يتنافس العديد من الساسة والإعلاميين ورجال الدين إلى الدعوة ببدء التفاوض مع العدو قبل فوات الأوان، خاصة أن معظم الأنظمة العربية طبّعت وأقامت علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية وتجارية وثقافية، على قاعدة: (إن لم تستحِ افعل ما شئت)...!
هذا التزاحم من تصريحات تطالب بالتفاوض والتطبيع أسوة بمن سبقهم من العربان، ولم يعد الأمر محصور بطائفة أو حزب أو زعيم ما شاء الله بكل الاتجاهات، باستثناء فئة آمنت بربها وجا.هدت وقا ومت وأسقطت ١٧ أيار وحررت البلاد من الاحتلال، حيث زحف الجميع وشاركوا في فرحة التحرير عام ٢٠٠٠ في ٢٥ أيار، وها هم اليوم ينقلبون على أعقابهم بعد ربع قرن من العزة والكرامة مع أول كوع فروا بالاتجاه الآخر بذريعة اللحاق بالسلام الإبراهيمي وبحُسن نيّة أو بدونها يساهمون بتحقيق هدف الصهاينة بإقامة (إسرائيل الكبرى) والتي عجز الكيان على مدى سبعة وسبعين سنة من الاحتلال أن يستقر فيها، لكنه يرتكب المجازر الجوالة من بلد إلى آخر ويحاول إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وجعل الجنوب اللبناني منطقة عازلة...!
ينهض مما تقدم أن لبنان يفتقر منذ قيامه إلى مقومات الدولة منها:
١- وحدة وطنية
٢- الانقسام في السياسة الخارجية
٣- كيانات سياسية مذهبية طائفية
٤- اعتماد سياسة النكد والنكاوات على حساب مصلحة الوطن
٥- نظرية الشاطر التي تبرر الفساد
٦- زعامات الأتباع من الخارج والداخل ...
٧- الوقوف إلى جانب القوة وليس إلى جانب الحق ...
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا هذا التنافس والتودد إلى التطبيع بذريعة السلام ؟
٢- لماذا هذا الاسترخاء الحكومي في عدم استعمال حقوقها في المنظمات الدولية وخاصة مجلس الأمن؟
٣- هل يمثل الإعلام اللبناني الشعب اللبناني أم الشعوب اللبنانية؟
٤- أي خيار سيسود التطبيع أم التصدي؟
د. نزيه منصور