كتب إسماعيل النجار،،
حملة التحريض على إسماعيل النجار والصحافي حسن عليق بين إعلام الاستهداف وشرخ الداخل اللبناني.
في مشهد يعكس هشاشة الواقع الإعلامي والسياسي في لبنان، تصاعدت مؤخراً حملة إعلامية شرسة استهدفت الدكتور إسماعيل النجار، الباحث والإعلامي المعروف بمواقفه الداعمة لخيار المقاومة وسلاح حزب الله، مترافقة مع تحريض سياسي وإعلامي تقوده جهات محسوبة على المحور الأميركي الخليجي، وفي مقدمها محطة MTV اللبنانية وموقع بيروت تايم، إلى جانب مجموعة من الصفحات الإلكترونية والمواقع "المموّلة" التي لا تخفي عداءها العلني للمقاومة وسلاحها.
سياق الحملة يهدف إلى ضرب صورة "مثقفي المقاومة"
حملة التحريض بدأت عبر نشر مواد إعلامية وتعليقات وصفها متابعون بأنها مسيئة وممنهجة، تهدف إلى تشويه صورة الإعلاميين والكتّاب المتماهون مع محور المقاومة، حيث تعمّد بعض الإعلام في MTV وموقع "بيروت تايم" تسليط الضوء على مقاطع مجتزأة من مداخلات إسماعيل النجار وحسن عليق، مستخدمين عناوين استفزازية، وتحليلات مشبوهة بغرض الإيحاء بتطرّفه أو تهديده للسلم الأهلي، وهو ما نفاه النجار مراراً، مؤكدًا أنه يلتزم بالخطاب السياسي القيمي الذي يعبر عن موقف وطني لا طائفي. وفي تصريحات له على صفحات رأي ومقالات منشورة في مواقع مستقلة، أشار النجار إلى أن ما يتعرّض له هو جزء من حملة أوسع تضرب كل من ينتمي إلى ثقافة المقاومة أو يدافع عنها فكرياً أو إعلامياً، واصفاً التحريض بـ"المحزن والمؤلم" لكنه أكد في الوقت نفسه أنه "لا يعمل إلا بضمير نزيه ونية وطنية خالصة" .
محطة MTV اللبنانية، والتي تُعرف بقربها من التيار اليميني المناهض لحزب الله والمحسوب على الغرب، لعبت دوراً محورياً في رفع منسوب التحريض على النجار وعليق عبر نشرتها الإخباريه مساء يوم السبت بتاريخ 2/8/2025 فالمحطة اعتادت تقديم خطاب يُحمِّل المقاومة مسؤولية أزمات لبنان، ويُروِّج لفكرة "احتلال إيراني" عبر حزب الله، وهو خطاب يعيد إنتاج سرديات سياسية تحريضية تغذي الانقسام الأفقي والعامودي في المجتمع اللبناني وتركز على ضرورة تسليم سلاح حزب الله!..وكانت المحطة قد أفسحت المجال لسياسيين ومحللين وصفهم النجار بأنهم "يبررون التحريض على الشيعة والمقاومة"، دون وجود توازن في الطرح، ولا إفساح المجال للرأي الآخر أو للمدافعين عن المقاومة لتفنيد تلك المزاعم. وهذا ما يُعتبر خرقًا لأبسط قواعد العمل الصحافي المهني.
موقع "بيروت تايم": منبر استهداف إلكتروني إلى جانب القنوات التلفزيونية، برز أيضاً كمصدر قام بنشر فيديو وصفه الدكتور بأنه تحريضي عليه. المتابعون بـ"التعبوية والمغرضة"، تستهدف شخصيات محسوبة على بيئة حزب الله، وتضعها في خانة "التحريض"، متجاهلة سياقات مواقفها الفكرية أو السياسية، فيما يغيب أي نقد موضوعي أو تحليلي حقيقي. وقد نشر مادة خلال الأيام الماضية تناولت إسماعيل النجار واتهمته بالتجريح الشخصي لرئيس الجمهورية مع أن هذا الأمر لا أساس له من الصحه، وأخرى تناولت الصحافي حسن عليق، في محاولة لشيطنة رموز الخطاب المقاوم في الفضاء العام اللبناني، وربطهم بصورة "التهديد"، في إطار واضح لصناعة عدو إعلامي داخلي، يخدم سردية التبعية لحزب الله.
الأخطر في هذا المشهد أن بعض الأصوات التي تم استهدافها كإسماعيل النجار تلقت تهديدات صريحة من خلال بعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.وقد صرّح سابقاً محامون محسوبون على خط "المقاومة" أنهم تقدموا بشكاوى بحق عشرات المحرضين، بينهم إعلاميون وناشطون، ثبت تورطهم بالتحريض الطائفي عبر وسائل التواصل، إلا أن الدولة تجاهلت المتابعة، مما فتح الباب أمام مزيد من الانفلات الإعلامي .يرى المراقبون أن ما تتعرض له شخصيات مثل إسماعيل النجار، ليس حملة معزولة، بل هو امتداد لحرب ناعمة تُشن على المقاومة منذ أكثر من سنه ونصف. وقد تم في السنوات الأخيرة مأسسة إعلام مناوئ للمقاومة بتمويل خارجي، يحمل طابعاً "مدنياً حداثوياً" يخفي خلفه أجندات سياسية وأمنية خطيرة، تستهدف ليس فقط حزب الله، بل النسيج الاجتماعي اللبناني بأسره.في مقالات نُشرت له شدد النجار على أن "المقاومة الإسلامية ليست طارئة على لبنان، بل هي من حافظت على وحدة البلد ومنعت انهياره، ولا يمكن فصلها عن الكيان اللبناني الحديث"، مُشيراً إلى أن العداء لها بات ثقافة رائجة بين بعض النخب المسيحية المتعصبه والإعلامية، وهو ما يستدعي نقدًا جذرياً لهذا الخطاب قبل أن يتحول إلى حرب داخلية ناعمة تسقط لبنان مرة أخرى في الفوضى.
في كلمة أخيرة تُظهر الحملة ضد الدكتور إسماعيل النجار وغيرها من الحملات ضد مثقفي المقاومة أن الإعلام اللبناني لا يزال رهينة الاصطفافات السياسية والتمويل الخارجي، في وقت يحتاج فيه لبنان إلى خطاب جامع، يحترم التعدد، ويعتمد المهنة لا الأجندة.
يبقى السؤال: هل سيستفيق الإعلام اللبناني من تحريضه، أم أن شرخ الانقسام سيكبر حتى يبتلع كل صوت وطني مستقل؟