بتاريخ ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر)، هدد المندوب الأميركي توم براك وسفيرها في سوريا إذا لم تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حز.ب الله ستقوم (إسرائيل) بذلك...!
سبحان الله، اليوم تعود به الذاكرة إلى ٢٣ تشرين الاول (أكتوبر) ١٩٨٣ ويحضر المشهد أمامه مقتل ٢٤١ جندي أميركي من المارينز و٥٤ جندياً فرنسياً على يد وطني لبناني ضحّى بروحه ودفع بالقوات المتعددة الجنسيات إلى الرحيل في شباط (فبراير ) ١٩٨٤...!
الغريب والعجيب أن في أقل من اثنين وسبعين ساعة يدلي المحروس بتصريحين وكل منهما له دلالته:
١ - على التحذير وعظائم الأمور والعنجهية والمكابرة والتهديد والوعيد بحق لبنان وشعبه بشكل عام وعلى المقا.ومة بشكل خاص ..
٢- على الهزيمة والاندحار والرحيل لأقوى قوة بالعالم من المارينز والقوات الفرنسية التي حضرت بذريعة فرض أمر واقع على لبنان والإذعان ل ١٧ أيار والاحتلال الصهيوني في لبنان...!
ينهض مما تقدم، أن بعد إعادة اللبنانيين للجنود الذين دخلوا لبنان بكامل لياقتهم وأناقتهم العسكرية أفقياً، فإن الأميركيين لم ولن يكرروا ذلك المشهد التاريخي وباتوا يهددون بالوجه الآخر لهم المتمثل بالعدو الصهيوني والذي لم ينسَ مشهد تفجير المقر العسكري الصهيوني في صور ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٨٢ والذي سقط فيه ما بين ٩١ و١٤١ جندي...!
يحاول الأميركي رمي الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية وإلا فملعب تل أبيب جاهز...!
وهذا يؤكد عجز كل من المذكورين على نزع البندقية التي حررت وقاتلت بشرف وإيمان وارادة وتضحية، وأن كل التهويلات لم ولن تحُد من عضد أبناء واخوة من فدوا الوطن والأمة بارواحهم ....!
وعليه تثار تساؤلات منها:
١- لماذا أعاد براك المشهد بعد مرور ٤٢ سنة؟
٢- من يأمر من: الأميركي أم الصهيوني؟
٣- هل يعيد التاريخ نفسه؟
٤- من يتراجع عن توجهاته الأميركي أم الحكومة ام الحزب؟
د. نزيه منصور