كتاب واراء

اللبناني مع الواقف...!

 

أثبت اللبنانيون بمعظمهم، باستثناء قلة قليلة آمنت بربها وتحصنت بإيمانها وإرادتها الصلبة وصانت القيم والمبادئ في المحن والأزمات، بصرف النظر عن الربح والخسارة، وتركت للسواد الأعظم من حاملي الهوية اللبنانية الذين يعتمدونها وسيلة مرور من إلى وليس هوية وطنية وحصناً لمواجهة الأعداء، وإذ بهم يطبقون المثل الشعبي المتداول (من أخذ امي بناديه يا عمي) وأمر طبيعي أن يصبح زوج الأم هو العم، وما يثير العجب والسخرية ونكران الأصل مناداته (بيي)، وهذا ما يمارسه الكثير الكثير والأمثلة تعد ولا تحصى، وعلى سبيل المثال لا الحصر مع العدوان الصهيوني هرول البعض والتحق بالمحتل من مختلف الطوائف والمذاهب والأحزاب بيمينها ويسارها، ومع الوجود السوري بدعم عربي ودولي حدّث ولا حرج ولن نسترسل، وفي عز المقا.ومة لم يبقَ مولود شرعي وغير شرعي لبناني وعربي إلا وهلل وكبّر وتغنى ورقص وزغرد، وآخر فصل من فصول نكران الذات ومسح الذاكرة تقديس الورقة الأميركية لنزع السلاح، سلاح الشرف والكرامة في ظل منع القوات المسلحة الرسمية والحؤول من تسليحها بالمعدات والأجهزة العسكرية الحديثة التي تمكنها من تحصين الوطن وتحمله مسؤولية الأمن الوطني وردع العدوان إلى جانب القدرات التي سخّرت نفسها وباعت جماجمها في سبيل الوطن والشعب والأرض والعرض ...!

ينهض مما تقدم، أن لبنان بلد عجيب وغريب في كل المعايير حيث تسود قاعدة (مع الواقف)، اليوم معك وغداً عليك أو بالأحرى مع القوي القوي بقوة الباطل وليس بقوة الحق، إذ يلزم الحق قوة بأن يتحصن الجميع في مواجهة الباطل أياً يكن من الشرق أو من الغرب، وقد فضح العدوان الصهيوني الأخير أمثال هذه النظرية وأدانوا أنفسهم بألسنتهم والحبل على الجرار. بالخلاصة، لا يصح إلا الصحيح ويبقى الحق حقاً والباطل باطلاً، والنصر في النهاية للحق شاء من شاء وأبى من أبى، وأن النصر آتٍ آتٍ...!

وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

١- لماذا يعمد هؤلاء إلى نقل البندقية من كتف إلى كتف؟ 

٢- هل أن قيادة جبهة المقا.ومة وعقلها المفكر على بيّنة من ذلك وقد غضت النظر؟ 

٣- ما هي الحوافز التي جذبت هؤلاء سواء هنا أو هناك؟ 

٤- في حال كان النصر حليف الحق بقواه الذاتية، هل يمكن قبول المرتدين على قاعدة عفا الله عما مضى؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد