كتاب واراء

السَّلامُ على القُدسِ... سَلامُ الأنبياءِ والرُّسُل، وسَلامُ الإيمانِ والحقِّ والكرامة.

 

افتتاحٌ وشكرٌ وتحية

أوّلًا، نرفعُ أسمى عباراتِ الشكرِ والعرفانِ إلى شبكةِ "كُلُّنَا غزّة" وكافّةِ القائمينَ على هذا المؤتمرِ المبارك، لقاءِ الأديانِ التسبيكيّ الأوّل، على إتاحةِ فُرصةِ المشاركةِ في هذا المقامِ الوحدويِّ المضيء.

كما نُرحِّبُ بجميعِ الحاضرين، كلٌّ بصفته واسمه، وبما يحملُ من فكرٍ وإيمانٍ ومسؤوليةٍ أمامَ اللهِ والتاريخ.

واقعُ الأمةِ اليوم:

ونتقدم بالشكر إلى كلا

الشيخ غريب رضاء كاتب ومفكر اسلامي استاذ الحوزة العلمية بقم المقدسه

الدكتور ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء 

نوال عباسي كاتبه واعلامية رئيس موقع الطوفان

العميد حميد عبد القادر عنتر

مستشار رئاسة الوزراء

الذي نظم وجابو لنا الدعوة في المشاركة

أيُّها الإخوةُ والأخواتُ...

حينَ نُمعنُ النظرَ في واقعِ أمّتِنا اليوم، نراها أسيرةَ الذلِّ والهوان، رازحةً تحتَ نيرِ الاستعمارِ الفكريِّ والماديّ، منهوبةَ الثرواتِ، ممزّقةَ الصفِّ والولاءِ.

وهذا الانحدارُ ما هو إلا ثمرةُ انحرافِها عن الولايةِ الإلهية، واستبدالِها بتبعيّةٍ عمياء لثقافاتٍ غربيّةٍ صاغها الاستكبارُ العالميّ؛ ليُفرّقَ بين الشعوب، ويستعبدَها، ويصادرَ وعيَها.

 

العودةُ إلى الولايةِ الإلهيّة... طريقُ النجاة

فما هوَ الحلّ؟

إنَّ الحلَّ الجوهريَّ، هو العودةُ إلى الولايةِ الإلهيّةِ من أبوابِها المشرّعةِ بنورِ الله، بابينِ اثنين لا ثالثَ لهما:

البابُ الأوّل: القرآنُ الكريم

ذلكَ الكتابُ الخالدُ الذي جعلهُ اللهُ

هُدًى للنّاسِ، ونورًا يهدي القلوبَ إلى سواءِ السبيل، وبصائرَ تُبصِرُ بها الأرواحُ دروبَ الحقّ، وشفاءً لما في الصدور من جهلٍ وريبةٍ وضلال.

أمرَ اللهُ فيهِ بالاتّباعِ، ورسمَ لنا الصراطَ المستقيم، ووعدَ بالبيانِ والهدى.

قال تعالى:

 «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا».

 

إنَّه تبيانٌ لكلِّ شيءٍ، وما فرَّطَ اللهُ في الكتابِ من شيءٍ، فيهِ توجيهاتٌ في الاعتصامِ والوحدةِ، وتحذيراتٌ من التنازعِ والانقسام، وتعريفٌ دقيقٌ بالعدوِّ الحقيقيِّ الذي يُريدُ أن يُطفئَ مصباحَ الوعيِ في الأمّة.

البابُ الثاني: أنبياءُ اللهِ العِظام صلوات الله عليهم أجمعين.

وهم هُداةُ النورِ، ورُسلُ العدالةِ، ومصابيحُ الوعيِ الإلهيّ.

جاءوا ليُحرّروا الإنسانَ من عبوديّةِ الهوى، ومن وَهمِ الخنوعِ والذلّ والانبطاح، ويقودوهُ إلى الحريةِ الربّانية التي تُعيدُ له كرامتَه وثروتَه وسيادتَه، وتُعيدُ للأرضِ ميزانَ العدلِ الإلهيّ.

خطرُ التفرقةِ ومشروعُ الاستكبار

أمّا التفرقةُ المذهبيةُ والحركاتُ التكفيريةُ، فليست إلا صناعةً شيطانيةً أخرجها الاستكبارُ العالميّ من أفرانِ حقدِه؛ ليغرسَها في جسدِ الأمّةِ فيمزّقَها من داخلِها، ويفرضَ عليها مشروعَه الاستعماريَّ تحتَ عناوينَ زائفةٍ وشعاراتٍ مُضلِّلة.

طوفانُ الأقصى... السقوطُ المدويّ للمواثيق

واليوم، جاء طوفانُ الأقصى ليُسقطَ كلَّ المواثيقِ الأرضيةِ والقوانينِ المزيّفة، ويُعلنَ أنّ لا شرعيّةَ إلا لشرعِ الله، ولا قانونَ يعلو على القانونِ الإلهيّ.

 

العملُ وفقَ الولايةِ الإلهيّة... طريقُ النصر

إنَّ خلاصَ الأمّةِ، هو في العملِ وفقَ نهجِ الولايةِ الإلهيةِ في كلّ مجالاتِ الحياة:

في الفكرِ، والسياسةِ، والاقتصادِ، والإعلامِ، والتربية.

وأن ننبذَ كلَّ ما خالفَ النهجَ الإلهيَّ من ثقافاتٍ ومفاهيمَ دخيلةٍ، وأن نُعيدَ بناءَ وعينا على القاعدةِ التي أرادها الله: ولايةٌ تقودُ إلى عدالة،

وعدالةٌ تقودُ إلى حرّية،

وحرّيةٌ تُفضي إلى نصرٍ إلهيٍّ عظيم.

 

التوقيع

 الكلمة التي ألقاها الكاتبُ والباحثُ السياسيّ

الأمينُ العامُّ لملتقى كُتّابِ العربِ والأحرارِ في دولِ محورِ المقاومةِ وأحرارِ العالم

عدنانُ عبدالله الجنيد


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد