كتاب واراء

القوات الدولية وإبريق الزيت ...!

 

قصة إبريق الزيت رواية تُروى مع كل مناسبة تشبهها، تناقلها الأبناء عن الآباء، والآباء عن الأجداد، وهكذا تصل إلى لحظة ولادتها والتي تتلخص بما يلي: قصة شعبية انتشرت في بلاد الشام تقوم على التكرار والملل في القول، حيث تتكرر العبارة، إن قلت نعم أو كلا دون أن يكون لها قصة حقيقية في الأصل، وتم سردها بسرديات عدة مختلفة وبهدف واحد...!

وها هي قصة القوات الدولية (اليونيفيل) التي أنشئت بموجب قراري الأمم المتحدة ٤٢٥ و٤٢٦ الصادرين عن مجلس الأمن في ١٩ مارس(آذار) ١٩٧٨، وتبعتها قرارات عدة مع كل عدوان للتأكيد على انسحاب العدو ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها على كامل أراضيها، لكن العدو لم يلتزم ولم ينفذ القرارات الدولية، مما دفع الشعب اللبناني إلى الانتفاضة بقواه الايمانية والشرعية والوطنية بدعم من مؤسس الجمهورية الاسلامية ومفجر ثورة تاريخية، فتمكّن من هزيمة العدو وتحرير معظم أراضيه في ٢٥ أيار ٢٠٠٠، والقوات الدولية شاهد على ذلك وهي المولجة أساساً بانسحاب العدو ودعم المؤسسات الأمنية وعودة الأهالي...!

مع كل سنة في هذا التوقيت، تتكرر سيمفونية التجديد للقوات الدولية بين مد وجزر، وتضع واشنطن العقبات في مسألة التمديد، والعدو يكرر ادعاءاته من دون حسيب ولا رقيب، واليوم تشترط واشنطن أن تكون المرة الأخيرة....!

ينهض مما تقدم، أن عملية التجديد لليونيفيل التي مضت عليها سبع وأربعون سنة أي حوالي نصف قرن دون أن تحقق الأهداف التي وجدت من أجلها ضمن مهلة مؤقتة، حتى أضحى المؤقت دائم، وينطبق عليها حكاية ابريق الزيت، سواء مددت أم لم تمدد أو جددت أو لم تجدد لن يتغير شيء، كما أن كل التهديدات والتحذيرات لن تزحزح القوى الشعبية الايمانية عن متابعة الكفاح والنضال والجها.د في سبيل التحرير وصون الوطن ودحر العدوان، وأن العدو لن يتراجع قيد أنملة أو ينسحب من الأراضي المحتلة من خلال القرارات الدولية ولا القوات الدولية...!

وعليه تثار تساؤلات عدة منها: 

١- هل تنطبق قصة التمديد والتجديد للقوات الدولية على قصة ابريق الزيت؟

٢- ماذا حققت القوات الدولية طيلة ٤٧ سنة من تواجدها في لبنان؟ 

٣- من الذي حرر معظم الأراضي اللبنانية من الاحتلال؟

٤- لماذا تهدد واشنطن بعدم التجديد للقوات الدولية؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد