كتاب واراء

مجرم حرب يرشح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام...!

مجرم حرب يرشح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام...!

شر البلية ما يُضحك، إذ رشح مجرم حرب، والملاحق بمذكرة اعتقال من أهم محكمة جنائية دولية، الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، في زمن يفتقر فيه كل منهما إلى الحد الأدنى من شروط الترشح أو التبني...!

وبالعودة إلى هذه الجائزة وشروطها وفقاً للقواعد التي وضعها منشئ هذه الجائزة النرويجي الفرد نوبل وخصص جزءاً كبيراً من ثروته لها، وهي تمنح للأفراد والمنظمات التي تعمل من أجل السلام وحل النزاعات ومساعدة ودعم المجتمعات الفقيرة. فترامب ليس لديه أي من شروط الجائزة، فهي تمنح للذين قدموا مساهمات بارزة في تعزيز السلام العالمي والتعاون الدولي وتقليل النزاعات، والواقع أنه خلال فترة رئاسته الأولى التي اتسمت بالعديد من الانتقادات فيما يتعلق بالصراعات الدولية والعلاقات مع الدول الأخرى منها على سبيل المثال لا الحصر :

١- الانسحاب من الاتفاقيات الدولية (اتفاقية باريس للمناخ، الاتفاق النووي مع إيران) مما أثار قلقاً بشأن تأثير ذلك على الاستقرار العالمي 

٢- اعتماد سياسة خارجية مثيرة للجدل، اتسمت بقرارات مخالفة للقانون الدولي منها:

نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس والتصريحات حول الهجرة واللاجئين...

٣- افتعال صراعات تجارية مع معظم الدول مما أثر على الاقتصاد العالمي

٤- إعلانه عن ضم كواكب ودول واعتبارها ولايات أميركية (كندا وغرينلند والمريخ)

٥ - تحريض ودعم الصراعات والإبادة في كل من الأزمة الأوكرانية وقطاع غزة ...!

أما الوجه الآخر نتن ياهو مرشِح ترامب للجائزة، فهو صاحب تاريخ حافل بالملاحقات القضائية المحلية والدولية منها:

١- الاتهام بقضايا فساد ورشاوى وخرق الثقة أمام المحاكم الجنائية لدى الكيان وهي تشمل:

أ- قضية ١٠٠٠ تتعلق بتلقي هدايا من أثرياء اجانب 

ب- قضية ٢٠٠٠ تتعلق باتفاقيات مع صحف إسرائيلية لتقديم دعاية لمصلحته ودعم مالي لشركة هولدينغ التي يمتلكها مقربين منه ولمصلحته

ج- قضية ٤٠٠٠ تتعلق بعلاقته مع مالك شركة بيرل شالوم شالوم واتهامات بالرشوة والفساد  

٢- ملاحق دولياً بموجب مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مما أثار حفيظة ترامب الذي انتقد المحكمة وقضاتها وفرض عقوبات على أعضائها...!

ينهض مما تقدم، أن من جهة يفتقد نتن ياهو صاحب الاقتراح إلى المؤهلات التي تمنحه تقديم أي شخص لنيل الجائزة، ومن جهة ثانية يفتقر المرشح ترامب إلى الحد الأدنى من المؤهلات لنيل جائزة نوبل للسلام التي تعتمد قواعد وشروط يتم درسها وتلقينها بناءً على توصية من قبل لجنة نرويجية تتألف من خمسة اعضاء، يتم تعيينهم من قبل البرلمان النرويجي، وتُمنح الجائزة سنوياً في العاشر من كانون الاول من كل سنة مع ذكرى وفاة الفريد نوبل مؤسس الجائزة...!

وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

١- هل ترامب مؤهل لهذه الجائزة ؟ 

٢- هل يحق لنتن ياهو الملاحق والمطلوب اعتقاله ترشيح وتسمية أي شخص لنيل الجائزة؟

٣- هل تتبنى اللجنة المخولة اقتراح مجرم حرب أو تمنح ترامب الجائزة ولو من دون تسميته من قبل نتن ياهو؟

٤- في حال تبنت اللجنة ترامب ومنحته الجائزة، هل تلتزم فعلاً بشرعية وقانونية المبررات والأسباب الموجبة والمبادىء التي أنشئت من أجلها المؤسسة؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد