). فقد نشأت المنظمة عام ٢٠٠١ بهدف تعزيز الأمن الإقليمي وحل النزاعات والتعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري وتبادل المعلومات والخبرات في مختلف المجالات...!

جرت المناورات في ظل توتر إقليمي ودولي، إذ تعرضت إيران لعدوان أميركي- صهيوني فشل في أقل من ١٢ يوماً، فاضطر الرئيس الأميركي لإعلان وقف إطلاق النار من البيت الأبيض، ولم تكن هذه المناورات الأولى ولا الأخيرة بل سبقها سبعة منذ نشأة المنظمة...!

تكمن أهمية هذه المناورات في الزمان والمكان:

١- محاولة واشنطن الهيمنة على العالم بصفتها قطب احادي تحرّض وتدفع بالحروب بين الدول أو ضمن الدولة الواحدة وما أكثرها في مختلف القارات والتي أرهقت المجتمع الدولي بشرياً واقتصادياً وتدميراً..!

٢- اختيار الجمهورية الاسلامية والتي انضمت مؤخراً إلى المنظمة بصفة عضو عامل بعد أن كانت عضواً مراقباً والتي تمثل أهمية في موقعها الاستراتيجي في قارة آسيا وصمودها ومواجهتها للولايات المتحدة على مدى حوالي نصف قرن من الزمن دون أن تتراجع قيد انملة....!

ينهض مما تقدم، أن المنظمة تطمح إلى الحد من الهيمنة الأميركية وفرض سياستها على المجتمع الدولي حيث تتدرج في دفع العلاقات بين أعضائها إلى مزيد من التعاون والتضامن وتطويرها كي لا تبقى كل منها منفردة يصار إلى استفرادها، لذلك بدأنا نشهد معاهدات استراتيجة ذات طابع عسكري وليس أمنياً فقط بين أعضائها، إذ وقعت كل من موسكو وطهران معاهدة ثنائية والتي تؤشر إلى توجه عام بين دول الأعضاء، وان حضور دول بصفة ضيوف والمحسوبة على واشنطن مثل السعودية والعراق واذربيجان وغيرها محاولة للنأي بالنفس وإرسال رسائل إلى الغرب تؤشر إلى أن لها خيارات بديلة وليس قدرها حيث هي...!

وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

١- هل تشكل المناورات في ايران رسالة للقاصي والداني أنها ليست وحدها؟ 

٢- هل تعتبر المناورات الأمنية مجرد عمل روتيني تقليدي أم لها أبعاد نحو تطويرها من أجل عالم متعدد الأقطاب؟

٣- هل كل من الدول الاعضاء وخاصة الصين وروسيا الاتحادية والهند لها حساباتها ااخاصة التي تحول دون تطوير المنظمة؟

٤- هل تملك دول الأعضاء الموارد البشرية والطبيعية والعلمية والتقنية تمنحها القدرة على المنافسة؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة