يمر لبنان بأزمات غير مسبوقة سياسية ومالية وقضائية وأمنية وعسكرية وطائفية، رغم ملء الفراغات من كرسيي بعبدا السراي الكبير ومع نعمة ثبات كرسي ساحة النجمة من دون منازع، فضلاً عن ملء معظم وظائف الدرجة الأولى لأصحاب الحظوة من أهل الحل والربط...!
رغم هذا المشهد الرسمي من حيث الشكل، يطل علينا صاحب السعادة المبعوث الأميركي من أصل لبناني مهدداً ومتوعداً بالويل والثبور على قاعدة بلاده الإرهابية في فلسطين المحتلة بالمجازر والقتل والتدمير والتهجير، إذا لم يرفع أهل العزة والكرامة ومن ضحى وقدّم أغلى ما يملك في تحرير الجنوب من رجس العدو من دون قيد أو شرط، ولم يكتفِ بذلك، بل ذهب أبعد من ذلك بوضع خارطة طريق للسفير الأميركي المعيّن حديثاً في لبنان مع نهاية هذا الشهر، كما أضاف ان لا إعمار ولا مساعدات ولا انسحاب للعدو وأن القرار اتخذ بمنح نتن ياهو حرية التصرف وتنفيذ أهدافه وفرض استسلام باسم فرض السلام، والمؤسف أن البعض من اللبنانيين يشيدون ويؤيدون ويمدحون الاملاءات الأميركية....!
ينهض مما تقدم، أن لبنان على الصعيد الرسمي حاضر شكلاً وغائب أساساً على قاعدة المثل الشعبي: (زوجك وإن راد الله)، بما معناه أنه لا خيار لنا سوى الخضوع لهذا القدر الأميركي- الصهيوني، وهذا الأمر بحد ذاته تخلٍ عن السيادة والاستقلال ورفض الهيمنة والقوة والسقوط في أتون نار العدو الذي لا يلتزم بميثاق ولا عهد ولا أعراف ولا قوانين فهو يتعمد لغة القوة على قاعدة: يا فرعون مين فرعنك، قال ما لقيت حدا يرد عليي. وما قرار إعلان وقف إطلاق النار في ٢٧ نوفمبر إلا خير شاهد على العدو ...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا هذا التجاهل من التهديدات الأميركية ومنح العدو حرية التصرف؟
٢- لماذا لا تتحرك الدبلوماسية اللبنانية في مختلف العواصم الفاعلة؟
٣- لماذا لا يدعو رئيس الجمهورية الكيانات السياسية على اختلافها لمواجهة الهجمة على لبنان ووضع النقاط على الحروف؟
٤- ألا تستحق الظروف الحالية المزيد من الوحدة والحد من الأصوات المتناغمة مع العدو ؟
د. نزيه منصور