كتاب واراء

غزة وفرض السلام

غزة وفرض السلام.....!

سنتان وبضعة أيام، من القتل والتدمير والتهجير والتجويع والإبادة الجماعية بتحالف أميركي-صهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ضاربين عرض الحائط كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية بسبات عربي إذا لم يكن شراكة غير معلنة، حيث بلغ عدد الشهدا.ء ٦٧٢١١ والجرحى ١٦٩٦٩١...!

وبعد عجز التحالف الشيطاني الأميركي الصهيوني العرباني عن استسلام القطاع ورفع الراية البيضاء، عقد رئيس الولايات المتحدة الأميركية مؤتمراً صحافياً أعلن فيه عن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وانسحاب عصابات العدو وعودة الأهالي وفتح المعابر وتقديم المساعدات ووضع خطة وافق عليها الفلسطينيون. أمام هذا المشهد الذي يؤكد ويثبت أن كل ما أصيبت به غزة هو صناعة أميركية، وأنها وحدها القادرة على فرض وقف إطلاق النار منذ اللحظات الأولى للعدوان، وأنها تناقض وتنتهك نظرية فرض السلام التي أنيطت بالمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ولاسيما الفصل السابع من ميثاقها، الذي يعتمد على الوسائل التالية:

١- اعتماد القوة العسكرية ضد المعتدي 

٢- فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية ومالية وسياسية على الجاني  

٣- إجراء مفاوضات بين الأطراف المتصارعة 

أما الأهداف فتتلخص بما يلي:

١- حماية المدنيين وتأمين سلامتهم وحاجاتهم الصحية والمعيشية والسكن الآمن 

٢- تحقيق عملية السلام وتحميل الطرف المعتدي الخسائر المادية والبشرية 

٣- توفير سبل السلام ودعم المؤسسات الرسمية المدنية والعسكرية 

٤- وضع خطط طويلة الأمد في إقامة سلام دائم بين الأطراف المتصارعة ...

ينهض مما تقدم أن واشنطن: 

١- اعتمدت قاعدة: قتل القتيل والسير في جنازته

٢- تجاهلت جرائم المعتدي وقدمت كل الدعم السياسي والعسكري والمالي والاقتصادي ومنعت مجلس الأمن من اتخاذ قرار وقف إطلاق النار

٣- هددت حما.س بنار جهنم إذا لم تفرج عن الأسرى الأحياء والأموات دفعة واحدة

 ٤- فرض أمر واقع بتسوية بحاجة الجميع اليها 

٥- إبراز صورة ترامب كبطل للسلام على قول المثل: ذئب بجلد حمل ...

وعليه تثار تساؤلات عدة منها: 

١- هل تمارس فعلاً الولايات المتحدة العدالة الدولية؟

٢- لماذا لم تعطِ المجتمع الدولي الموكل إليه مهمة تحقيق السلم والأمن الدوليين؟ 

٣- لماذا تجاهل ترامب إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس؟ 

٤- هل ستفرض واشنطن على الكيان المؤقت عقوبات عسكرية واقتصادية في حال نقض الاتفاق؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد