كتب حسين مرتضى
الانتخابات ليست مناسبة موسمية يمرّ بها العراق كل بضع سنوات، بل هي فصلٌ من فصول الوعي الوطني، فيها يُختبر صدق الانتماء وعمق الإيمان بفكرة الدولة.
إنّ صوت المواطن العراقي ليس ورقة تُلقى في صندوق، بل هو موقفٌ يُكتب في تاريخ الوطن. فبقدر ما تكون المشاركة مسؤولة وواعية، بقدر ما يُمكن للعراق أن يتجاوز أزماته نحو بناء مؤسسات عادلة تعبّر عن إرادة الشعب لا عن مصالح الفاسدين.
لقد علّمنا التاريخ أنّ الأوطان لا تُصان بالصمت، وأنّ من يترك حقّه في الاختيار، يُسلم قراره للآخرين. لذلك فإنّ المقاطعة ليست حياداً، بل تنازلاً عن التأثير في مصير البلاد.
الانتخابات اليوم هي معركة الوعي، معركة بين من يريد عراقاً حرّاً قوياً سيداً، وبين من يسعى لإبقاءه ساحة نفوذٍ ومصالح.
ولذلك فإنّ المشاركة ليست واجباً قانونياً فحسب، بل واجب وطني وأخلاقي، ومسؤولية أمام الأجيال القادمة.
من ينتخب بعقله وضميره، يبني وطناً يستحق الحياة.
ومن يبيع صوته، يبيع مستقبله ومستقبل العراق.
فلتكن الانتخابات القادمة صرخة وعيٍ ومسار بناءٍ جديد، يفتح أمام العراق طريق العدالة والسيادة والكرامة.