يا أبناء الجنوب يا حَمَلةُ الأرض وحَرَسُ الكرامة وصوتُ الثبات في زمن تتشابك فيه العواصف
إن الجنوب لم يكن يومًا مجرّد جغرافيا بل هو ذاكرة أجيال وعرق رجال ودموع أمّهات وخطى شبابٍ حملوا على أكتافهم حلم الوطن الحرّ الآمن هنا حيث الشمس تعانق البيوت القديمة وحيث الحقول تشهد لكل من مرّ وسقى ترابها من روحه قبل جهده هنا يُكتب التاريخ من جديد
ان أبناء الجنوب
تقف اليوم كما وقف ألاجداد بإيمانٍ لا ينهار وصبرٍ لا ينفد وعزيمةٍ لا تعرف الانحناء
نحن الذين إذا ضاقت الأرض اتّسعت صدورنا بالرجاء.
وإذا اشتد الليل ازداد نورنا رسوخًا وثباتًا
إن الجنوب محميٌّ بأصوات الرجال التي تهتف بالحق وبالأمهات اللواتي رفعن الأكف إلى السماء فأنبتت صلواتهن قوةً وطمأنينة وبالشباب الذين تقدّموا الصفوف بعقول يقظة وقلوبٍ صافية وبالأخوات اللواتي كنّ دومًا سندًا ودرعًا ومعينًا لا ينضب
يا أبناء الجنوب
لسنا هنا لنروي قصة وجع فقط بل لنكتب ملحمة صمود ملحمة تُعلّم العالم كلّه أنّ الشعوب التي تحب أرضها لا تُهزم وأن الجذور التي تضرب في عمق التاريخ لا تُقلَع مهما اشتدت الرياح
نحن لا نحمل في قلوبنا سوى الإصرار على الحياة والتمسّك بالحق والسعي إلى حماية أرضنا بوعيٍ وحكمة ووقوفٍ جماعيٍ يملؤه الإيمان بأن الغد لنا وأن الحق لا يضيع ما دام وراءه رجال ونساء يصونونه
يا أهل الجنوب
ارفعوا رؤوسكم عاليًا فأنتم نبض الصمود وأنتم السور الأول الذي يحمي قيم الوفاء والانتماء، وأنتم الشعلة التي تُضيء الطريق مهما حاول الظلام أن يتمدّد
سنظل نردد بصوت واحد
الجنوب يبقى ما بقيت في صدورنا الكرامة
والجنوب ينتصر حين نقف معًا
والجنوب لا ينكسر ما دام فينا قلب ينبض بحبّه
الشيخ سليمان الاسعد وادي خالد عكار