بقلم : سري القدوة
الاثنين 13 تشرين الأول / أكتوبر 2025.
في خطوة لها أهميتها على الصعيد الفلسطيني وتسهم في رفع المعاناة والكوارث وتوقف حرب الإبادة الجماعية وتضع حد لمخططات التهجير يأتي التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب على قطاع غزّة، وانسحاب قوات الاحتلال منه، ودخول المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، ويجب التزام من قبل جميع الأطراف بتنفيذ المرحلة الأولى واستكمال المفاوضات إلى أن يتحقق الأمن والسلام الدائم والعادل، وتقام دولة فلسطين تعيش إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية .
تستمر الجهود الرامية إلى وقف الحرب على غزة، وإنهاء المجاعة التي صنعها الاحتلال الإسرائيلي، ووقف التهجير القسري لشعبنا، وهي جهود عاجلة طال انتظارها ولا يجوز لأحد أن يضع العراقيل في طريقها مع أهمية وضرورة تكثيف الجهود الدولية للاستجابة الإنسانية في غزة بعد التوصل لاتفاقية لوقف إطلاق النار، وأهمية الالتزام بتنفيذ جميع مراحل الاتفاقية، والبناء عليها للتوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة، وبالمقابل يجب وضع حد لاستمرار الإجراءات أحادية الجانب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وصولا للحل السياسي وتنفيذ حل الدولتين .
السلام الحقيقي والأمن والاستقرار لا يتحقق بإنكار وجود الآخر أو حرمانه من حقوقه الوطنية، وأن الهدف الفلسطيني واضحا ولا مجال التلاعب فيه وهو الحرية والكرامة والأمن والعدل والحق في حياة طبيعية وآمنة وإقامة الدولة المستقلة وخاصة بعد تزايد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، كون أن هذه الاعترافات ليس ضد إسرائيل، بل هي خطوة في سبيل العدالة والسلام الحقيقي، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، ما يحقق أمنا واستقرارا دائمين لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وأهمية الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وأن السلام الدائم لا يتحقق إلا بإنصاف الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال .
وللأسف حكومة الاحتلال المتطرفة واصلت نشر الكراهية وتعاملت بعنصرية تجاه الشعب الفلسطيني، والتحريض المستمر على تقويض مؤسسات السلطة الفلسطينية من خلال حجز أموال الضرائب الفلسطينية وخنق الاقتصاد الفلسطيني وبالمقابل استمرت معاناة شعبنا في قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 67 ألف مواطن، وأصيب نحو 170 ألفا آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، جراء الحرب، كذلك الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وفي مقدمتها الاستيطان وإرهاب المستوطنين .
الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو تجسيد لمبدأ المساواة بين الشعوب، فكما من حق الإسرائيليين أن تكون لهم دولة كذلك من حق الفلسطينيين أن تكون لهم دولتهم، وأن الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية سيقود إلى إنهاء الصراع وتحقيق سلام شامل ويجب أن تدعم ذلك الإدارة الأمريكية بشكل واضح وصريح .
ما من شك بان وجود سلطة فلسطينية قوية هو السبيل الأمثل لضمان نجاح ترتيبات ما بعد الحرب وتنفيذ خارطة الطريق نحو حل الدولتين، ولا بد من إعادة بناء جسور الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وان تكون الخطة الأمريكية بداية طريق جديد تسهم في تجسيد الدولة الفلسطينية والاعتراف الأمريكي بحل الدولتين هو الضمان الأساسي لصنع السلام الواقعي والمنطقي بعيدا عن التفرد والتعامل بمنطق القوة المفرطة والتلويح بالعودة للحرب مجددا، فلا مجال للمراوغة والتفرد في اتخاذ القرارات بشان مستقبل الشعب الفلسطيني ويجب ان تسهم الخطة الأمريكية في إقامة الدولة الفلسطينية وتثمر في إعادة أعمار قطاع غزة وما دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية