لم تكن حادثة كربلاء مجرد حدث تاريخي تسقط بمرور الزمن، أسوة بغيرها من الأحداث العالمية والحروب والثورات، تقتصر آثارها وتداعياتها في التاريخ والجغرافيا، وعلى قاعدة عفا الله عما مضى....!
وها هي بعد ألف وثلاثمئة سنة تفعل فعلها، وتخرّج القادة الحسينيين والمجا.هدين العباسيين والزينبيات الفاطميات، وتكتب التاريخ بالأرواح والدماء، وتطفئ الظمأ، وتفترش المضائف على حب محمد وآل محمد وتقرباً لله تعالى، وتذرف الدموع مجبولة بالحزن ومتوجة بالعزة والكرامة....!
ولنا في لبنان المثل الحي المتواضع في التضحية والفداء والمجالس الحسينية المنتشرة ضمن بيئة أهل البيت، حيث تعقد المجالس من كل الأعمار في كل بلدة وقرية وحي من أحياء المدن، بل في كل بيت رافعة شعارات كلنا علي الأكبر، كلنا العباس، كلنا حبيب، كلنا الحر، كلنا إلى آخر اللائحة، ثلاثة وسبعون شه.يداً يرددون قول الحسين بن علي (ع): بين السلة والذلة هيهات منا الذلة...!
ينهض مما تقدم، أن أمة قائدها التاريخي الحسين بن علي (ع) لا تبالي إن وقعت على الموت أم وقع الموت عليها، وقد حسمت أمرها في ذكرى العاشر حول ما قيل ويقال من تهديدات وتهويل وتخويف على المعتدي ومن خلفه الانسحاب والافراج عن الأسرى وإعادة الإعمار، عندئد لكل حدث حديث، وهم مع تحصين البلد بكل الوسائل ومع تأدية الدولة لواحباتها والتعاون معها في كل المجالات...!
وعليه تثار أسئلة عدة منها:
١- هل يفهم القريب والبعيد هذه الرسائل الواضحة والصريحة؟
٢- هل يتضامن الجميع في موقف واحد وموحد بالرد على المبعوث الاميركي؟
٣- هل يمكن الرهان على الوعود الأميركية؟
٤- هل تكشف الأيام القادمة الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟
د. نزيه منصور