كتب د نزيه منصور
تعود ملكية ولاية ألاسكا إلى الإمبراطورية الروسية إذ تم بيعها إلى الولايات المتحدة الأميركية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بمبلغ سبع مليون ومئتي ألف دولار أميركي، وهي اكبر ولاية أميركية من حيث المساحة والتي تزيد على ١٧٠٠٠٠٠ كلم٢، وهي الولاية التاسعة والأربعون من حيث عدد السكان البالغ عددهم حوالي ٨٠٠ ألف نسمة، وهي غنية بالموارد الطبيعية من النفط والمعادن وخاصة الذهب وتبعد عن روسيا الاتحادية ٨٢ كلم وعن أقرب ولاية اميركية ٨٠٠ كلم ....!
اليوم انعقدت قمة روسية - أميركية بعد فترة من الجفاف بسبب الحرب الأوكرانية- الروسية، التي تعتبر واشنطن الداعم الأول لها عسكرياً ومادياً وسياسياً، بل هي المحرض، وقد استنزفت الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وأضعفت موسكو بعد استعادة عافيتها إثر انهيار الاتحاد السوفياتي، ومحاولتها أن تقود محوراً منافساً ولعب الدور المحوري وتتزعم منظمة البريكس وكذلك منظمة شنغهاي وهذا ما ترفضه واشنطن جملة وتفصيلاً، وتعارض ولادة عالم متعدد الأقطاب..!
إن اختيار ألاسكا المكان للقمة له اعتبارات متعددة منها:
١- تذكير روسيا الاتحادية بزعامة بوتين أن ألاسكا من أصول روسيا في زمن الامبرطورية وقد بيعت بأبخس الأثمان...
٢- احتلال اراضٍ اوكرانية غير مسموح، عليكم التراجع واعتماد مبدأ تبادل الأراضي بين كييف وموسكو، وقد سبق وتنازلتم عن ألاسكا بأبخس الأثمان...!
٣- الذرائع التي تحتجون بها بأنها أراضٍ روسية غير مقبولة، فالجغرافيا ليست مقياس فهذه ألاسكا أقرب إلى روسيا منها إلى الولايات المتحدة
٤- حلم استعادة ألاسكا مجرد أضغاث أحلام ها انتم ضيوف ولستم أصحاب حق ومجرد حضوركم إقرار بأميركيتها...
٥- عليكم إنهاء الحرب مع أوكرانيا وإقامة سلام دائم ...
ينهض مما تقدم، أن واشنطن هي ولّادة الأزمات وسيدة إنهائها على قاعدة (أنت الخصم والحكم) بهدف استنزاف وإضعاف الدول لمصلحتها وتفتيتها واستمرار الهيمنة على العالم ...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا تم تحديد ألاسكا مكاناً للقمة؟
٢- هل يستسلم بوتين ويرضخ لإرادة ترامب؟
٣- هل يلتحق زيلنسكي بالقمة وتنجز الصفقة؟
٤- ما تداعيات إنهاء الازمة الأوكرانية على المجتمع الدولي؟
د. نزيه منصور