كتاب واراء

في خطر الولاءات القبلية والعائلية

 

 

إنّ الولاء والتعصّب للعائلة أو للعشيرة هو أخطر أنواع الولاءات على إنسانية الإنسان، وعلى كل القيم والمبادئ الروحية التي نادت بها الأديان السماوية كافة.

 

فالولاء الحقّ هو لله وحده، ومن اعتزّ بغير الله ذلّ، ومن جعل العصبية قبلته فقد ضلّ عن جوهر الإيمان ومعناه.

 

لقد كانت الولاءات القبلية والعشائرية من أبرز سمات العصر الجاهلي قبل الإسلام، حيث كان الناس يعتزّون بقبائلهم ويفتخرون بعشائرهم، ويجعلون ولاءهم للقبيلة لا للحق، وللعشيرة لا للإنسان. ومن لا يقاتل تحت راية القبيلة يُعتبر خصمًا وعدوًا، ولو كان على الحقّ المبين.

 

ثم جاء الإسلام ليحرّر الإنسان من تلك العصبيات الضيّقة، ويعيد إليه كرامته وإنسانيته، ويؤسّس لعصر جديد يكون فيه الولاء للقيم والعدالة والحق لا للدم والنسب والقبيلة.

 

وما أحوجنا اليوم إلى استحضار هذا الجوهر، في زمنٍ تتكاثر فيه الانقسامات وتعود العصبيات بأسماء جديدة، كي لا نعود إلى الجاهلية ونحن نظنّ أننا في زمن الحضارة.

 

Saeed Faris Saeed 

كاتب وباحث مستقل .

 

"صوت من أجل شرق يولد من تحت الرماد، لا من تحت الركام."

 

 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة