بقلم الكاتب نضال عيسى
الجنوب اليوم وتحديدا” قرى الصمود على حدود فلسطين المحتلة تعيش حالة من الظلام المستقبلي الذي يفرضه العدو الإسرائيلي على هذه المنطقة من خلال أستهدافاته المتكررة واليومية على أمتداد خط المواجهة من قضاء مرجعيون،مرورا” ببنت جبيل وصولا” إلى الناقورة.
في ظل غياب تام للدولة اللبنانية التي لم تقم بأي تحرك في مواجهة إسرائيل لردعها عن هذه الإعتداءات ،حتى اللجنة الخماسية التي شُكلت نتيجة وقف إطلاق النار هي في غيبوبة مطلقة عن هذا الواقع.
وكل الحديث عن إحتلال العدو الإسرائيلي لخمس نقاط في الجنوب هو مغاير للحقيقة والصحيح هو يسيطر على ثلاث عشر نقطة في الجنوب ويمنع الأقتراب منها
فالنقاط الخمس المعلن عنها هي، تلة الحمامص، وتلة العويضة،وجبل بلاط،واللبونة،والعزية. ولكن الحقيقة العدو يحتل جزء من كبيرا” من مرتفعات كفرشوبا في قضاء حاصبيا ويمنع الاقتراب منها، وجزء من الأراضي الزراعية في المجيدية، وجزء كبير من منطقة الوزاني ويمنع الإقتراب منها أيضا”، والطريق الذي يوصل الخيام بكفركلا بجانب مستعمرة المطلة،وجزء كبير من قرية كفركلا،والطريق من تل نحاس لبلدة كفركلا أصبح منطقة عسكرية والذي يتضمن اكثر من 200 رغم تدميرهم والعديسة، ومارون الرأس ،ولكن الأخطر أن العدو الإسرائيلي وضع خارطة جديدة لبلدة كفركلا باللونين الأحمر والأزرق ويمنع الأقتراب من المساحة التي تعتبر ( زوم) أحمر
من هنا نرى بأن العدو وكما أنه لا يلتزم بأتفاقية وقف إطلاق النار مازال يمارس عدوانه من خلال سيطرته على هذه المساحات من القرى والأراضي الزراعية وسط غياب تام لأي حلول من قبل الدولة اللبنانية ولجنة وقف إطلاق النار.
هذا هو واقع الجنوب بكامل حقيقته. والمقاومة التي تقضم المها تحت أضراسها بألتزامها بقرار وقف إطلاق النار وأعطاء الفرصة للدولة اللبنانية للحلول الدبلوماسية (وهذا الألتزام ليس ضعفا” كما يريد أن يفسره بعض (ضعفاء الوطنية) ولكن ليثبت للعالم وللدبلوماسية وللقرارات الدولية بأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة.
من هنا نلاحظ بعد سنة من وقف إطلاق النار بأن الجنوب هو خارج خارطة الأهتمام من الدولة اللبنانية وكل ما نسمعه منها فقط هو كلام لنزع سلاح حزب الله. فهذه الدولة غائبة حتى عن الإدانة للأنتهاكات اليومية من قبل العدو،وهذه الدولة بعيدة كل البعد عن معالجة منع عودة السكان إلى قراهم،حتى لو كانت منازلهم مهدمة يقيمون الخيم والمنازل الجاهزة ويستقرون في أرضهم ولكن العدو يمنع ذلك والدولة غائبة وكأن الجنوب أصبح من الماضي.
مضحكة كلمة سيادة الدولة ومَن يريد أن يتباهى بها عليه أن يكون على مستوى المسؤولية ويسجل المواقف الوطنية لا أن يسمح بأنتهاك الأرض وأحتلالها بل تصل السيادة الكاذبة لأن يطالب بنزع السلاح الذي حرر الأرض وهزم العدو.
إذا أراد أن يكون رئيس الحكومة سياديا” لماذا لا يعقد جلسة مجلس الوزراء في الخيام أو في كفركلا أو في بنت جبيل على انقاض المنازل التي دمرها العدو والذي يهاب هذا السلاح الذي يريد نواف سلام سحبه لتأمين الأمن والأستقرار للعدو
لماذا لا تعطوا الضوء الأخضر السياسي للجيش اللبناني بمواجهة الخروقات الإسرائيلية كما كان يحصل سابقا” وحادثة العديسة شاهدة وجيشنا الوطني يملك عقيدة ثابتة بالعداوة لإسرائيل
نتألم عندما نشاهد الجيش يقف على بعد أمتار من الحدود والأنتهاكات الإسرائيلية أمام عينه ولا يستطيع مواجهتها، بينما في السابق كان العدو عندما يريد تقديم السياج الفاصل (شبر واحد) يكون الجيش في مواجهته وخلفه شعبنا ومقاومتنا ولكن اليوم مَن يُذل الجيش هو هذه القرارات الحكومية ووزير البرستيج أيتها الحكومة أن الحياة وقفة عز فقط لمَن يعرف معنى الوطنية كفى أنبطاح أمام القرارات الأميركية واعترفوا بتضحيات الجيش والشعب والمقاومة وشاهدوا كيف تتحرر الأرض.
نضال عيسى