مخيم شاتيلا والمخدرات.....!
يقع المخيم على الجهة الجنوبية من العاصمة بيروت، تبلغ مساحته حوالي كلم مربع ويقطنه حوالي ٢٠٠٠٠ نسمة من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وغيرهم وأكثرهم من الفلسطينيين، وقد أصيب خلال الاجتياح الصهيوني ١٩٨٢ بمجزرة ذهب ضحيتها الآلاف...!
جل المقيمين من الطبقة الفقيرة والمستضعفة، وفي الآونة الأخيرة اصيب المخيم بتجارة المخدرات والأسلحة من قبل عصابات ومافيات استغلت حالة الحاجة والعوز والبطالة، وحوّلت البعض من المراهقين والشباب إلى مروّجين وضحاها في الوقت نفسه، وأصبح المخيم والمخدرات توأم مع مجرد ذكر أي منهما يتبادر الآخر...!
وقد بلغ السيل الزبى واستفحلت العصابات فيما بينها مع استخدام الأسلحة وقتل الأبرياء وانتشار الجريمة والرذيلة من دون رادع ذاتي ولا رسمي، حتى ضج البلد والإعلام وخرجت الصرخة، عندها تدخلت القوة الأمنية واعتقلت البعض دون استئصال المرض الخبيث، فتمّ توقيف الصغار من الضحايا أما رؤساء المافيات فيسرحون ويمرحون على عينك يا تاجر ....!
ولدى مناقشة واقع المخيم لا سهول ولا جبال ولا مواقع ولا مياه، وإذ بالمخدرات تدخل وتصنع وتروّج من دون معرفة المصدر والممول والناقل والمصنع فقط راكبي الدراجات الذين يتم توقيفهم، منهم يُترك وفقاً للتسعيرة والعلاقات ومنهم إلى بيت (خالته)...!
ينهض مما تقدم، أن في المخيم من الاشراف من الفقراء والمحتاجين والراضين بقوت يومهم، وقلة قليلة تحتكر أمنهم وسكينتهم وتعرّض حياتهم للخطر وتشوّه سمعة المخيم ومن دون رادع إلا ما ندر ورفع العتب وغياب القرار السياسي من قبل السلطة التنفيذية وتجاهل السلطة التشريعية بمراقبتها ومحاسبتها وترك المولج بالأمن والملاحقة على سجيته...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- كيف تصل وتدخل المخدرات والأسلحة
إلى المخيم؟
٢- لماذا تعلم القوى الأمنية وتلاحق مواطناً في أقصى الشمال والجنوب والبقاع يقيم خيمة أو يبني سوراً أو زريبة ولا تلاحق هذه العصابات والمافيات التي تضج فيها مناطق وأحياء الفقراء؟
٣- ما الهدف من ترك الحبل على غاربه؟
٤- أي وطن ومستقبل نبنيه للأجيال في ظل هذا الوباء القاتل؟
د. نزيه منصور