بن فرحان يرث وبن لاريجاني لا يرث...!
نقلت وسائل الإعلام أخباراً عن زحمة وفود ومبعوثين إقليميين ودوليين بدءاً من واشنطن وباريس مروراً بطهران والدوحة والرياض، حيث كانت ردات الفعل من قبل كل من يده له وكل من يغني على ليلاه، بين مرحب وشاجب على قاعدة يحق لزيد ما لا يحق لعمر أو علي يرث وعلي لا يرث. ففريق السيادة والاستقلال وتاريخ المجازر التي تنذكر ولا تنعاد من باب إحياء الذاكرة والتنبيه، كي لا يلدغ البلد من جحر مرتين، رحّب بالمبعوثة الأميركية وخلفها براك بهما وتبنى ورقتهما التي حوّلت المجتمع إلى جبهتين وأقامت متاريس ومنصات سياسية واعلامية. صاحب السعادة لو دريان الذي سجّل لنفسه عجزاً في حلحلة أي من الملفات التي تابعها، ها هو يعود لعله يحظى بسهرات الأنس ومهرجانات الصيف في الربوع اللبنانية. أما الضيف القطري فيقدم خدماته من مساعدات مشكورة، ويختم الضيف الكبير بن فرحان جولاته الميمونة بالجملة والمفرق في مختلف المناطق والجماعات والساسة أهل السمع والطاعة وعلى بركة الله...!
أمام هذا الحشد من المبعوثين الكرام، ضاقت عيون وزُكمت أنوف وفلتت الألسن على الضيف الإيراني رئيس مجلس الأمن القومي علي لاريجاني بمجرد الإعلان عن زيارته إلى لبنان، الذي صرح وأعلن عن دعم ايران وحدة لبنان وتقديم المساعدات والوقوف إلى جانبه في مواجهة العدوان وكل ما يطلبه لبنان...!
فبدلاً من الترحيب والاستفادة من الموقف الإيراني تجاه الضغوطات والاملاءات الأميركية والعربية والغربية، شُنت زوابع في فناجين كرتونية، حتى طالب البعض باللجوء إلى الجامعة العربية التي حققت إنجازات من الفشل في غزة والسودان وليبيا وسوريا والصومال على سبيل المثال لا الحصر، حتى وصل الصراخ إلى مجلس الأمن الذي ترك الشعب الفلسطيني على مدى ثمانية عقود....!
ينهض مما تقدم، أن البلد يعاني من أمراض خبيثة تكاد تعيد عقارب الساعة إلى الوراء إذا لم يستيقظ أصحاب المشاريع الوهمية والاستقصائية، ويعود الجميع إلى طاولة حوار تفرز العدو من الصديق والتحصن بعناصر القوة ...!
وعليه تثار تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا الترحيب بهذا ورفض ذاك؟
٢- لمصلحة من تقديم خدمات مجانية ؟
٣- من دعم لبنان في تحرير معظم الأراضي المحتلة عام ٢٠٠٠؟
٤- من المقصود في هذا الكره والحقد من اللبنانيين؟
د. نزيه منصور