كتاب واراء

غزة تُحترق وأطفالها ينامون في الرماد!!

غزة تُحترق وأطفالها ينامون في الرماد!! 

 

سمير السعد 

 

لم تعد الأخبار الواردة من غزة تحتاج إلى خيالٍ كي ترسم بشاعة الصورة، فالمشهد أقسى من أن يوصف. أطفالٌ أبرياء كانوا ينامون في خيامهم، يحلمون بلحظة دفء أو أمان، فإذا بالنار تلتهم أجسادهم الغضة حتى صارت رماداً متناثراً ، شاهدة على جريمة تفوق الوصف والاحتمال.

 

ليست المأساة حدثاً عابراً أو مشهداً عاطفياً يُستهلك على منصات التواصل بحثاً عن “الترند”، بل هي نزيفٌ متواصل ينهش غزة كل يوم، ويحوّل لياليها إلى مقابر جماعية. الحرب هناك تتجدد وتشتد وكأنها لم تبدأ من قبل، كأنها ولدت في كل صباح من جديد لتذكر العالم أن صمتهم جريمة إضافية تُرتكب بحق المحاصَرين.

 

غزة الآن تُباد، تُصرخ ولا أحد يسمع، تُنادي ولا من مجيب. لا خير في تعاطفٍ موسمي يبهت مع انطفاء الأضواء، ولا معنى لدموعٍ تُسكب على عتبة “الترند” ثم تجف سريعاً . القضية أكبر من صورة أو وسم، هي دماء ودموع وأرواح تُزهق كل يوم بينما العالم يكتفي بالتفرج.

 

غزة لا تحتاج إلى عطفٍ عابر ولا إلى خطابات منمقة، بل إلى صوتٍ صادق يعلو دفاعاً عن إنسانيتها وحقها في الحياة. الأطفال الذين احترقوا وهم نائمون لن يعودوا، لكن بوسعنا أن نصون ما تبقى من حياةٍ هناك، بالكلمة والموقف والضغط المستمر. غزة تنزف الآن، وواجبنا أن نصرخ باسمها، أن نكون صداها في وجه عالمٍ يحاول إخماد صوتها بالنار والدخان.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد