بقلم: سعيد فارس السعيد
"صوت من أجل شرق يولد من تحت الرماد، لا من تحت الركام"
المقدمة:
خرج الإمام الحسين من المدينة المنوّرة، وهو يعلم علم اليقين أن طريقه مفروش بالشوك، وأن نهايته شهادة محتومة. لم يكن في خروجه مغرَّرًا ولا باحثًا عن سلطة، بل صاحب رؤية وموقف. وقد أخبر أهل بيته وأصحابه بمصيره، ومنحهم حرية القرار: أن يبقوا أو يرجعوا. لقد كانت رحلته فعلًا واعيًا في وجه الظلم، لا مغامرة غير محسوبة.
---
ثورة الكلمة قبل السيف:
خلافًا لما يُروّج له بعض من حوّلوا عاشوراء إلى ساحة كربٍ وجلد، فإن الحسين لم يخرج حاملاً السيف طلبًا لحرب أو انتقام، بل خرج حاملاً مشروع إصلاح.
قالها صريحة:
> "ما خرجتُ أشِرًا ولا بَطِرًا، ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد."
كان الإمام الحسين يرى أن الكلمة هي أداة التغيير الأولى. قاوم الانحراف بالبيان، والظلم بالموعظة، والفساد بالقول الواضح الشجاع. لكنه قُوبل بالسيف.
---