كتاب واراء

.لبنان لن يُسلِّم سلاح كرامته… والمشروع الصهيوأميركي إلى ارتطامٍ

{كتب إسماعيل النجار}

.لبنان لن يُسلِّم سلاح كرامته… والمشروع الصهيوأميركي إلى ارتطامٍ أكيد.

الجنوب يتهيّأ، وإسرائيل ترتجف من رد فعل المقاومة إن حصل وتغطي خوفها بتصريحات مسؤوليها والعربدة التي تقوم فيها!.

اليوم لبنان يدخل مرحلة المفاصلة الكبرى بين زمنين مختلفين، زمن السيادة الفعلية التي صُنعت بدماء الشهداء، وزمن الإملاءات الأميركية التي تريد تحويل السلاح الشريف إلى تهمةٍ وعبءٍ على الوطن.

واشنطن تضغط، وتل أبيب تهدّد، والسفارات الغربية تنسّق في الغرف المظلمة لإعادة لبنان إلى بيت الطاعة الصهيوأميركي، وتحويله إلى وطنٍ منزوع الدسم والكرامة. لكنّهم نسوا أو تناسوا أنّ هذا الشعب، الذي قاتل الاحتلال في الجنوب وفي القلمون وعلى حدود فلسطين، لن يسلّم سلاحه إلا إذا سلّمت إسرائيل احتلالها، وتوقّفت أميركا عن وصايتها. لأن المعركة ليست على السلاح بل على هوية لبنان الجديدة!.

.إن من يظنّ أنّ نزع سلاح المقاومة مسألة “إصلاح داخلي” هو واهم أو متواطئ. لأن الهدف الحقيقي ليس نزع الصواريخ من أيدي المجاهدين، بل نزع الإرادة من قلب لبنان، وتحويله إلى محمية تابعة لصندوق النقد والسفارات.

المطلوب هو رأس المقاومة، لا دمجها في الدولة، بل تذويبها في “نظام إقليمي جديد” يرسم حدوده ترامب ونتنياهو.

من دون أن يأخذوا بعين الإعتبار أن لبنان اليوم غير لبنان التسعينات.

ولبنان اليوم بلدٌ يعرف معنى النصر، ويعرف ثمن الكرامة. إن الجيش اللبناني الذي يُراد له أن يشتبك مع المقاومة يعرف أن عدوّه الحقيقي ليس في الضاحية ولا في الجنوب، بل في السماء التي لا تزال طائرات العدو تخترقها كل يوم. لذلك رسائلنا اليوم إلى تل أبيب مفادها أن الجنوب ليس مسرحًا لكم، إنما مقبرة ستضم جثثكم العِفنه، فإليهم نقول؛ إحذروا من وهم النصر السريع، فالجنوب الذي كسركم في تموز لم يهرم بعد، بل ازداد قوةً وخبرةً وتسليحًا.

وصواريخ المقاومة التي تعرفونها ليست تلك التي كانت قبل عقدين،إنها ذكيه ودقيقة، ومتطورة، وقادرة على تعطيل المرافئ والمطارات والمفاعلات في مدنكم خلال ساعات. أيها الصهاينة في الحرب القادمة، إن وقعت، لن يكون الشمال الفلسطيني آمناً، ولن تبقى حيفا ولا تل أبيب بمنأى عن اللهيب.

الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعيش على التكنولوجيا والسياحة سيتوقف عند أول رشقة صواريخ. وسيتحوّل المستوطن إلى نازحٍ، والملاجئ إلى قبورٍ جماعية. فمن يظنّ أنّ المقاومة ستقاتل وحيدة هو يجهل الجغرافيا.لأن كل محور المقاومة من بيروت إلى صنعاء إلى بغداد سيتحرّك في لحظة واحدة،

وحينها لن تتوقف المعركة على حدود لبنان، بل ستفتح أبواب الجحيم على الكيان كله من كل الإتجاهات.

أضرار الحرب ستكون كبيرة ونارٌ تأكل الجميع، نعم، لبنان سيدفع الثمن، وقد يدفعه غالياً، لكنّه ثمن الدفاع عن الكرامة لا ثمن الخضوع للذلّ.

ستُدمّر البنى التحتية ونحن نعرف ذلك، وستُغلق المرافئ، لكن روح لبنان لن تُكسر. في المقابل، إسرائيل ستدفع ثمنًا لم تعرفه في تاريخها؟، سيبدأُ بشللٍ اقتصادي، ونزوح جماعي لقطعان المستوطنين، وفقدانٌ للردع، وتفكّكٌ في الجبهة الداخلية. إن الحرب القادمة، إن فُرضت، ستكون نهاية مرحلة جديدة وبداية أخرى؟. مرحلة سقوط الهيمنة الأميركية عن المنطقة،وانهيار أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وتحوّل المقاومة من لاعب محلي إلى قوة إقليمية تُغيّر معادلات الشرق الأوسط من جديد.

.أيها الصهاينة لبنان لن يركع، وليعلم الأميركي والصهيوني وكل من يدور في فلكهما، أنّ سلاح المقاومة ليس بندقية ميليشيا، بل رمز وجود أمةٍ ترفض أن تُستباح. هذا السلاح حرّر الأرض، وردع العدو، وحمى لبنان من الإرهاب،

وهو اليوم السدّ الأخير أمام مشاريع التقسيم والتهويد. فمن يراهن على تعب المقاومة فهو لا يعرف طين الجنوب،

ولا ذاكرة عيناتا ومارون الراس وبنت جبيل. ومن يراهن على الجوع الاقتصادي لإخضاع اللبنانيين،

سينصدم حين يرى الفقراء أنفسهم يحرسون خطوط النار قبل المقاتلين.

 من بيروت إلى القدس ستكون الطريق واحدة، ومعركتنا ليست دفاعاً عن بندقية، بل عن هوية، عن كرامة، عن مستقبل الأمة العربية التي تريد أن تنهض من تحت الركام ومحكومة بخضوع الأنظمه المُطبعه مع إسرائيل. 

ليعلم العدو ومن معه أن زمن الإملاءات انتهى، وأنّ لبنان لن يكون تابعاً ولا مرتزقاً. وإذا كان قدر هذا الشعب أن يخوض الحرب مرّةً أخرى،

فسيخوضها كما خاضها دائماً واقفاً، مؤمناً، منتصراً مهما كانت التضحيات.

فمن بيروت إلى القدس، ومن الجنوب إلى الجليل، ستُكتب فصول المرحلة القادمة بمداد الدم والكرامة،

ولن يُرفع في النهاية سوى علمٍ واحدٍ…

علم المقاومة والأيام بيننا.

 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة